يستغرب الكثير من الصحفيين والإعلاميين، صمت بعض المتحدثين الرسميين في الجهات الحكومة عن الرد على استفساراتهم، أو منحهم معلومات قد تكون أداة لسد باب الشائعات وخاصة المغرضة التي هدفها إثارة الفزع والبلبلة، في المجتمع. طرح صحيفة “المناطق” لمثل هذا الموضوع، يأتي نتيجة لتأخر أو غياب تام لبعض الجهات الحكومية، في نقل المعلومات الرسمية التوضيحية والتفصيلية للرأي العام، الأمر الذي يفسح المجال أمام الإشاعات والتحليلات التي تستغل هذا الصمت، خاصة مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي. كما أن هذا الصمت يلغي الهدف الواضح والمحدد، لمهمة هؤلاء المتحدثون الذي يتمثل في الرد فوراً على الشائعات وتصحيح الأخبار المغلوطة في حينه قبل أن تتحول إلى أزمات لدى شريحة من المجتمع. يشار إلى أن بعض المعلومات يتطلب الحصول عليها استجداء وتسول لدى بعض الجهات نتيجة لغياب أو تأخر المتحدث الرسمي في شرح المعلومة الرسمية الصحيحة، ومن هنا لا بد أن يلتزم المتحدث الرسمي بواجبه، ويعي أن وسائل التواصل الاجتماعي مرتع خصب لمثل لنقل الشائعات التي يستغل مروجيها اختفاء المعلومة الصحيحة. وما يؤكد ذلك الفرضية التي نفذتها صحيفة “مكة” قبل عدة أشهر لقياس مدى تجاوب المتحدثين الرسميين ، واختارت فيها “18” متحدثاً رسمياً، حيث تجاوب “4” متحدثين في وقت طلب المعلومة بينما لم يجب “14” متحدثا على هذه الاستفسارات. وحتى لا يعمم الصمت على جميع المتحدثين فإن هناك متحدثين رسميين يعملون في مستويات سياسية عليا قد يجبرون على عدم إعطاء الإجابة التي تطلب تأجيلا للإيضاح من كبار المسئولين، لكن يجب أن لا يستمر الصمت عدة أيام كما يحدث في الغالب. ومن هنا تكمن أهمية تأهيل بعض المتحدثين الرسميين، الذين يعانون من بعض الجوانب السلبية ومنها ضعف التأهيل، وافتقاد بعض مهارات الاتصال والتواصل، واستشعار أهمية التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة.
مشاركة :