الشارقة: جيهان شعيب في إمارات «زايد» الخير، تتعدد أوجه العطاء وتتنوع أشكاله، فما بين يد تمتد بالمال، إلى كلمة طيبة أو تقديم نصيحة، وربما تعزيز نجاح أو تكريس حق، أو بذل وقت وجهد لصالح عام، أو تضحية من أجل مستحق.ولا شك أن أبناء دولة الخير لا يتوانون عن ذلك، فدونما مطالبة يسارعون، ومن دون دفع يلبون، فإحساسهم بالواجب مقدّم عندهم على كل ما عداه، ومبدأ عام رباهم عليه الراحل الكبير المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والعطاء في دولة الخير لا ينفك يتحدث عن نفسه، من خلال شخوص عدة، قدمته وتقدمه، وتواصل مسيرتها في الجود والكرم دونما انقطاع، وفي الأسطر الآتية عدد من عطاءات أبناء الدولة. مواصلة الخير قال عبيد الطنيجي: «الخير نبراس الدولة الذي ربى الأب المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله أبناءه عليه، وعلى الكرم ومد اليد بالخير دونما حدود، وبالفعل تربينا جميعاً على ذلك، ونسعى على الدوام إلى مساندة الآخرين، سواء المعوزين مادياً، أو من هم في حاجة إلى وقفة ومساندة معنوية، فيما على الجميع سواء من ميسوري الحال، أو غيرهم، تقديم كل ما من شأنه إعانة من هو في حاجة مادية أو معنوية، لأن المساندة والتكاتف لا يقتصران على المال فقط، إذ قد يكون بالكلمة الودودة، أو التشجيع، وتطييب الخاطر.ومن ناحيتي فقد قدمت عمرة ل10 أطفال بنادي الثقة للمعاقين، ومساعدة مرضى في إجراء عمليات جراحية، إلى جانب تقديم مساعدات زواج، وإرسال مصاحف لماليزيا، وأيضاً المساعدة في سداد رسوم مدرسية، ومساعدة غارمين في قضايا أمام المحاكم، وصيانة مساجد، وإفطار 700 صائم، فضلاً عن أعمال خير أخرى». نماذج عدة وقال د.علي بن حنيفة: قال الله تعالى «وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً» (صدق الله العظيم )، ومجتمع الإمارات توجد به نماذج متعددة وكثيرة من أعمال الخير والإحسان من قبل المواطنين، سواء قبل الاتحاد أو بعده، فقد كان أهالي الإمارات يتعاونون على المعروف في ما بينهم، فعندما كانت تقع مشكلة أو حادثة في المجتمع، كان كل أفراد المجتمع يقفون بعضهم مع بعض، ويتآزرون لحل المشكلة.وكنت وما زلت فعالاً في المبادرة بالمساعدة، فحينذاك كنت أقوم بجلب المياه من الآبار البعيدة لتقديمها مجاناً للفقراء، وكنت أنقل بسيارتي المرضى إلى المستشفى الوحيد في كلباء أو خورفكان، وبعض الأحيان إلى إمارة الشارقة ومن دون مقابل مادي، وفي سنوات السبعينات والثمانينات تنقلت كمدير بين أكثر من مدرسة، فكنت أنظم جمعية خيرية على مستوى المجتمع المدرسي من المعلمين وبعض أولياء أمور الطلاب ميسوري الحال، وأتولى جمع بعض المبالغ، وأقوم ببناء مسجد في كل مدرسة توليت إدارتها، إلى جانب تعليم الطلاب، وتقديم الدروس والمواعظ، وقراءة القرآن الكريم وخاصة في شهر رمضان المبارك.وكنت أذهب إلى بعض المسؤولين، وأصحاب السلطة والتجار، وأطلب منهم علاج بعض الحالات المرضية، ومساعدة أصحابها في السفر للخارج للعلاج، وكذا مساعدتهم في أداء فريضة الحج والعمرة، إلى جانب المساعدة في إتمام عدد من الزيجات، وتوفير وتعيين بعض الشباب في الوظائف، وفي ذلك أجر كبير عند الله، وصدقة جارية للإنسان. ترسيخ للخير وقال د. علي الطنيجي: العمل التطوعي في الإمارات كان غرس الوالد والمؤسس الشيخ زايد، ومسؤولية نشره وتطويره تقع على عاتق أبناء الإمارات، لبناء روح العمل التطوعي وثقافته.وإطلاق عام زايد الخير ما هو إلا ترسيخ لقيم الخير والسعادة، ومد يد العون في مختلف نواحي الحياة الاجتماعية، فالعمل التطوعي يعد من أرقى الأعمال التي يقوم بها الإنسان في مجتمعه، حيث يهب الفرد جزءاً من وقته أو ماله للآخرين، فترقى بذلك نفسيته، ويعتز بما يقدمه في هذا المجال، لما ينطوي عليه هذا العمل من مساعدة الآخرين، والأخذ بأيديهم نحو الأفضل.والعمل التطوعي أيضاً هو الداعم للأفراد، ليصبحوا قادرين على بناء مستقبلهم، فالعمل التطوّعي وسيلة يمكن من خلالها تمكين الأفراد الذين يملكون عقولاً وقدرة على الإبداع، ولقد قمت بالعمل التطوعي في مجلس أولياء الأمور بالمنطقة الوسطى منذ عام 2000، وما زلت في هذا المجال، لما شعرت به من عطاء تشاركي أستطيع من خلاله إيصال التوجيه والنصائح التربوية لمختلف شرائح المجتمع. وللعمل التطوعي الذي قمت به أثر في نفسي، حيث أكسبني المزيد من الخبرات التي يمكن من خلالها تطوير المجتمع. أجلّ الأعمال وقال مبارك الرصاصي: «رسم الابتسامة على محيا ووجوه الفقراء والمحتاجين، ورفع الضيق والمعاناة عن كواهلهم، نعمة يكتسبها المرء، وأجر كبير يناله ويحصل عليه بعد رضا المولى عز وجل، فأبواب الخير متعددة، ومساراته واتجاهاته مختلفة، كحفر بئر أو بناء مسجد أو كفالة يتيم، أو حتى صدقة ولو بنزر يسير، بما يشعر معه المرء بالراحة والطمأنينة في النفس، ويحصِنه ويقيه من الابتلاءات التي قد نصادفها في حياتنا. والتطوع بالوقت، والتبرع في خدمة الآخرين، والمساهمة في تذليل الصعوبات التي قد تعترض الواحد منا، من أجَلَّ الأعمال الإنسانية التي تزكي النفس، وتسهم في ترويضها وتبعدها عن الشرور، وهذا نهج المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد في شتى الأعمال الخيرية، التي ما تزال مستمرة، علاوة على المبادرات الخلاقة للقيادة الرشيدة للدولة، التي تترجم سياستها في خدمة البشرية، وترتكز بشكل أساسي على الإنسان.
مشاركة :