ضمن فعاليات "دي-كاف" جاء العرض المسرحي الفرنسي "هل هذا هو المكان؟"، فكرة وتمثيل وإخراج كليمنتين بايير، موسيقى اكسندر ماير وأضواء لفيليب جلاديو، وذلك على مسرح الفلكي، كأول عرض له في الوطن العربي ليميز خصوصية المهرجان في استضافة الفنون الجديدة والعالمية التي تحمل طابع المعاصرة وروح التقنيات الحديثة. العرض يميل للفن التجريبي والثورة على الثوابت المجتمعية في تشكيل فلسفي رياضي وهندسي للمكان والزمان، وهو مونولوج داخلي يستمر لمدة خمسين دقيقة عن فجيعة المشاعر الإنسانية بالفقد، والغوص في بحور الذات المنغلقة، ومناوشة لمفهوم الإدراك لدى الإنسان وهل هذا وهما أم حقيقة واقعية؟ وتستعرض امرأة شابة من خلال الأداء الحركي مصحوب بخلفيات موسيقية هادئة وأضواء خافتة تجربتها الشخصية في فقد الحبيب، تبحث عنه في كل مطارات العالم، في المقابر، في الغابات، مستحضرة صورته وروحه، متسائلة هل هذا هو المكان الصحيح للبحث عن المفقود، لتصبح مع الأزمة متشككة في وجوده الحقيقي. وينتهي العرض بظهور جسم لامع وسط السواد الكبير كشكل فضائي، ولكن: ماذا قصد العرضمن وراء ذلك؟ وتأتي اللغة كمحور هام فهي إلى جوار الفرنسية، تستخدم الإنجليزية والعربية، بالاضافة للصيحات والأصوات غير المفهومة ذات الدلالات الإيحائية، كل ذلك يرافقه وقع الموسيقى ودقات الطبول. ويختتم مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة "دي-كاف" فعالياته اليوم بالعرض السويسري "طرب" بمسرح الفلكي بالجامعة الأمريكية، وقد انطلقت فعالياته بمشاركات عربية وأجنبية واسعة، وإشادة بالعروض من الجمهور ولا سيما الشباب.
مشاركة :