نظم كرسي معهد العالم العربي في باريس لقاءً فكرياً بعنوان "ثلاثون عاماً من الفكر العربي: معطيات وآفاق"، بمشاركة نخبة من الباحثين الفرنسيين والعرب. وتم تكريم المستشرق الفرنسي، أندريه ميكيل، من قبل "كرسي المعهد الثقافي"، الذي أغنت دراساته الرصينة وكتاباته الأصيلة الثقافة العربية، وساهمت في إثراء الحوار بين ضفتي المتوسط منذ نحو نصف قرن. ويعتبر ميكيل آخر المفكرين الفرنسيين الأحياء الذي يكرمه "كرسي معهد العالم العربي الثقافي". أربعون عاماً من النشر أنتجتْ أربعين مؤلَفا حول الإسلام وثقافتِه وله رواياتٌ وقصائد.. كما ألـَّف كتباً مهمة، منها قصصُ الحبِ في الأدبِ العربي.. الحبُ عند العرب وترجم ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة وغيرها من روائعِ الأدبِ العربي. وعبر ميكيل لـ"العربية" عن امتنانه العميق لمبادرة المعهد تكريمه وهو في الـ90 من العمر، قائلاً: "بالنسبة لي هي مغامرة قديمة، أردت كسر الحواجز بين العالم العربي والغرب والتذكير بقوة وجمال الحرف والأدب العربي. هذا التكريم أفرحني جداً". وساهم ميكيل بالتعريف بالآداب العربية وقام بترجمة العديد منها لتغيير النظرة السلبية السائدة، بالإضافة إلى أبحاثه الأكاديمية. فقد كتب عن أدب العشق واهتم بشكل خاص بمجنون ليلى. ترجم أشعاره وحلل شخصيته كظاهرة، وقارنها بما يقابلها في الأدب الفرنسي. من جهته، قال مدير عام معهد العالم العربي، الدكتور معجب الزهراني، لـ"العربية": "لقد ساهم ميكيل بنشر الثقافة العربية القديمة وهو عاشق لها ولمجنون ليلى حتى أصبح طلابه يسمونه بعاشق ليلى". كما تحدث عن ميكيل طلابه وزملاؤه الذين رافقوه طوال السنوات الماضية ووصفوه بأنه من أكبر المختصين والمهتمين عالمياً بالأدب العربي، بل من أكبر المستشرقين في هذا الزمان. من جانبه، قال الأديب الجزائري، الطيب العروسي، مدير كرسي المعهد: "لم نتردد لحظة واحدة عندما طرح اسم أندريه ميكيل. إنه آخر العمالقة المستعربين الكبار الذي أثرى بترجماته المكتبة العربية والفرنسية، وأصبحنا نحن طلابه في مراكز متقدمة في دولنا".
مشاركة :