رئيس بولندا الأسبق يدعو أوروبا للاطلاع على تجربة الشارقة في «الاتصال الحكومي»

  • 3/30/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

انطلقت فعاليات اليوم الثاني والأخير من الدورة السابعة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي في مركز إكسبو الشارقة، أمس، بجلسة افتتاحية، تحدث خلالها ضيف شرف المنتدى، رئيس بولندا خلال الفترة من 1990-1995، ليخ فاوينسا، ومدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة طارق سعيد علاي، وقدمها المدير التنفيذي لمركز «هداية»، مقصود كروز. الشبكة العربية للاتصال الحكومي أطلق المركز الدولي للاتصال الحكومي، التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، أمس، الشبكة العربية للاتصال الحكومي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بهدف الارتقاء بقدرات العاملين في قطاع الاتصال الحكومي. وتتيح الشبكة لأعضائها الدخول إلى مكتبتها الخاصة، المزوّدة بكمّ كبير من البحوث والدراسات والتقارير الخاصة، التي تتناول موضوعات متعددة ضمن الاتصال الحكومي، وأحدث الممارسات المهنية المرتبطة بها. وستفتح الشبكة المجال للأعضاء للتواصل في ما بينهم، من أجل تبادل الخبرات والمعارف حول كل ما يتعلق بأساليب الاتصال الحكومي الحديثة والمتطورة. وتوقف فاوينسا في كلمته عند الرسائل والتوجيهات التي وردت في كلمة صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في حفل انطلاق المنتدى، مشيراً إلى أن كلمة سموه ركزت على القيم التي ينبغي التمسك بها، ونحن نواكب ونعيش في العصر الرقمي، ونستجيب لمتغيراته، داعياً البلدان الأوروبية للاطلاع على تجربة الشارقة في مجال الاتصال الحكومي. وأوضح أن الدور الأكبر اليوم تتحمله النخب الثقافية، التي كانت في السابق قادرة على تقديم رسائل وقيم، تجعل المجتمعات في إطار متوازن، أما اليوم فيغيب دور النخب ويتراجع لحدّ بات العصر الرقمي يشكل تهديداً لبنية المجتمع المعاصر. من جانبه، تحدث علاي عن القرية الكونية الصغيرة أو القرية الإلكترونية التي باتت بيتاً صغيراً، في ضوء ما تشهده التقنية من تطورات متسارعة بكل الإيجابيات والسلبيات، لتنبئ بمراحل أخرى من التطورات التقنية، التي لا نعلم إلى أين مداها، وهو ما دفعنا إلى اختيار شعار المنتدى للعام الجاري (الألفية الرقمية.. إلى أين؟). وتوقف علاي عند حجم التغيير الجاري على مستوى العصر الرقمي وتسارع الأفكار، قائلاً إننا ندرك جميعاً الدور الكبير لأدوات العصر الرقمي، التي باتت الأكثر تأثيراً بالأفكار وبحياة الأفراد وتغيير أنماط المجتمعات وتوجهاتها، وهو ما يفرض علينا توظيفاً أمثل لمثل هذه الأدوات في الاتصال الحكومي الذي نريده أن يكون صادقاً وشفافاً وواضحاً. «الذكاء العاطفي» ميزة بشرية وقد شهد المنتدى عقد جلسة حوارية تحت عنوان «تقييم الحالة الراهنة للاتصال الحكومي وبناء استراتيجيات مرنة»، تحدث فيها كلّ من المؤسس الشريك لشركة أبل، ستيف ووزنياك، ومؤسس موقع ويكيبيديا، جيمي ويلز، وعالمة الرقميات البريطانية المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، إنما مارتينيز، ومؤلف كتاب «تأثير الجيل زد: القوى الست التي تشكل مستقبل الأعمال»، الكاتب الأميركي توماس كولوبولوس. وأكد ويلز في مستهلّ الجلسة أن «ويكيبيديا» تعتبر المصدر الإلكتروني أو التقني الأسرع في الحصول على المعلومات، لمواكبتها التطورات المتسارعة.. موضحاً أنها ليست جهة مركزية لنشر الحقيقة، لأن المساهمين فيها أشخاص عاديون يكتبون في موضوعات متعددة تاريخية ومعاصرة، وهؤلاء يريدون التعبير عن أفكارهم والمعلومات التي يملكونها بأسلوب جميل وواضح، بعيداً عن «الزيف» الذي نواجهه كل يوم في الأخبار والمعلومات. وأشار ويلز إلى الثورة الصناعية الرابعة، وما أفرزته من تطورات تقنية نتج عنها الكثير من التحديات للحكومات التي يعمل بعضها بطريقة بطيئة وبيروقراطية، مضيفاً أن المسؤولين الحكوميين لا يمتلكون المعرفة اللازمة بالجوانب الفنية أو التقنية، وبالتالي فإن معلوماتهم عن التكنولوجيا تكون غالباً محدودة، لذلك يجب التركيز أكثر على مبدأ التعليم والتدريب، لمواكبة هذه التطورات التقنية، والاستفادة منها في الاتصال الحكومي. وتناولت مارتينيز موضوع الذكاء الاصطناعي، باعتباره أحد مخرجات الثورة الصناعية الرابعة، مشيرة إلى أن الحواسيب والآلات تعمل بشكل عام أفضل من الإنسان، ذلك أن الخوارزميات التي تعمل بموجبها هذه الأجهزة تقوم على مبدأ التعاون، ومن خلاله تقوم بتحقيق الإنجازات المطلوبة أو المتوقعة منها. وأكدت مارتينيز أن البشر مازالوا يتغلبون على الآلة، كونها لا تمتلك الذكاء العاطفي، وهنا يكمن جمال الدماغ البشري، مشيرة إلى أن الحكومات استفادت من التطورات التقنية، في تقديم خدماتها بطريقة سهلة وسريعة، ونجحت إلى حدّ كبير في ذلك. وقال ووزنياك إنه من خلال تجربته الشخصية في «أبل» تأكد أن الحاسوب ليس بإمكانه أن يوازي العقل، فعند الإنسان يأتي التفكير من المشاعر والأحاسيس، وهي أمور قد يمكن برمجة الحواسيب عليها، ولكنها ستكون عواطف اصطناعية، يستحيل أن تكون شبيهة بالإنسان، وبالتالي لا يمكن أن نستبدل المفكرين أو المديرين التنفيذيين أو أصحاب الوظائف الذهنية بالآلات، فالعنصر البشري هو الأكثر تفوقاً في هذا الجانب. وأكد كولوبولوس أن التواصل يجب أن يكون لحظياً ومتكاملاً، وهذا ما يعجبني مثلاً في «ويكيبيديا»، كونها مندمجة في حياتي اليومية، وأشعر بأن هذا النمط من المعلومات مصاغ على قياسنا، ويتيح لنا النفاذ إلى المعلومات التي نريدها، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي يساعدنا على تحسين قدراتنا، ويمكننا من الاندماج مع الآخرين، مطالباً الحكومات بالتصدي لعدوها الأساسي، وهو المعلومات الزائفة. ما يدخل عقولنا بسرعة يغادرها بسرعة وقدم الرئيس التنفيذي لشركة كوتلر إمباكت الكندية، الدكتور فاهم كبريا، خطاباً تفاعلياً تحت عنوان «مهارات الاتصال الحكومي» طرح خلاله تساؤلات حول السبب الذي يدفع الناس لاستخدام هواتفهم.. مشيراً إلى ضرورة تحمّل الحكومات مسؤولية التواصل مع الجماهير. وقال كبريا: «ما يدخل عقولنا بسرعة يغادرها بسرعة فائقة أيضاً، في خضم تدفق المعلومات الذي لا يعرف تعباً أو نهاية». وأوضح أن جيل الألفية يعتمد اعتماداً كلياً على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وسيطرت الرقمنة على العالم بأكمله من خلال متاهات سحاباتها الإلكترونية الافتراضية، وأثّرت في الطريقة التي يستخدم فيها البشر تفكيرهم. مشيراً إلى وجود ثلاثة مليارات شخص من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في العالم، يستطيعون الوصول إلى المعلومات خلال بضعة ثوان، وعبر الضغط على رابط معين. وأكد كبريا ضرورة تعزيز الحكومات حضورها الرقمي، مشدداً على أهمية توفير نظام للمكافآت في الحكومات الناجحة في التواصل مع شعبها، حيث ينبغي للحكومات الإلكترونية أن تركز على المستخدمين، وعلى توفير الخدمات ذات الأولوية لهم، وفهم اهتماماتهم وبناء الثقة معهم.

مشاركة :