يبدو أن زمن «الفاشينيستات» العربيات، اللاتي تصدرن مشهد الافتراضي، أخيراً، شارف على النهاية، بعد الضجة الإعلامية الواسعة، والسجالات الحادة التي تشهدها وسائل التواصل الاجتماعي، ومتابعو الشبكة العنكبوتية في الكويت، إثر مبادرة مجموعة من المغردين عبر «تويتر» بإطلاق وسم جديد حمل عنوان (#التحذير_من_الفاشينيستات)، تعبيراً عن انتقاداتهم للآثار الاجتماعية والسلوكية السلبية، التي باتت تكرسها هذه الثقافة الجديدة التي تطرحها بعض مدونات الأزياء في الكويت، من خلال ظهورهن بملابس «مثيرة للجدل»، وإطلاق تصريحات «مثيرة للجدل» في حوارات تلفزيونية، وصفت بالصادمة والمتعارضة مع الأعراف والنواميس الأخلاقية. تباين الآراء أكد أحد المغردين أنه يحسب دوماً لتلك الشخصيات العامة المشهورة، تمكنها من نشر «أفكار مفيدة»، و«تثقيف الجيل الجديد»، وتعليمه الظهور بشكل لائق، والاعتناء بنفسه، مضيفاً «الفاشينيستات علموكم وخلوكم تعرفون تلبسون وتحطون مكياج... الله يرحم أيام قبل نشوف زومبي بالشارع»، فيما أكّد مغردون آخرون، أنّ الموضوع أخذ أكبر من حجمه، وأنّ الأشخاص يمكنهم وبكل بساطة التوقّف عن متابعتهنّ. أرقام خيالية تتصدّر الكويت، دول الخليج العربي في عدد «الفاشينيستات»، بعد أن تم اعتبار «الفاشينيستات» الكويتية المشهورة نهى نبيل، أشهرهنّ بعدد متابعات يفوق الخمسة ملايين متابع على «إنستغرام»، ونتائج رشحت اسمها في المرتبة الخامسة في مجلة «فوربس» لعام 2017، فيما حصدت الكويتية روان بن حسين عدد 2.7 مليون متابعة على «إنستغرام»، أما فوز الفهد فسجلت ما يزيد على 2.5 مليون متابع. حكم قضائي بدأت الحكاية، أول من أمس، حين بادرت إحدى الصحف الكويتية، بنشر خبر خاص يتناول خسارة إحدى «الفاشينيستات» أبنائها، على خلفية حكم أصدرته المحكمة بإسقاط الحضانة عنها، وتسليم الأبناء لوالدهم، وذلك استناداً إلى كثرة سفر «الفاشينيستا» المذكورة، وانشغالها عن واجباتها الأسرية، ما تسبب في تدني المستوى الدراسي للأبناء، وتوظيف الوالد هذه الثغرة لكسب الحكم القضائي لمصلحته. وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، تصدر الوسم المرتبة الخامسة في الكويت، بعد مشاركة عالية من المغردين والمبحرين في فضاءات الافتراضي، الذين جاهروا برفضهم هذه الظاهرة، فيما قام البعض الآخر بنشر عشرات المقاطع المصورة والتعليقات، التي لفتوا من خلالها إلى التأثير الاجتماعي السلبي والسلوكيات الدخيلة عن التقاليد التي تسوق لها هذه الشخصيات. ونال مقطع فيديو قام بنشره نايف العجمي، وزير العدل والأوقاف السابق في الكويت، تفاعلاً كبيراً من الجمهور، بعد أن حذّر فيه الوزير من متابعة «الفاشينيستات»، مؤكداً أنهنّ قادرات على إيهام الآخرين بأن حياتهنّ كاملة وسعيدة، وأنهنّ النموذج المثالي للفتاة التي تتمتع بالفرح وبحياة استثنائية، قائلاً «إنهنّ يشجعنَ النساء على أنْ يصبحن مثلهنّ، من خلال نمط الحياة الخاص الذي يتبعنه، والذي يتضمّن التسوّق، والسفرات، والمكياج، وعمليات التجميل، وغيرها».. محذراً في الوقت نفسه من سلوكيات هذه النماذج الاجتماعية الجديدة، وأولها التمرّد على القيود الاجتماعية وولاية الأب والزوج، والتحرّر من القيود الشرعية، والاختلاط بالشباب، على حدّ تعبيره. وعمد عدد من النشطاء على تداول فيديو آخر، نشره التربوي طلال العنزي، نهاية العام المنصرم، وقال فيه إن «الفاشينيستات» «لا يكترثن ببيوتهن ولا بأطفالهن، ولا حتى بسمعة عائلاتهن، كما أنهن يدّعين تعليم النساء الأخريات في المجتمع القيم والأخلاق، لكنهنّ في الحقيقة غير ذلك، فهنّ لا يكترثنَ لشيء سوى وضع المكياج، وارتداء الملابس المكشوفة، والتراقص عبر تطبيق (سناب شات)»، مضيفاً «أنّ الفرق بين المشهور والمؤثّر، هو أنّ المشهور له مدة صلاحية، ستنتهي بخروج شخص آخر (أتفه) منه، أما المؤثر فهو من سيبقى في ذاكرة متابعيه للأبد»، فيما تحدثت المغردة لولوة المطيري عن أثر تلك الشخصيات في الثقافة العامة قائلة: «الفاشينيستات ظاهرة سيئة أخذت حيزاً كبيراً مبالغاً فيه في مجتمعنا، ولكم أن تتخيلوا الخطورة الجسيمة التي سيعلق أثرها في الجيل الصاعد إن لم نتصد لها».
مشاركة :