ترامب يجمد أموال الإعمار الأميركية لسوريا

  • 3/31/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن - أفادت صحيفة وول ستريت جورنال الجمعة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمر بتجميد أكثر من 200 مليون دولار مخصصة لإعادة إعمار سوريا، وذلك غداة اعلانه ان بلاده ستنسحب "قريبا جدا" من البلد الغارق منذ سبع سنوات في حرب اهلية مدمرة. وقالت الصحيفة إن ترامب أمر وزارة الخارجية بتجميد هذه الاموال بعدما علم من مقال صحافي قرأه أن الولايات المتحدة تعهدت دفع اموال للمساهمة في اعادة اعمار سوريا. وكان ترامب أعلن في خطاب ألقاه امام عمال صناعيين في اوهايو ان القوات الاميركية ستنسحب من سوريا "قريبا جدا"، وعبر عن اسفه لما اعتبره تبديد واشنطن سبعة تريليونات دولار في حروب الشرق الأوسط. وأضاف "سنخرج من سوريا في وقت قريب جدا. فلندع الآخرين يتولون الاهتمام بها الآن". ولم يحدد ترامب مَن يقصد بـ"الآخرين" الذين يمكن ان يتولوا امر سوريا، لكن لروسيا وايران قوات كبيرة في سوريا دعما نظام بشار الاسد. وربما يؤدي موقف ترامب من سوريا إلى خلاف بينه وبين مندوب الولايات المتحدة السابق بالأمم المتحدة جون بولتون الذي اختاره ترامب قبل أسبوع ليخلف إتش.آر. مكماستر في منصب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض. وفي العام الماضي خاض ترامب جدلا مشابها بشأن ما إذا كان سيسحب قوات بلاده من أفغانستان ووافق في نهاية المطاف على الإبقاء عليها لكن بعد أن تساءل مرارا عن السبب في استمرارها هناك. وتنشر الولايات المتحدة أكثر من الفي جندي في شرق سوريا حيث يساندون تحالفا عربيا كرديا لدحر تنظيم الدولة الاسلامية، بدون التورط بشكل مباشر في النزاع في هذا البلد. وقال ترامب "أنفقنا سبعة تريليونات دولار في الشرق الاوسط. هل تعلمون ما الذي حصلنا عليه لقاء ذلك؟ لا شيء"، متعهدا تركيز الانفاق الاميركي في المستقبل على خلق وظائف وبناء بنية تحتية في بلده. وتعارضت رغبة ترامب بالانسحاب من النزاع السوري، مع ما كان اعلنه في كانون الثاني/يناير الماضي وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون. واعتبر تيلرسون آنذاك ان القوات الأميركية يجب ان تبقى في سوريا من اجل منع تنظيم الدولة الاسلامية والقاعدة من العودة، ولحرمان ايران من فرصة "تعزيز موقعها في سوريا". وقال مسؤولون أميركيون مطلعون على الخطة إن من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الوطني اجتماعا في بداية هذا الأسبوع لبحث الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وأكد مسؤولان آخران بالإدارة الأميركية تقرير صحيفة وول ستريت جورنال. وقال متحدث باسم مجلس الأمن الوطني التابع للبيت الأبيض إنه"وفقا لتوجيهات الرئيس ستعيد وزارة الخارجية تقييم مستويات المساعدات الملائمة وأفضل طرق استخدامها والتي تقوم بها بشكل مستمر". ويقضي ترامب عطلة عيد القيامة بضيعته في بالم بيتش في فلوريدا. وجاءت تصريحات ترامب في الوقت الذي قالت فيه فرنسا الجمعة إنها ستزيد وجودها العسكري في سوريا لتعزيز الحملة التي تقودها الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قدرت أن تنظيم الدولة الإسلامية فقد نحو 98 في المئة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، حذر مسؤولون عسكريون أميركيون من أن التنظيم قد يستعيد المناطق المحررة بسرعة ما لم يتم تحقيق الاستقرار فيها. وقال المسؤولون الأميركيون المطلعون على اجتماع مجلس الأمن الوطني إنه مازال من الضروري إقناع ترامب بذلك. قال المسؤولان بالإدارة اللذان أكدا تقرير صحيفة وول ستريت وتحدثا لوكالة رويترز للأنباء شريطة عدم نشر اسميهما إن تصريح ترامب يوم الخميس يعكس مشاورات داخلية مع مستشارين تساءل خلالها عن سبب بقاء القوات الأميركية بينما يوشك المتشددون على الهزيمة. وقال مسؤول إن ترامب أوضح أن "بمجرد تدمير داعش وفلولها فإن الولايات المتحدة ستتطلع إلى لعب دول بالمنطقة دورا أكبر في توفير الأمن والاكتفاء بذلك". وأضاف المسؤول أن معالم هذه السياسة لم تتضح بعد. وقال المسؤول الثاني إن مستشاري ترامب للأمن القومي أبلغوه بأنه ينبغي أن تبقى أعداد قليلة من القوات الأميركية لعامين على الأقل لتأمين المكاسب التي تحققت بعد هزيمة المتشددين وضمان ألا تتحول سوريا إلى قاعدة إيرانية دائمة. وذكر المسؤول أن كبار مساعدي ترامب للأمن القومي بحثوا الوضع في سوريا خلال اجتماع بالبيت الأبيض لكنهم لم يستقروا بعد على استراتيجية للقوات الأميركية في سوريا ليوصوا بها حتى ينفذها ترامب مستقبلا. وقال المسؤول "حتى الآن لم يصدر ترامب أمرا بالانسحاب".

مشاركة :