الهاشم لعون:لتتم الانتخابات بأقل قدر من العنف اللفظي

  • 3/31/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حضر الرئيس اللبناني رتبة سجدة الصليب التي ترأسها الرئيس العام للرهبانية المارونية الأباتي نعمة الله الهاشم، إحياء ليوم الجمعة العظيمة لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي. واعتبر الأباتي الهاشم في عظته، أن تواصل الرئيس عون «مع الجميع وعقده التفاهمات وتعاليه عن العراقيل والافتراءات بالغفران، أكسبت الوطن مناعة وصلابة لم يعرفها في عهود القوة والازدهار السابقة». وأمل بـ «أن يتمّ التحضير للانتخابات النيابيّة وإنجازها ومعالجة المشاكل الاجتماعيّة والاقتصاديّة بأقلّ قدر ممكن من العنف الكلاميّ». وحضر المناسبة الرئيس السابق أمين الجميل، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني، الوزراء جبران باسيل، سيزار أبي خليل، نقولا تويني، بيار رفول، رائد خوري، جان اوغاسبيان، وملحم الرياشي، ووزراء ونواب سابقون، والقائم بأعمال السفارة البابوية لدى لبنان المونسنيور ايفان سانتوس، وكبار موظفي الدولة ونقباء المهن الحرة. وحملت عظة الأباتي الهاشم عنوان «اغفر لهم يا أبتاه، إنّهم لا يدرون ماذا يفعلون»، مستعيداً فيها «المشهد المحزن والمؤلم والمروع: كلّ شيء عنيف أقوى من أن تحتمله الحواس. وكأنّ الشرّ يحتفل بالنصر على الخير، في عرض عسكري لسلاح العنف في أقسى مظاهره». وقال: «في واقعنا، المشهد ليس أقلَّ ضراوة. وكأن العنفَ أصبح سيّدَ هذا العالم المعاصر. مظاهر العنف تعمّ الكون: تعنيف للأرض والطبيعة والبيئة، وعنف سياسي واقتصادي تمارسه دولٌ على دولٍ ومجتمعاتٌ على مجتمعاتٍ، فيتمّ تخطي القوانين والشرائع الدوليّة، وتستهدف الطبقات الفقيرة بسياسات التجويع والإخضاع. حروب على امتداد الكرة الأرضيّة، عمليات قتل وتهجير وابادات مبرمجة، لا توفّر الشيوخ والنساء والأطفال. تفنّن في اختراع وتطوير أسلحة القتل والتدمير وتجربتها واستعمالها، تسابق على امتلاك أسلحة الدمار الشامل والتهديد باستخدامها... وعنف ديني متعصّب يتلطّى بنصوص جامدة متحجرّة، للقضاء على كلّ من وما لا يشبهه في بشاعته وحقده وتخلّفه، مستنداً على دعم خفيّ وبعضَ الأحيان علني، من دولٍ ومنظمات حاقدة أو غبيّة. وعنف التمييز العنصري والاجتماعي والثقافي وبشكل خاص عنف التمييز الطبقي بين الأغنياء والفقراء، فتتسع الهوّة الفاصلة يوماً بعد يوم، ويزداد انتشار الجهل والفقر والجوع والأمراض وسط لا مبالاة قاتلة من بعض المجتمعات والأشخاص المقتدرين. وعنف الصور المرعبة والوقحة التي تتسللّ إلى كلّ مكان، من دون رادع، عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. وعنف كلامي ولفظي منتشر على ألسنة كبار هذا العالم وبعض المسؤولين المدنيين والدينيين والمربّين التربويين، ورأى أن «واقعنا في لبنان لا يختلف عن واقع عالم اليوم». وتوجه الى الرئيس عون قائلاً: «إننا واثقون بقناعتكم بأنّ إحلال السلام الحقيقي لا يتمّ إلا عبر المحبّة والغفران. عملاً بهذا المنطق، تواصلتم مع الجميع وأقمتم التفاهمات وتعاليتم على العراقيل والافتراءات بالغفران، محافظين على كرامتكم وكرامة جميع اللبنانيين، ما أكسب الوطن مناعة وصلابة لم يصلها في عهود القوّة والازدهار السابقة، فتمكّن جيشه وقواه الأمنية من تحرير أراضيه وحمايتها، وتخطّى المخاطر الكثيرة التي تحيط به. وبالروحيّة ذاتها تتابعون الاهتمام بشؤون جميع فئات الشعب ومكوّناته، من دون تمييز مناطقي أو مذهبي أو سياسي. وتسعون إلى جعل لبنان مركز الحوار والتلاقي الديني والثقافي، وتظهرون دوره كوطن شاهد لهذه القيم ولإمكانيّة انتصار المحبة والسلام على الشرّ والعنف».

مشاركة :