أبوظبي: محمد علاء اختتمت أمس، الجمعة، في أبوظبي، أعمال الاجتماع السنوي لتنسيق حملات التطعيم ضد شلل الأطفال في باكستان وأفغانستان، الذي ينظمه المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية.يأتي الاجتماع تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، لدعم الأعمال الإنسانية لتعزيز الصحة العالمية وفي إطار التزام دولة الإمارات بالنهج والمبادئ الإنسانية لمساعدة الشعوب المحتاجة والفقيرة وتطوير برامج التنمية البشرية والاهتمام بسلامة صحة الإنسان وفئة الأطفال المحتاجين للرعاية الصحية الوقائية في مختلف دول العالم.كما يأتي تنظيم هذا الاجتماع في إطار مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم، وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ويعتبر جزءا مكملا للجهود الميدانية التي تقدمها المبادرة في باكستان وأفغانستان من خلال تقديم مئات الملايين من اللقاحات للأطفال الأبرياء خلال السنوات الماضية والسنوات المقبلة.وأوصت منظمة الصحة العالمية في اليوم الختامي للاجتماع، بضرورة التعرف إلى مجموعات السكان التي تنتقل بين البلدين عبر الحدود التي تمتد لأكثر من 2400 كم، في الوقت الذي أشارت فيه المنظمة إلى أن الحملات تهدف خلال العام الجاري إلى تطعيم نحو 40 مليون طفل في البلدين. وناقش الاجتماع في اليوم الختامي خطة العمل في كل من أفغانستان وباكستان خلال عام 2018 ،حيث تم التخطيط لعمل 9 حملات على مدار العام بين الشهور يناير ونوفمبر ويتم التوقف بشكل مؤقت خلال شهري سبتمبر وديسمبر وشهر رمضان الذي يتزامن مع شهري مايو ويونيو.كما ناقشت اللجنة خطط مراقبة نقاط العبور الحدودية بين البلدين والتأكد من تنفيذ الإجراءات السليمة التي تمنع انتقال الفيروس من خلال النازحين واللاجئين.وشمل الاجتماع تشكيل لجان مختصة من خلال ثلاث مجموعات هي: مجموعة الفرق الشرقية والجنوبية الشرقية، ومجموعة الفرق الأفغانية الجنوبية وفرق منطقة بلوشستان، ومجموعة فرق الاتصالات الدولية، تعمل جميعها على إعداد وتنسيق الخطط السنوية لحملات التطعيم على المستوى الاستراتيجي مع وضع أولوية خاصة لمتابعة وإكمال تطعيم أبناء اللاجئين الأفغان العائدين من باكستان لبلدهم.وقال كريس مار مدير برنامج منظمة الصحة العالمية للقضاء على شلل الأطفال في منطقة شرق المتوسط ل«الخليج»: إن أهم التوصيات خلال الاجتماع الذي جمع فرق تنفيذ حملات التطعيم من شلل الأطفال كانت تتلخص في تحديد المناطق التي ينتقل منها السكان بين أفغانستان وباكستان، وخاصة في المناطق الحدودية بين البلدين، مضيفا أن كل بلد يتراوح فيها أعداد الأطفال المستهدف تطعيمهم بنحو 15-20 مليون طفل في كل من البلدين. وأضاف أنه منذ بداية العام الجاري تم تنفيذ ثلاث حملات التطعيم ضد شلل الأطفال في يناير وفبراير ومارس، وتستمر هذه الحملات في كل شهر بواقع سبع حملات في إبريل ومايو ويوليو حتى نوفمبر باستثناء شهر رمضان والأعياد، وذلك لضمان استمرار الحملات بالشكل المطلوب وتحقيق الهدف منها، مشيراً إلى أن إحدى التوصيات هي الاستمرار في التنسيق والعمل حتى تصل التطعيمات لكل الأطفال في أفغانستان وباكستان. وأشار مار إلى أن التوصيات شملت أيضا أهمية وضرورة الوصول إلى المجتمعات التي يصعب الوصول إليها مثل التي تعيش في المناطق الجبلية والنائية، وذلك بهدف عدم انتشار العدوى لمرض شلل الأطفال، لافتا إلى أن أهمية الاجتماع الذي يسهم في وضع أساس قوي للتفاهم وتبادل المعلومات بين فرق الحملات في الدولتين والتعرف بالتحديات وتخطيها للوصول إلى هدف صفر إصابات من مرض شلل الأطفال. ولفت إلى أن ممثلي البرنامجين من أفغانستان وباكستان ناقشوا في اليوم الثاني من الاجتماع أهمية الوصول إلى المجتمعات السكانية في المناطق الحدودية بين البلدين لتطعيم الأطفال هناك في هذه المناطق، علاوة على أنه خلال 30 سنة مضت عبرت أعداد هائلة بين البلدين وبالتالي تخلف البعض عن تطعيم أطفالهم. وأوضح أن الجهود المبذولة خلال حملات التطعيم كبيرة للغاية. وعن الوصول إلى القضاء على شلل الأطفال، قال مار: «إن تحقيق صفر إصابات من شلل الأطفال هو بالفعل سيكون إنجازاً لي على الصعيد الشخصي والمهني، وإنجازاً عالمياً كذلك؛ حيث إنني لأكثر من 25 عاماً أعمل في هذا المجال ولم يبقَ وجود لشلل الأطفال إلى الآن إلا في أفغانستان وباكستان، وهذا ما نسعى لتحقيقه وهو القضاء عليه نهائياً».
مشاركة :