مجرّة خالية من المادة السوداء

  • 3/30/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اكتشف علماء فلك مجرة تكاد تخلو، إن لم تكن خالية كلياً، من المادة السوداء غير المرئية والغامضة التي يعتقد أنها تساعد في تشكل المجرات. وقال بيتر فان دوكوم من جامعة يال الأميركية والمعد الرئيسي للدراسة، إن هذا الاكتشاف «يضرب كل النظريات الراهنة حول تشكل المجرات». وتقع المجرة التي سميت «دي اف 2» على مسافة 65 مليون سنة ضوئية عن الأرض. وهي أكبر من مجرة درب التبانة، إلا أنها تحوي نجمات أقل بـ250 مرة منها. وأكد معهد دانلاب لعلم الفلك والفيزياء الفلكية في جامعة تورنتو، الذي شارك باحثون منه في الدراسة، أن «هذا اكتشاف استثنائي؛ اذ يتوقع عادة أن تحوي المجرات مادة سوداء بكميات أكبر من المادة العادية». والأخيرة هي الذرات التي تتشكل منها النجوم والكواكب والغازات والغبار في المجرات، وتشكل 5 في المئة فقط من الكون. أما المادة السوداء التي تبقى أحد ألغاز الفيزياء الفلكية المعاصرة، فيعتقد أنها تشكل أكثر من 25 في المئة من الكون. وهذه المادة السوداء لا يمكن أن تُرى ولا يمكن رصدها مباشرة، ولكن يمكن رصد جاذبيتها على أجرام أخرى. ويعتقد العلماء أن هذه المادة هي التي تعطي المجرّات كتلتها الكبيرة، بحيث تصبح جاذبيتها كافية لمنعها من أن تتبدّد في الكون. فالمجرّات تدور بسرعة كبيرة تجعل من الصعب أن تبقى الواحدة منها متماسكة لولا جاذبية المادة غير المرئية. وقال الباحث في جامعة تورونتو روبرتو أبراهام: «قبل هذا الاكتشاف، كنا نظنّ أن كلّ المجرّات تحتوي على المادة السوداء. ولمجرة مثل هذه، ينبغي أن تكون المادة السوداء فيها أكبر بثلاثين مرة من المادة العادية، لكننا وجدنا أنها لا تحتوي على شيء من المادة السوداء. لم نكن نتوقّع أن يكون ذلك ممكناً». وأوضح الباحثون أن النظريات العلمية الحالية لا يمكن أن تفسّر آلية هذه المجرّة، وأن طريقة تشكّلها ما زالت غامضة تماماً. ورُصدت هذه المجرّة بتلسكوب «دراغونفلاي»، ثم كُلّفت مراصد عدّة توجيه عدساتها إليها للتوسّع في درسها، بما في ذلك التلسكوب الفضائي «هابل».

مشاركة :