قال الشاعر :أرى تحت الرماد وميض نارويوشك أن يكون لها ضرامهناك عبارة تقول (الأثر يدل على المسير والبعرة تدل على البعير) وهناك مؤشرات تدل على أن المنطقة سوف تشهد صيفا ساخنا فهناك تحركات ينطبق عليها المثل القائل (الهدوء الذي يسبق العاصفة) وهناك قضايا طالت كثيرا مما يتسبب في استنزاف طاقات الدول ولايمكن أن تكون هناك مشاريع استثمارية ضخمة في المنطقة بوجود هذه الحروب.لاشك أن زيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة الأمريكية غير المسبوقة من حيث المدة فهي سوف تستغرق 3 أسابيع وسوف يتمخض عنها اتفاقيات وترتيبات كثيرة سوف يكون لها تداعيات على مجمل القضايا في الشرق الأوسط سواء الحرب اليمنية أو الحرب السورية .رئيس الولايات المتحدة الامريكية ترامب قد استقبل الأمير محمد بن سلمان بإقالة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الذي كان حجر عثرة سواء في الاتفاق النووي الأمريكي أو الأزمة الخليجية وعين مكانه وزير الخارجية مايك بومبيو المؤيد لإلغاء الاتفاق النووي الإيراني وضرب إيران وأيضا التغيير الآخر هو تعيين الجمهوري المتشدد جون بولتون بمنصب مستشار الأمن القومي وهو أيضا من المؤيدين لإلغاء الاتفاق النووي الإيراني وتغيير النظام الإيراني فهذه التغييرات المرتبطة بزيارة الأمير محمد بن سلمان لأمريكا لها دلالات كثيرة.في نفس الوقت اندلعت حرب دبلوماسية بين المملكة المتحدة وروسيا لسبب محاولة النظام الروسي تسميم جاسوس مزدوج وابنته وكان هناك تعاطف كبير من الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي وكذلك حلف الناتو مع بريطانيا وتم طرد أكثر من 100 دبلوماسي روسي من الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الاوروبي مما ينذر بعودة الحرب الباردة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.هناك توقعات بضربة أمريكية لقوات الجزار بشار وكذلك الحرس الثوري الإيراني وحزب الله ويجري لها التحضير حتى تكون الضربة في الشهر القادم وتشارك بها قوات أمريكية وأوروبية مثل بريطانيا وفرنسا وكذلك مشاركة الجيش الإسرائيلي.أيضا ليس مصادفة أن تكشف إسرائيل عن الضربة التي نفذها الطيران الإسرائيلي ضد منشأة نووية سورية قبل 11 سنة تقريبا وهي في واقع الأمر ضربة للنظام الإيراني لأن البرنامج النووي السوري الذي تم تدميره كان تحت إشراف النظام الايراني وبمساعدة كوريا الشمالية الحليف الدائم للنظام الإيراني وهذا إشارة على قدرة الطيران الإسرائيلي على تدمير البرنامج النووي الإيراني وقد تسربت أخبار حول تحليق الطيران الإسرائيلي فوق مدن إيرانية وكأنه يجري البروفات لضرب المفاعل النووي الإيراني.نعتقد أن هذا الصيف سوف يكون ساخنا في الشرق الأوسط فهناك تحضيرات لتشكيل تحالف عسكري أمريكي سعودي بمساعدة دول كبرى مثل بريطانيا وفرنسا لإنهاء الحرب السورية وكذلك اليمنية من خلال توجيه ضربة للنظام الإيراني وتحريك المعارضة الإيرانية ولاشك أنه لو انهار هذا النظام الدموي سوف ينهار حزب الله في لبنان وميليشيات الحوثي في اليمن وأيضا نظام الجزار بشار والقيام بتسوية وذلك بالتفاهم مع النظام الروسي مقابل رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية عن روسيا والحل طبعا جاهز سواء القضية السورية أو اليمنية وهي بتطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.هناك غبار كثيف يحجب الرؤية السياسية تماما مثل موجة الغبار التي تجتاح الكويت والمنطقة هذه الأيام ولكن نتوقع أن تتضح الرؤية شيئا فشيئا مع اقتراب الصيف الذي سيكون ساخنا رغم الحرب الباردة التي بدأت بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية فهناك بوادر مواجهة أمريكية مع الراعي الرسمي للإرهاب الدولي النظام الإيراني وأذناب هذا النظام القمعي وأبرزهم الحوثي وحزب الله.أحمد بودستور