حذرت وزارة الصحة الليبية بالحكومة المؤقتة، من ارتفاع عدد حالات التسمم والوفاة جراء استعمال الحناء السوداء المزيفة، مؤكدة خطورة المادة الكيميائية المضافة إلى الحناء السوداء حيث وصلت خلال شهرين فبراير ومارس ست حالات صحية حرجة تعرضت للتسمم وسجلت في مستشفى المرج التعليمي (شمال شرق) جراء استعمال المادة مشيرة إلى أن إحداهن فارقت الحياة فيما أسعفت بقية الحالات وأُدخلت لقسم العناية الفائقة. وذكرت الوزارة: «خلال الأعوام الماضية وحتى بداية شهر مارس من العام الجاري ارتفعت عدد حالات الوفاة جراء التسمم إلى 59 حالة و 149 حالة تسمم وتحسس جلدي بحسب إحصائيات المستشفيات بعدد من البلديات منها 55 حالة بالمنطقة الشرقية». وأكدت إدارة الإعلام بالوزارة بأنها تجتهد حاليا من خلال مكاتبها بالمناطق الصحية والبلديات لإقامة ورش العمل والملتقيات للحد من مخاطر استخدام نبات الحناء. وتابعت: «كشفت التقارير الصادرة عن مختبرات التحاليل بعد الكشف ودراسة عينات من بعض النساء جراء استعمالهن مادة الحناء المُضاف إليها بعض المكونات الكيميائية وان التحاليل الأولية قد بينت وجود مادة سامة بتركيز عالٍ وجارٍ التأكد من صحة النتائج الأولية حتى الآن». مادة سامة وخلال الأسبوع الماضي، تمكنت مديرية أمن المرج من إلقاء القبض على إحدى السيدات التي تحمل جنسية أجنبية من المتخصصات في تجارة الحناء، بتهمة مزاولة مهنة بدون ترخيص، وذلك بعد تسببها في وفاة مواطنة إثر استخدامها مادة «حناء سامة» قدمتها لها المتهمة. وقال النقيب أحمد ضو المسماري الناطق باسم مديرية أمن المرج، «إن المديرية تلقت بلاغا من أحد المواطنين الذي حضر إلى قسم البحث الجنائي لإبلاغ شكواه ضد سيدة من إحدى دول الجوار، كونها قامت ببيع حناء لأخته ما أدى إلى وفاتها»، مضيفا «إنه تم الاستدلال والتحقيق مع المتهمة وإحالة القضية إلى النيابة العامة بتهمة مزاولة مهنة بدون ترخيص». وبحسب النتائج النهائية للتحاليل الكيميائية التي أجرتها اللجنة خارج ليبيا، فإن مادة سامة توجد بتركيز مختلف في عدة أنواع من الحناء الكيميائية الموجودة في الأسواق المحلية، كما هناك مواد أخرى سامة تباع في أسواق العطارة ولا توجد عليها بطاقات للتعريف بالمحتويات الداخلية. نسب مرتفعة وأوضحت رئيسة اللجنة العلمية في المركز مرعية فرج المهدوي أن ثلاثة أنواع من بودرة الحناء المعروضة في الأسواق تحتوي على نسبة عالية من مادة بي بي دي وتصل نسبتها إلى 22 في المئة، وهي نسبة مرتفعة جدا مقارنة بالنسبة المسموح بها من الاتحاد الأوروبي التي لا تتجاوز 6 في المئة كحد أعلى في تركيب الصبغات، لافتة إلى أن وضعها على الجلد محظور نهائيا.
مشاركة :