أكد جيسون سيلفا، وهو إحدى أبرز الشخصيات التلفزيونية ومقدم البرنامج الشهير «ألعاب العقل»، الذي يبث على قناة «ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي»، أن الثورة البيولوجية تشكل الخطوة المقبلة للثورة التقنية أو (التكنو بيولوجي)، وأن اللاعب الثاني في مسيرة تطور الإنسان هو علم «النانو تكنولوجي». واستعرض سيلفا الآفاق اللامتناهية، التي تفتحها التقنية أمام الحضارة البشرية، مصطحباً حضور المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في رحلة إلى مستقبل العلم والتقنية، وما يمكن أن تحدثه من تحول على حياة البشر. وقال خلال خطاب تفاعلي ألقاه في اليوم الثاني والأخير للمنتدى، إن التقنية هي الجسر الذي يربط بين الإبداع البشري والخيال والقدرات العقلية اللامحدودة، وهي حاضنة الابتكار، والخيال الذي يلهم العقل، إذ لا يمكن إنكار حقيقة أن الإنسان أصبح أكثر قدرة على التفكير، بفضلها، وفق مصطلح العقول الممتدة التي تصلنا بالكون. وأوضح سيلفا أن البشرية لم تعد قادرة على التنبؤ الدقيق بما يحمله المستقبل، بسبب تسارع التطورات التقنية والعلمية خلال العقود الخمسة الماضية، وهو ما يجعل ترسيم الحدود بين الحاضر والمستقبل صعباً لدى كثيرين. مشيراً إلى أن العالم اليوم يعيش عصر التغيير المطرد الذي تعمل التقنية فيه على تغيير جوهر الإنسانية في الزمن الحقيقي، الأمر الذي يحتم علينا التساؤل: لماذا لا نرى المستقبل؟ وأكد أن العقل البشري دأب على الرؤية الأحادية إلى الأشياء، ما جعل المستقبل بالنسبة إليه مجرد خطوة إلى الأمام من نقطة إلى أخرى، أما الآن فقد أصبح قادراً على النظر والتفكير بشكل ممتد وشمولي، وهو ما سمح له بالانتقال مليارات الخطوات في أكثر من اتجاه. وقال إذا عدنا إلى الوراء 25 سنة، فسنرى كيف أن حاسوباً واحداً كان يحتل غرفة ضخمة، وكيف أصبح الآن مختزلاً في هاتفٍ محمول يوضع في الجيب! ولنا أن نتنبأ كيف سيصبح هذا الحاسوب بحجم خلية في جسم الإنسان بعد 25 سنة. وقال: أن تكون إنساناً في هذا العصر يعني أن تكون قادراً على تجاوز حدودك البشرية، ولهذا نرى الثورة البيولوجية التي تشكل الخطوة المقبلة للثورة التقنية أو (التكنو بيولوجي) التي تغوص في أعماق الجسم البشري، وتسعى إلى فك أسرار الشيفرة الوراثية، وليس مستغرباً أن نرى بعد عقدين من الزمن كتّاباً وموسيقيين وشعراء يكتبون ويلحنون عن الجينات. لقد قرر الإنسان الغوص في جيناته بعد أن سافر بعيداً في الفضاء. ولفت إلى أن هذه التقنيات الحيوية ستتمكن من علاج الأمراض والجروح والإصابات، حيث تسعى إلى وقف الشيخوخة، من خلال برمجيات وشيفرات يمكن زرعها في الجسم، أو تحميلها مباشرة من الهاتف المحمول، الذي يستطيع الآن مراقبة صحة الإنسان. وأوضح أن اللاعب الثاني في مسيرة تطور الإنسان هو علم «النانو تكنولوجي»، الذي يعدّ أهم محركات الابتكار، لأنه سيكون قادراً على خلق شيفرات النمو والتطور للأشياء، أي أنه سيمكن الأبنية من بناء نفسها تماماً، كما تفعل البذرة، عندما تسقط على الأرض، حيث تبدأ البيانات المخزنة فيها ببناء نفسها تدريجياً لتصبح شجرة أو عشبة.
مشاركة :