وكأن سكان حي مرجانة بالدمام الواقع بطريق ميناء الملك عبد العزيز على موعد مع الشقاء والمعاناة، فبدلاً من أن ينعموا بالراحة والهدوء في مساكنهم بعد أن أرهقتهم ديون البنوك التي لايزالون يسددون لها قيمة قروض المساكن فإذا بهم يبدأون مع الإقامة في الحي رحلة من المعاناة بل والعزلة عن العالم الخارجي والسبب " شباك " تابعة للسكة الحديد عزلتهم عن جميع الخدمات. وحتى يفكر أحد أبناء الحي في التوجه إلى الدمام أو العودة إلى وسطها يصطدم بوجود السكة الحديد ويكون عليه قطع مسافة كبيرة حتى يصل إلى هدفه أو يخاطر بحياته، بعكس الطريق القريب من الإشارة الذي يبعد عنهم 10 أمتار للعودة إلى الدمام، وهذا الحل الدائم لكثير من سكان الحي، أما عن الخدمات فحدث ولاحرج، فلا توجد بالحي طرق ممهدة أو تواجد أمني أو مركز للدفاع المدني حتى شبكات الجوال فهي خارج نطاق الخدمة بشكل مستمر. المشاوير الطويلة يقول محمد الهلال، أحد سكان الحي: نعاني في الحي من عدم وجود فتحة أو دوار " للعودة إلى الدمام أو العودة إلى وسط الدمام " بسبب سكة الحديد وأنابيب أرامكو . وأضاف الهلال، المشكلة الكبيرة في المشاوير الطويلة التي استهلكت طاقتنا على الرغم من أن الحلول واضحة وموجودة لكننا نصطدم بأرض سكة الحديد وأنابيب أرامكو التي حاصرت منازلنا، ويأتي رد السكة بأن أرضهم أملاك خاصة، ووزارة الطرق تتحجج بعدم انتهاء الطريق الساحلي بعد، بالرغم من انعدام الطريق وكثرة تحويلاته ورداءته التي أضرت سيارات أبناء الحي، ونضطر إلى الدوران اليومي من عند دوار الميناء أو المخاطرة بعكس الطريق. خط خلفي ويؤكد خالد الدوسري أن سكان الحي في عزلة حقيقية، والمطلوب على وجه السرعة فتح خط خلفي من السكة الحديد المواجهه للحي المجاور لنا الذي يبعد عنا 250 متراً فقط، ويتواجد به مركز للدفاع المدني التابع لحي الناصرية القريب جداً من حي المرجانة، ونصطدم بقطار السكة الحديد الذي يعزلنا، فلماذا لا يتم إنشاء كوبري صغير فوق قضبان السكة الحديد حتى نتصل بالأحياء المجاورة؟حتى من الناحية الأمنية لا قدر الله، وجود فتحة واحدة لدخول الحي أمر سيئ جداً مستقبلا،ً سواء كانت المهمة للدفاع المدني أو الأمن العام لا قدر الله. ويطالب الدوسري بعمل دوار أو إشارة للعودة للدمام على الطريق الساحلي، كما يطالب بنظافة الحي المستمرة أسوة بجميع أحياء الدمام، حيث إن مستوى النظافة سيئ، وأيضاً توجد في الحي العديد من الكلاب الضالة، الأمر الذي يرعب أطفالنا ويزعج أهالي الحي. الشركة المنفذة ويشير عبدالرحمن الهميم إلى أن شبكة الجوال للشركات الثلاث منعدمة تماماً، كما أنه لا يوجد هاتف ثابت في الحي، وعندما تقدم العديد من سكان الحي ردت عليهم شركة الاتصالات بأن الشركة المنفذة للحي عليها مخالفة لدى شركة الاتصالات بمبلغ كبير فما ذنب المواطن في هذه الحالة؟، مضيفاً بأن التخطيط للحي لم يكن جيداً من البداية، وعلى الرغم من وجود 526 فيلا دوبلكس به إلا أن الحي لم يحصل على حقه من الخدمات والمرافق العامة مثل المستوصفات الصحية والمدارس. والشركة المنفذة للحي أوهمتنا قبل شراء الأرض بأن الحياة ستكون وردية في الحي، وقالوا لنا إن الطرق سوف تكون متاحة للجميع، ولكن لم يحدث كما قيل بعد دخول المواطن في دائرة القرض وقام ببناء مسكنه، وكان من المفترض أن تقوم الأمانة بتوفير كافة الخدمات قبل بدء البناء في الحي. مدخل واحد أما مبارك الدوسري، فيقول: إن المأساة الأخرى هي أن الحي لا يوجد به إلا مدخل واحد فقط، مما يعيق دخولنا وخروجنا منه . وأقرب مخرج للعودة إلى الدمام بعد 8 كيلومترات تقريباً، ولا ننسى الزحام الحاصل في هذا المخرج الوحيد بسبب مسار القطار القادم من ميناء الملك عبدالعزيز، مما يشكل خطراً كبيراً على سلامة سالكي هذا الطريق، بالإضافة إلى تأخر الموظفين عن أعمالهم والطلاب والطالبات على مدارسهم بشكل يومي، حيث ابناءنا الطلاب يتعرضون بشكل يومي لعقوبة لإنذار التأخير اليومي بسبب زحمة شارع الميناء، ونحن- الموظفين- نتعرض للتأخير عن مواعيد الحضور للدوام ويوجد بالوقت الحالي أعمال تطوير بالطريق ولكن لايخدم سكان الحي، فنحن نطالب بفتح إشارة مرورية أو دوار يسهل علينا المرور والعودة، أسوة بما هو معمول في نهاية الخط البحري بالتحديد في حي الراكة نهاية الطريق البحري، حيث يوجد هناك دواران، أحدهما للرجوع إلى الراكة والشارع التجاري، ودوار آخر للرجوع إلى الدمام، ولايخفى عليكم بأن هناك إشارة مرورية معتمدة تخدم سكان الحي لم يتم تنفيذها. كما نطالب وزارة التربية والتعليم بإنشاء مدارس تخدم البنين والبنات في الحي حتى لو كانت المدارس مباني مستأجرة. من جهته، قال مدير عام الطرق والنقل بالمنطقة الشرقية المهندس أحمد اليامي: إن الطريق الواقع عليه الحي تقام عليه حالياً عدة مشاريع تشمل الطريق الساحلي وجسر ميناء الملك عبدالعزيز، إضافة إلى الطريق الدائري، مبيناً أنه في حال انتهاء هذه المشاريع سيتم تقييم الوضع، مع احتمالية إيجاد مداخل أخرى للحي، فالمسألة تخطيطية ينظر لها عن طريق إدارة التخطيط العمراني كمداخل ومخارج للحي.
مشاركة :