معظم أدوية إنقاص الوزن.. وهم

  • 3/31/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - عبدالمجيد حمدي : حدد أطباء وخبراء وأساتذة جامعات 3 طرق لمواجهة فوضى الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة تلك المتعلقة بالأدوية والمستحضرات الطبية وأدوية إنقاص الوزن، لافتين إلى أن هذه الخطوات تتمثل في رفع الوعي بين جميع فئات المجتمع والتربية في الأسرة والمدارس بالإضافة إلى وجود تشريع قانوني يعاقب من يقوم بترويج هذه الإعلانات بدون سند علمي وتجارب موثقة. وقال هؤلاء في تصريحات لـ  الراية  إن الكثير من هذه الإعلانات إن لم تكن جميعها، خاصة تلك التي تروج لتقليل الوزن بسرعة هائلة يمكن أن تتسبب في مضاعفات صحية خطيرة على صحة من يستخدمها، مطالبين بعدم استخدام مثل هذه الأدوية بدون إشراف طبي من قبل أطباء ومتخصصين. وأكدوا أن الكثير من هذه الإعلانات ليس لها هدف سوى التجارة والربح من خلال استغلال حاجة الراغبين في تخفيض أوزانهم بسهولة، موضحين أن الإعلانات الحقيقية التي تروج لأدوية ومستحضرات طبية لا يتم وضعها في الصحف أو المجلات إلا بعد الحصول على التراخيص والموافقات من الجهات المعنية ومنها الجهات الصحية ولكن إعلانات الإنترنت لا تتعلق بالمصداقية على الإطلاق ولا ينبغي الانسياق وراءها واستعمالها، موضحين أن أدوية التخسيس وإنقاص الوزن على سبيل المثال هي الأكثر انتشاراً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أصبح استعمالها بمثابة الموضة التي يتسابق الكثيرون عليها على أمل إنقاص أوزانهم دون تحمل مشقة الحمية الغذائية أو تغيير نمط الحياة واستبداله بنمط رياضي وغذائي صحي. وأكدوا أن الكثير من هذه الأدوية لا تفيد على الإطلاق وأن الاستعمال العشوائي لها يصيب صاحبها بأضرار كثيرة، ومن ثم فلابد أن يكون استعمالها تحت إشراف طبيب أو أخصائي تغذية، لافتين إلى أن بعض الحالات استخدمت هذه الأدوية على أنها أعشاب، ولكن حدثت لها مضاعفات كثيرة وكادت تودي بحياة البعض بعد أن تسببت في حالات تسمم.   د. طارق توفيق: منتجات طبية مجهولة المصدر   يقول الدكتور طارق توفيق استشاري الباطنة والغدد الصماء إنه يتفاجأ بالكثير من المراجعين يسألون عن منتجات ومستحضرات طبية مجهولة المصدر وقد لا يعلم عنها الأطباء شيئاً ولكنها تصل إلى بعض المرضى من خلال الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. ولفت إلى أنه يجب العمل على نشر الوعي بين أفراد المجتمع بأن الأدوية المعتمدة يجب أن تكون مصدقة من منظمات دولية معتمدة مثل منظمة الغذاء والأدوية الأمريكية وبالتالي فإن من لديه هذه الثقافة والمعرفة سيكون قادراً على اختيار المنتجات الآمنة التي لا تتسبب في مضاعفات صحية. وأوضح أن التصدي لهذه الظاهرة ينقسم إلى عدة أدوار فهناك دور حكومي ودور إعلامي ودور طبي من الأطباء أنفسهم لتوعية المراجعين والمرضى بمخاطر الانسياق وراء هذه الإعلانات.     د. سيف الحجري: إحدى آفات التطور الرقمي للتكنولوجيا   قال الدكتور سيف الحجري الخبير البيئي ورئيس اللجنة الوطنية للرياضة والبيئة إن هذه الظاهرة هي ظاهرة العصر والتطور الرقمي الحالي في العالم فكل ما هو جديد ومؤثر يتم استغلاله من قبل من يريدون إيصال رسائل معينة ولكن هذه الظاهرة يمكن التصدي لها من خلال تنشئة الصغار منذ طفولتهم المبكرة على كيفية التعامل مع هذه الأجهزة الرقمية وهذا يبدأ من الأسرة، حيث تركز تربية الصغار على ضرورة التزام المبادئ والأسس المحترمة في التعامل مع هذه التكنولوجيا الحديثة خوفاً من أضرارها. ولفت إلى أن مسؤولية الأسرة كبيرة في هذا الأمر، حيث إن التربية منذ الصغر هي الأساس في توعية الجيل الجديد بالمخاطر التي يمكن أن يواجهونها من خلال استعمال الأجهزة الحديثة والولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة التي تنشر هذه الإعلانات لأغراض تجارية وربحية بحتة. ولفت إلى أنه بالإضافة إلى العمل على زيادة الوعي والتربية الجيدة بالمنزل وفي المدارس، فإن هناك مسؤولية تشريعية على الدولة من حيث سن قوانين رادعة سواء كانت على المستوى المحلى أو الإقليمي أو العالمي من خلال التعاون الدولي في هذا الأمر، لأنها قضية تمس الأمن البشري ككل ومن ثم فلابد من دراستها في التجمعات البشرية، بحيث تكون قضية لا تحدها حدود وإذا لم يوجد تشريع عالمي دولي يحاسب المسؤولين عن نشر هذه الإعلانات فإن الفوضي سوف تستمر. وأضاف أن هناك مسؤولية على وزارة الصحة في توعية المجتمع حول مخاطر هذه الأدوية التي تهدد حياة الإنسان بشكل كبير خاصة أن الغالبية العظمى من هذه الأدوية والمنتجات غير معتمدة عالمياً من خلال المنظمات الدولية المعنية.     د. معتز باشا: مريضة كادت تفقد حياتها بسبب مستحضر طبي   قال الدكتور معتز باشا استشاري جراحة السمنة بمؤسسة حمد الطبية إن الغالبية العظمي من هذه الأدوية تمثل خطورة كبيرة على صحة المريض، لافتاً إلى أن بعض المرضى يلجأون إلى تناول أدوية يتم الإعلان عنها على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف إنقاص الوزن، معتمدين على تجارب شخصية لبعض من يروج لهذه الأدوية. وقال إن التجربة الشخصية لأي مريض ليست مقياساً للآخرين ليتم الاعتماد عليها في حالات أخرى، لافتاً إلى أن ما يحدث مع حالة ليس بالضرورة يصلح لحالة أخرى، كاشفاً أن إحدى الحالات لجأت إلى أدوية من الإنترنت بهدف إنقاص الوزن ولكن كادت هذه الأدوية أن تودي بحياتها حيث تسببت في مضاعفات كبيرة لها، وأصابتها بإسهال شديد، حيث تبين بعد تحليل الأدوية التي تستخدمها أنها تحتوي على بكتيريا السالمونيلا وهي بكتيريا شديدة كادت تتسبب في وفاة المريضة لولا التدخل الطبي في الوقت المناسب وكانت الحالة تستخدم هذه الأدوية على اعتبار أنها أعشاب طبية.     د. بتول خليفة: شركات عالمية تستهدف التجارة والربح   قالت الدكتورة بتول خليفة الأستاذة بجامعة قطر إن انتشار هذه الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي لا يأتي عشوائياً بل إنه يدرج من قبل شركات تجارية كبيرة تقوم بتتبع بيانات الحسابات الشخصية ومعرفة اهتمامات أصحاب هذه الحسابات ومن ثم يتم نشر الإعلانات التي تحظى بالاهتمام من قبل أصحاب هذه الحسابات فإذا كان البعض يهتم بمراكز التخسيس واللياقة البدينة ونحو ذلك فإنه يجد الكثير من الإعلانات في هذا الصدد تنتشر على صفحته على الفيس بوك أو على تويتر وغيرهما. ولفتت إلى أن الكثير من هذه المنتجات التي يتم الترويج لها لا تهتم سوى بالربح والتجارة في المقام الأول ومن هذا المنطلق فلابد من الحذر تماماً من الانسياق وراء هذه الإعلانات وشراء محتوياتها والتي تتسبب في خسائر مالية من ناحية ومضاعفات صحية مؤكدة لأنها منتجات غير معتمدة. وأوضحت أن مواجهة هذه الظاهرة تعتمد على ضبط الإنسان لذاته وهو أمر يعتمد في المقام الأول على التربية التي اعتاد عليها منذ الصغر ومن ثم فإن الٍأسرة والمدرسة عليهم دور كبير في تزويد الجيل الجديد بالمعلومات والمعرفة وكيفية استخدام هذه المعلومات حتى يستطيع الجيل الجديد اتخاذ القرارات المناسبة فيما يتعلق بالتعامل مع هذه الإعلانات أي أن مواجهة هذه الظاهرة تكون من خلال التدريب والتعليم. ولفتت إلى أن الاتجاه العالمي للتجارة هو التجارة والتسوق عبر الإنترنت وبالتالي فإن التربية والتعليم هي التي تقنن هذه الظاهرة من خلال القدرة على اختيار المنتج المناسب واللائق.

مشاركة :