دأبت طهران على إهداء أتباعها ما تعتقد أنه أفضل منتجاتها العسكرية، وهي تلك الصواريخ البالستية العمياء التي يمتلك منها حزب الله في لبنان الكثير، وتتلقى عصابات الحوثي أيضا هي الأخرى نصيبها منها لترسلها من حين لآخر حسب الوصايا الإيرانية، وعلى غير هدى إلى المدن السعودية، وهي كما هو واضح صواريخ عمياء لا هدف استراتيجي لها سوى الضرب على طريقة خبط عشواء للقول بأنها أصابت السعودية وحسب، لأنها تقنيا ووفقا لخبراء السلاح الجوي أقل من أن تصل إلى أهداف محددة بدقة، وقد سبق وأن تلقى بشار الأسد ربما في العام الثالث من الثورة السورية مساعدة من هذا النوع، وتم تجريب تلك الصواريخ من قبل قواته، بإرسال أحدها إلى حلب إلا أنه ونظرا لطبيعة المعارك وتشابك الخطوط بين المتقاتلين مما جعل ذلك الصاروخ الأرعن يكاد يتسبب في ضرب إحدى فرق الجيش الأسدي، ما جعل تلك الهدية المسمومة خارج حسابات بشار الذي لم يتوان عن استخدام أعتى أنواع السلاح ضد شعبه ابتداء من البراميل المتفجرة، ووصولا إلى السلاح الكيماوي لذلك ظلت صواريخ إيران التي تشبه الطلقة الطائشة على هامش معارك النظام السوري رغم سخاء الإيرانيين في تزويد أعوانهم بها، وبأبخس الأثمان. ولو أنصتنا قليلا إلى حالة التهليل التي تصدر عمن يستعمل ذات الصواريخ مثل حزب الله اللبناني فور الإعلان عن تصدي قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي لها في سماء العاصمة الرياض، وحالة الهذيان التي توشك أن تعلن شارات النصر العظيم، رغم أنها أول من يعلم يقينا أنها بتقنياتها البدائية ما هي إلا كتل من الحديد ترسل كيفما اتفق حتى وإن سقطت على أي مرفق مدني، لأن الغاية منها هو التهويش لا إصابة أهداف محددة، وهذا ما يجعلها تحتاج فعلا إلى أيادٍ قذرة لا تعمل أي حساب إلى أين ستسقط، المهم أن تدخل سماء الرياض وحسب، وهذا ما يتوفر عند عصابات الحوثي التي تتلمذت على أيدي رعاتها العقائديين من ملالي طهران، وتدربت بمعرفة إرهابيي الحزب الإلهي الذي سبق وأن كشفت بعض التقارير تورطه في تدريب الحوثيين على تلك الأسلحة. لكن ورغم عشوائية هذه الصواريخ، إلا أن تعامل الشارع السعودي معها قد فرغها من رسالتها الوحيدة، وهي محاولة ضرب الهيبة، إلى درجة أنك تكاد تعتقد أنك أمام حفلة ألعاب ضوئية.
مشاركة :