«لا يجوز خوض مباراة اليونان بتشكيل مختلف عن مباراة البرتغال، وإنما بتغييرات محدودة تحافظ على الهيكل الأساسى للفريق الذى سيخوض مباريات كأس العالم. فليست تجربة حقيقية للاعب أن يدفع به المدرب شوطا أو لبضع دقائق فى شوط»..! ** هكذا أحرص أحيانا على قراءة مباراة قبل أن تبدأ وليس بعد أن تنتهى. وهكذا بدأت مقالى قبل مباراة اليونان، محذرا من تغييرات فى التشكيل بدعوى التجربة. وشرحت الفرق بين تجارب تجرى على مدى سنتين دون الارتباط ببطولات وبين تجارب تجرى قبل بطولة مباشرة. وقد أقيمت عشرات المباريات الودية فى الأسبوع الماضى. ومنها مباريات بين منتخبات غير مشاركة فى المونديال، وإنما قرروا استغلال الأجندة الدولية للتجربة والتدريب والتجريب.. ولا أظن أن منتخب مصر على مدى عامين استغل الأجندة الدولية لخوض مباريات يجرب خلالها لاعبين بفرص حقيقية.. وقلنا ألف مرة أن الاتحادات تضع خططا لأربعة أعوام وهى سياسات فنية تطبق بغض النظر عن من يحتل موقع الإدارة فى الاتحاد ومن يقود المنتخب؟ ** لا أجد تعليقا على مباراة المنتخب مع اليونان، سوى أن الأداء كان سيئا وغير منظم، ومدرسيا، فاللاعبون يجرون خلف الكرة، ويجرون مع الكرة، ويجرون من الكرة. والهدف مثل أهداف كثيرة جاء من تمريرة عرضية باتت بالنسبة لنا كضربة جزاء صاروخية. ** خسرت منتخبات مبارياتها. خسرت ألمانيا لأن البرازيل قوية وكبرت وعادت مع تيتى. فى الثامن من يوليو 2014 وقعت كارثة بالنسبة لجمهور السامبا حين خسر المنتخب، بقيادة المدير الفنى الوطنى فليبى سكولارى، 1 / 7 أمام ألمانيا. ومنذ ذلك الوقت، تغير كل شىء فى البرازيل. حارس جديد. دفاع جديد. وسط جديد. هجوم جديد. تكتيك جديد. وقد شاهدت منتخب البرازيل يهاجم بضراوة. ويرد بسرعة للدفاع ويصنع ستارا حديديا. فالقضية ليس دفاعا فقط ولا هجوما فقط.. ولست أرمى بكرة المقارنة بين أداء المنتخب الوطنى وأداء البرازيل.. لكنه واحد من دروس كرة القدم التى تقدمها الفرق الكبيرة للتلاميذ! ** على الرغم من خسارة الألمان وتجارب لوف وتغييراته كان المانشافت يلعب ويهاجم ويحاول.. وهنا نقطة أخرى، فالمدراس القوية فى اللعبة تمتلك عشرات العناصر الدولية والمهارية، وهو ما قد يدفع مدربا مثل لوف إلى تجربة أسماء عديدة. وهناك مدارس كروية قوية فضلت خوض التجارب بالتشكيلات الأساسية تقريبا كما حدث فى إسبانيا التى هزمت الأرجنتين بستة أهداف بدون ميسى، ولكنها أكبر هزيمة للأرجنتين منذ الخسارة أمام بوليفيا بنفس النتيجة عام 2009.. وقبل أيام فازت الأرجنتين على إيطاليا بهدفين.. لكن فى النهاية الفرق تلعب، وتسعى، وتحاول. وهذا ما ننتظره من المنتخب الوطنى فى مبارياته الودية والرسمية. ننتظر منه الخطوة التالية لما بعد امتلاكنا للكرة.. ننتظر أيضا مبادرة ومفاجأة وتحرك أمامى بجمل هجومية، فلا يوجد شىء اسمه دفاع حتى صفارة النهاية، واختيار أسلوب الهجوم مسألة يحددها الجهاز الفنى وفقا لملكات وقدرات لاعبيه، فإرسال الكرات الطويلة إلى المقدمة ليس هجوما، ولكنه دعوة للمنافس لبدء الهجوم مرة أخرى.. !
مشاركة :