يتأهّب الفلسطينيون للاحتفال بذكرى «يوم الأرض»، للتأكيد على مسيرة الكفاح والصمود، وفيما أطلق الاحتلال وعيده وعزّز قناصته على امتداد السياج الفاصل مع قطاع غزّة، أطلقت دعوات لإغلاق مساجد ضواحي وقرى وبلدات القدس وأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى. وتنظم لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بمناسبة يوم الأرض، اليوم، مسيرة مركزية في عرابة في الجليل الأسفل، تنطلق عند الساعة الرابعة من مركز المدينة. ودعت اللجنة الفلسطينيين داخل إسرائيل إلى أوسع مشاركة لإحياء الذكرى 42 ليوم الأرض تحت عنوان من أجل البقاء، والصمود في الوطن، الذي لا وطن لنا سواه. وقالت اللجنة إنّ المسيرة ستبدأ بزيارة أضرحة شهداء يوم الأرض، بينما ستبدأ المسيرات المحلية في سخنين وعرابة ودير حنا في حوالي الساعة الثالثة عصراً، مؤكّدة أنّ يوم الأرض الخالد، هذه الذكرى التاريخية، العنوان الأكبر لمسيرة الكفاح من أجل البقاء، والصمود في الوطن، الذي لا وطن لنا سواه، لاسيّما وأننا ما زلنا نخوض معارك، من أجل الحفاظ على القليل المتبقي من أرضنا. وسينطلق مهرجان مركزي في النقب في راس جرابا شرقي ديمونة. ومن المقرّر أن يقام غداً مهرجان مركزي في أراضي الروحة جنوب حيفا، حيث يكافح الأهالي للحفاظ على ما تبقى من أراضيهم. ويسود التأهب قطاع غزة قبيل تنظيم المسيرات الشعبية غير المسبوقة. وتمّ في الساعات الأخيرة نصب عشرات الخيام على طول السياج الفاصل بدعوة من لجنة تنسيقية مشكلة من الفصائل الفلسطينية ومؤسسات حقوقية وقطاعات شعبية وشبابية. كما جرى إقامة سواتر ترابية قبالة الخيام التي تم نصبها في ست مناطق رئيسية من أقصى جنوب القطاع حتى شماله. وهيمن حدث المسيرات على تغطية الإذاعات المحلية في غزة وعلى مواقع التواصل وسط جهود حثيثة للدعوة إلى أكبر حشد شعبي فيها. وقال الناطق باسم اللجنة التنسيقة لمسيرة العودة عصام حماد، إن اختيار توقيت المسيرة يأتي لتأكيد التمسك بالحقوق الفلسطينية، مشيراً إلى أنّ المسيرة نشاط سلمي تستمد قوتها من قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية. تعزيز قناصة في الأثناء، أعلن الاحتلال تعزيز قواته بمن فيهم القناصة على امتداد السياج الفاصل مع غزة. وقالت مصادر فلسطينية إن الاحتلال عمد خلال الساعات الأخيرة إلى استخدام وسائل الاتصال وشبكات التواصل لتهديد الفلسطينيين من المشاركة في المسيرات. وأوضحت المصادر أن الجيش حذر في مكالمات هاتفية أصحاب شركات النقل المحلية من التعاون في نقل الفلسطينيين. وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن رفع حالة الجهوزية والاستعداد في كل المستشفيات والمراكز الصحية في محافظات القطاع لمواكبة فعاليات مسيرة العودة. رباط وتصدٍ في السياق، أطلقت دعوات عدة في القدس، لإغلاق مساجد ضواحي وقرى وبلدات المدينة والتوجه لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، رداً على دعوات جماعات منظمات الهيكل المتطرفة إلى إخلاء المسجد. وفي السياق، أعلنت القوى الوطنية والإسلامية في قرية العيسوية في ضواحي القدس، إغلاق كل مساجدها، والتوجه للرباط في المسجد الأقصى في صلاة الفجر، للتصدي للمستوطنين الذين يهددون بذبح قرابينهم على بواباته. تحذير إلى ذلك، حمّلت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس، إسرائيل، المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج وتداعيات التهديدات العلنية بالقتل والإعدام الميداني بحق الشعب الفلسطيني. وأكدت الوزارة، أن هذا التفويض المفتوح بالقتل لشعبنا، هو امتداد لعقلية الاحتلال الداعشية والعنصرية والفاشية. وطالبت الوزارة المجتمع الدولي أن يدرك وقبل فوات الأوان حجم المخاطر والتداعيات الكارثية التي تنتج عن أيديولوجية القوة والعنف الاحتلالية، التي تؤدي إلى قمع وقتل العزل لمجرد مشاركتهم في أنشطة سلمية. دعوات حماية أكّدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، دعمها الكامل لأبناء الشعب الفلسطيني الصامد، داعية المجتمع الدولي إلى تحرك فوري لمنع الانتهاكات المستمرة. وطالب بيان للأمانة العامة، بضرورة اضطلاع الأمم المتحدة وكل دول العالم الحر بدورها في الضغط على إسرائيل لوقف سياسات العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين.