وسط حالة من الحزن والغضب شيع آلاف الفلسطينين في قطاع غزة جثامين شهداء يوم الأرض الذين سقطوا بنيران قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال مسيرة العودة الكبرى قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة الجمعة. وانطلقت مواكب تشييع الشهداء من أمام مستشفيات القطاع متوجهة إلى منازل ذويهم لإلقاء نظرة الوداع عليهم ومن ثم لأداء الصلاة عليهم ومواراة جثمانيهم الثرى. وردد المشيعون هتافات غاضبة ضد الاحتلال الاسرائيلي، ومطالبين بمحاسبة قادة الاحتلال على استهدافهم لمسيرة العودة السلمية. وقال أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في غزة “إن ارتفاع عدد الشهداء والجرحى يؤكد أن الاحتلال لا يأبه بالقانون الدولي الانساني واتفاقية جنيف الرابعة بتعمده في استهداف التجمعات السلمية في المناطق الشرقية لقطاع غزة والاستمرار في سياسة القنص المباشر بالأعيرة النارية و المتفجرة بحق المدنيين العزل من الأطفال والنساء والمسنين والشباب”. وعم الإضراب الشامل كافة الأراضي الفلسطينية حداد على أرواح يوم الأرض، وشمل الاضراب كافة مناحي الحياة التجارية، والتعليمية، بما فيها المؤسسات الخاصة والعامة، وأغلقت المدارس والجامعات أبوابها وكذلك المصارف التي تعمل يوم السبت، التزاما بالحداد الوطني. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قرر اعتبار اليوم السبت، يوم حداد وطني على أرواح الشهداء الذين ارتقوا خلال مسيرات يوم الارض في قطاع غزة دفاعا عن حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ودفاعا عن مقدساتهم الإسلامية والمسيحية وعن حقهم في العودة إلى منازلهم وأرضهم التي هجروا منها. بدوره ، قال فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس “إن الدماء التي سالت على أرض غزة واحترام وتقدير الشهداء والجرحى بحاجة إلى أفعال وليس إلى أقوال، أقلها رفع الرئيس محمود عباس إجراءاته العقابية التي فرضها على غزة وأهلها الصامدين الذين أدوا دوما ما عليهم من واجب الكرامة وزيادة كما كل أبناء شعبنا، ووقفوا اليوم رأس حربة في مواجهة الاحتلال”. وأضاف برهوم في تصريح صحفي” فشعبنا الفلسطيني بأمسّ الحاجة إلى قيادة قوية حكيمة، أمينة عليه تدافع عنه وتحترم تضحياته، وتحقق طموحاته”. من جهته ، قال نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي “إن الخروج الكبير للمواطنين على حدود قطاع غزة يؤكد على حقهم الواضح في الأرض الذي لا يمكن أن يموت”، مضيفا “أن أعداد الشهداء والجرحى يدل على أن إسرائيل تزداد قمعا وجبروتا لقمع شعبنا الفلسطيني “. وتابع :” لابد أن تتكاثف الجهود للاستفادة من زخم ما جرى الجمعة في غزة وتتكاثف الجهود إكراماً لتضحيات شعبنا لإعادة اللحمة وترتيب الوضع الداخلي”. من جهتها قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين غن الجماهير الفلسطينية في غزة قبرت صفقة القرن وهي ماضية في مسيرة العودة. وقالت الجبهة الشعبية في تصريح صحفي “إن إمعان قوات الاحتلال في ارتكاب المزيد من القتل والتنكيل عبر الاستهداف المباشر لجماهير شعبنا لهو تأكيد على عنصريته وفاشيته التي تتطلب من المجتمع الدولي ومؤسساته المختلفة بوقف هذا المسلسل الإجرامي لممارسات دولة الاحتلال وتحمّل مسؤولياتها بلجمه وإخضاعه للقانون الدولي ومحاكمة قادة الاحتلال أمام المحاكم الجنائية الدولية”. وكان 15 فلسطينيا استشهدوا وأصيب المئات خلال اطلاق قوات الاحتلال النار على المتظاهرين في مسيرة العودة قرب الحدود الشرقية لغزة.
مشاركة :