«مسيرة العودة»: 12 شهيداً وأكثر من ألف جريح بنيران إسرائيلية

  • 3/31/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

ارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين الذين قضوا اليوم (الجمعة)، بنيران الجيش الاسرائيلي خلال مواجهات واسعة على الحدود بين قطاع غزة واسرائيل الى 12 قتيلاً، وفق وزارة الصحة في غزة، في حين قصفت إسرائيل ثلاثة مواقع لحركة «حماس» رداً على احتجات أطلق عليها «مسيرة العودة». وقال الناطق باسم الوزارة أـشرف القدرة في بيان إن «عدد الشهداء بلغ 12 شهيداً الجمعة بنيران الاحتلال خلال المسيرات على الحدود»، لافتاً إلى أن عدد الجرحى بلغ 1100 مصاب بينهم حالات خطرة او حرجة». وأكد الجيش شن غارات جوية وقصفاً مدفعياً بعد مواجهات اندلعت بين الاف المتظاهرين والجنود الاسرائيليين على الحدود مع غزة. وتدفق عشرات آلاف الفلسطينيين اليوم قرب الحدود بين غزة واسرائيل في مسيرة احتجاجية اطلق عليها «مسيرة العودة الكبرى». وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة ان الفلسطيني الأول قتل بقصف مدفعي اسرائيلي في وقت مبكر صباح اليوم قبل اندلاع المواجهات فيما قضى السبعة الاخرون في مواجهات مع الجيش الاسرائيلي في مناطق مختلفة. وتتواصل المواجهات بين الاف المتظاهرين الذين اقتربوا من السياج الحدودي في المناطق الشرقية للقطاع والجيش الاسرائيلي. واشعل شبان وفتية اطارات السيارات ورشقوا بالحجارة والزجاجات الفارغة العربات العسكرية المصفحة، بينما رد الجيش باطلاق النار وقنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة. وعلى الجانب الآخر من الحدود نشرت القوات الاسرائيلية دباباتها وتمركز القناصة على سواتر ترابية. وكانت طائرة صغيرة من دون طيار تطلق قنابل الغاز تجاه المتظاهرين شرق غزة. وأقامت الهيئة الوطنية العليا للمسيرة الكبرى التي تضم «حماس» والفصائل وممثلي اللاجئين، عشر خيام كبيرة في خمسة مواقع على طول الحدود بين القطاع واسرائيل، بينما نصبت عائلات عشرات الخيام الصغيرة. ونصبت الخيام على بعد أقل من مئتي متر من الحدود الاسرائيلية شرق مدينة غزة وشرق خان يونس في جنوب القطاع. ورفعت الأعلام الفلسطينية على الخيام من دون ان تشاهد رايات الفصائل المختلفة فيما كتبت أسماء العديد من البلدات والقرى وعائلات اللاجئين على الخيام. وقال عضو اللجنة التنسيقية المشرفة على المسيرة طاهر سويركي ان عدد المشاركين بلغ «حوالى 200 الف شخص شرق وشمال مدينة غزة، اضافة الى عشرات الالاف وسط وجنوب القطاع». وقدمت الهيئة الاف وجبات الطعام للمشاركين في الاحتجاجات. وكان عشرات الاف الفلسطينيين ادوا صلاة الجمعة في الخيام التي اقيمت في المناطق الخمسة. وعلى وقع الاغاني الوطنية أدت فرق فولكلورية رقصات والدبكة الشعبية وسط تفاعل كبير من الاف المواطنين. وحذر الناطق باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي في فيديو باللغة العربية بثته وسائل اعلام اسرائيلية من ان «حماس تعرض ارواح البشر للازهاق فعليكم (الفلسطينيين) ان تكونوا حذرين». وكان رئيس الاركان الاسرائيلي غادي ايزنكوت حذر أول من أمس من أن الجنود الاسرائيليين سيطلقون النار اذا اقترب الفلسطينيون من الحدود وشكلوا خطراً. وقال ان الجيش نشر تعزيزات لا سيما من القناصة على الحدود مع غزة. ويتزامن بدء هذه الاحتجاجات التي تستمر ستة أسابيع لتنتهي بحلول ذكرى النكبة في 14 ايار (مايو) المقبل، مع «يوم الارض» ذكرى مقتل ستة فلسطينيين برصاص القوات الاسرائيلية في 30 آذار (مارس) 1976 في مواجهات ضد مصادرة اراضيهم. وقال القيادي في «حماس» خليل الحية: «نحن كشعب بكل فصائله سنخرج في هذه المسيرة التي نصر على سلميتها». واضاف ان «رسالتنا هي الاصرار على العودة». وقال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية في كلمة له أمام عشرات الاف المواطنين على الحدود الشرقية لمدينة غزة ان «مسيرة العودة الكبرى هي البداية للعودة الى كل ارض فلسطين». وتابع ان هذه المسيرة «برهنت للرئيس الأميركي دونالد ترامب ولصفقته الهابطة ولكل من يقف معها أنه لا تنازل عن القدس ولا بديل عن فلسطين ولا حل إلا بالعودة». وفي السادس من كانون الاول (ديسمبر) الماضي، أعلن ترامب الذي خالف عقوداً من السياسة الأميركية على هذا الصعيد، نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة تزامنا مع الذكرى الـ 70 لقيام اسرائيل. واوضحت الديبلوماسية الأميركية أن نقل السفارة من تل ابيب تحدد في ايار (مايو) المقبل. بدوره، قال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» يحيى السنوار في كلمة أمام المتظاهرين على الحدود الشمالية لقطاع غزة ان المسيرة هدفها «ان يلتقط العالم اجمع اليوم رسالة شعبنا للمحاصرين ان يعيدوا حساباتهم». وشدد السنوار الذي يدلي للمرة الأولى بتصريحات علنية على ان المسيرة «لن تتوقف وستستمر». الى ذلك، سار الاف من الفلسطينيين اليوم احياء لذكرى يوم الارض في مدينة عرابة في الجليل الأسفل، شمال اسرائيل حاملين الاعلام الفلسطينية. ويصادف يوم الارض في الـ 30 من آذار (مارس) ويحيي ذكرى كفاح أهالي دير حنا وعرابة وسخنين في الجليل الاسفل ضد أمر بمصادرة الاف الدونمات من أراضيهم في سهل البطوف وهو من أخصب الاراضي الزراعية، فاندلعت هبة شعبية في ذلك اليوم من سنة 1976 قتل فيها ستة فلسطينيين وادت الى تراجع اسرائيل عن مصادرة الاراضي. وتحاصر اسرائيل قطاع غزة منذ العام 2006، وشددت حصارها عليه بعد سيطرة «حماس». ومنذ العام 2008، شنت إسرائيل ثلاث حروب على قطاع غزة الذي يعيش فيه أكثر من مليوني شخص.

مشاركة :