أعلنت الشرطة البريطانية مساء أمس (الأربعاء)، أن العميل المزدوج الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته تعرضا لغاز الأعصاب السام للمرة الأولى في منزلهما في بريطانيا، موضحة ان التحقيق يمكن ان يستغرق أشهراً. وقال دين هايدن من شرطة لندن: «في هذه المرحلة من التحقيق، نعتقد ان سكريبال تعرض لغاز الأعصاب للمرة الأولى من الباب الأمامي لمنزله». وذكرت الشرطة في بيان ان «الخبراء وجدوا ان التركيز الأقوى للمادة السامة موجود على مدخل المنزل»، وأضافت انه «عثر على آثار المادة السامة في أماكن أخرى عمل فيها المحققون في الأسابيع الاخيرة، لكن بتركيز أقل من تلك التي وجدت في المنزل». وطوق المحققون مقعداً عثر على سكريبال وابنته فاقدي الوعي عليه وحانة ومطعماً كانا قاما بزيارتهما، إضافة إلى قبر زوجة الجاسوس السابق. وأشارت الشرطة الى ان حوالى 250 خبيراً في مكافحة الإرهاب يشاركون في التحقيق الذي يتوقع أن يستمر أشهراً. وأكدت ان المحققين حددوا حوالى 500 شاهد، والشرطة تدقق في أكثر من خمسة آلاف ساعة تسجيل لكاميرات المراقبة. وأوضح دين هايدن ان «الذين يعيشون في حي منزل سكريبال يمكنهم ان يتوقعوا قيام رجال الشرطة بعمليات بحث، لكن اريد التأكيد مجدداً ان الخطر ضئيل جداً وعمليات البحث تجري لأسباب وقائية». وحمّلت لندن روسيا مسؤولية عن تسميم سكريبال وابنته، على رغم نفي موسكو، وأبعدت 23 ديبلوماسياً روسياً. وحذت اكثر من 25 دولة حذو بريطانيا وأعلنت منذ بداية الأسبوع إجراءات مماثلة وعدت موسكو بالرد عليها. وقررت واشنطن طرد 60 ديبلوماسياً روسياً، مؤكدة انها اكبر عملية ابعاد لجواسيس روس في التاريخ. وما زال سكريبال (66 سنة) وابنته يوليا (33 سنة) في حالة غيبوبة في المستشفى. وقال سكرتير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية آلان دانكان خلال الأسبوع الجاري، ان «وضعهما لا يتحسن على ما يبدو». وذكر قاض بريطاني الخميس انه سمح بأخذ عينات دم من الجاسوس الروسي وابنته، لنقلها الى خبراء منظمة «حظر الأسلحة الكيماوية». ورأت وزارة الخارجية الروسية أمس ان معالجة بريطانيا للاعتداء على سكريبال «يوحي بتورط محتمل للاستخبارات البريطانية». وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن قرار طرد ديبلوماسيين روس هو نتيجة «ضغوط هائلة» من واشنطن.
مشاركة :