انطلاق أعمال منتدى الدوحة السادس للسياسات والاستراتيجيات

  • 3/31/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

انطلقت أعمال منتدى الدوحة السادس للسياسات والاستراتيجيات تحت عنوان (الشرق الأوسط : الواقع والتحديات)، والذي ينظمه مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة، بالتعاون مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. ويشكل المنتدى الذي يعقد تحت رعاية سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع على مدى يومين، بيئة خصبة للمقاربة الفكرية، تجمع نخبة من الخبراء والمفكرين وصناع القرار، بالإضافة لممثلي المنظمات الدولية والجهات غير الحكومية من مختلف أنحاء العالم، للتباحث في مختلف القضايا الراهنة، من خلال جلسات تتناول التحديات والأحداث التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط. وفي كلمته بافتتاح المنتدى قال اللواء الركن الدكتور حمد محمد المري قائد مركز الدراسات الإستراتيجية، إن الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط يمر بمرحلة حرجة تهدد كيان الدول المستقرة، وتهدد التعايش المشترك بين شعوب تلك الدول بمختلف مكوناتها العرقية والدينية، موضحا أن الأزمات المشتعلة منذ سنوات، حولت منطقة الشرق الأوسط لأزمة إنسانية كبيرة تستدعي التحرك العاجل بروح المسؤولية الدولية للعمل على تسوية هذه الصراعات وضمان عودة المهجرين واللاجئين إلى بلدانهم ومدنهم وقراهم. وأشار قائد مركز الدراسات الإستراتيجية، إلى أن هناك تحولات فكرية على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري، تستدعي ألا تمر مرور الكرام على مراكز الدراسات الاستراتيجية والخبراء والمفكرين، مضيفا "على المستوى السياسي هناك صعود لبعض التيارات الفكرية السياسية اليمينية في أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا، وعلى المستوى الاقتصادي هناك تراجع عن الاتجاه العالمي القائم على حرية التجارة والعولمة، أما على المستوى العسكري فهناك أطروحات نظرية وتجارب عملية جديدة طرأت على مستوى عقيدة الجيوش وأساليب القتال والتدريب والتسليح، لمواجهة أنماط الحروب الجديدة، وهذه التحولات ستنعكس على كثير من السياسات العالمية خلال الفترة المقبلة". وأوضح اللواء المري أن "الأزمة الخليجية" هي واحدة من أهم محاور هذا المنتدى، واصفا اياها بأنها شكلت صدمة للجميع سواء السياسيون والمحللون أو الخبراء، ومؤكدا أن لها مردودا سلبيا كبيرا على دول مجلس التعاون الخليجي. وقال "إن الصورة المستقرة في الاذهان عن دول الخليج منذ عقود، تعرضت للاهتزاز بصورة شديدة، فبعد أن برز مجلس التعاون الخليجي بدوله الست كقوة جماعية بإمكانها ملء الفراغ الاستراتيجي في المنطقة بعد الثورات العربية، وتمكن من قيادة العمل العربي المشترك في ملفات كثيرة، برزت بوادر الازمة الخليجية، التي اوصلتنا الى ما نحن عليه الآن، مما اثار قلقا كبيرا على استقرار دول الخليج والوطن العربي". واستدرك اللواء الركن الدكتور حمد محمد المري قائلا "ومن هنا بدأت الجهود الكبيرة المدركة لخطورة الأزمة، وتتصدرها وساطة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة"، مؤكدا أنه رغم الصعوبات والعقبات التي اعترضت تلك الوساطة، إلا أن أمير دولة الكويت بذل جهودا مضنية في سبيل حلحلة الازمة، وهي جهود محل تقدير من قبل الجميع، لافتا الى ان الوساطة الكويتية حظيت بدعم اقليمي ودولي كبير. وتابع المري "ان لهذه الازمة انعكاسات على المستوى الاستراتيجي والاقتصادي والاجتماعي، بالاضافة للانعكاسات على خريطة التحالفات الاقليمية والدولية، وقد أفرزت هذه الازمة مستويات مختلفة من اخلاقيات العمل السياسي والاعلامي، بل وصلت الى الجانب الاجتماعي واقحمت الشعوب في هذه الازمة وقطعت صلة الارحام بل ووصل الحد الى ما هو ابعد من ذلك بتصدر الازمة الخليجية جلسات المنتدى لهذا العام". وأكد اللواء الركن الدكتور حمد محمد المري قائد مركز الدراسات الاستراتيجية، ان ما يتعرض له المسجد الاقصى ثاني القبلتين من اعتداءات متكررة ومحاولات لطمس هويته الاسلامية، بالاضافة إلى مصير القدس الشريف بعد التطورات الاخيرة (قرار ترامب بنقل سفارة واشنطن إلى القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل) وما أثارته تلك الخطوة من رفض شعبي ودولي وإقليمي واسع، فرض هذه القضية محورا من محاور المنتدى هذا العام، بالنظر إلى أهميتها للمسلمين وأصحاب الديانات الأخرى، بالإضافة لأبعادها السياسية والدينية والتاريخية والاستراتيجية. ولفت اللواء المري إلى ان كل الدول والمنظمات والشخصيات المحبة للسلام مطالبة بالعمل على إنهاء الصراعات في منطقة الشرق الاوسط وعلى رأسها الازمة الخليجية، قائلا "إن تحقيق الأمن لشعوب المنطقة واستعادة روح وقيم التعايش المشترك واحترام الآخر بات مطلبا ملحا للجميع، فالأمن قيمة عظيمة ونعمة كبيرة تستحق بذل الجهد والتعاون والتنسيق فيما بيننا من اجل مستقبل افضل لدولنا وشعوبنا". من جانبهم ، حذر عدد من الخبراء والأكاديميين المشاركين في منتدى الدوحة السادس للسياسات والاستراتيجيات، من أن إطالة عمر الأزمة الخليجية ستؤدي إلى نتائج خطيرة، ليس أقلها أهمية تفاقم القطيعة والانخفاض الكبير في التواصل بين الأقارب وما يستتبعه ذلك من تأثير على نفوس المواطنين الخليجيين.  وأشار المتحدثون في الجلسة الأولى التي جاءت تحت عنوان "انعكاسات الأزمة الخليجية وآفاقها المستقبلية" إلى أن حصار دولة قطر وما تمر به المنطقة من أزمات سيسفر عن نتائج خطيرة وأبعاد صعبة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، ستكون لها آثار مستقبلية سلبية كبيرة لم يتم تحديد ملامحها بعد أو "غير منظورة حاليا". وأوضح المتحدثون أن الأزمات لا يمكن التعامل معها سياسيا وقانونيا فقط لأنها تترك آثارا غير قابلة للتصحيح، مؤكدين انه لابد من العمل على تحجيم آثارها بحيث لا تؤثر على الذهنية المحلية، مثمنين دور دولة قطر في التعامل مع هذا الجانب بانتهاجها خطابا معتدلا بعيدا عن التشنج والعصبية، بالإضافة الى أنها فتحت أبوابها لمواطني دول الحصار دون تمييز. ولفت المتحدثون في الجلسة إلى أهمية توسع دولة قطر في الصناعات المرتبطة بالغاز، مثل الحديد والألمونيوم والبتروكيماويات، خاصة وأنها حققت فيها نجاحات كبرى، وأكدوا ضرورة أن تعمل على تحقيق الاستقلال التام بعيدا عن التحالفات الإقليمية والعمل على إنشاء تحالفات جديدة مع قوى إقليمية متنوعة في المنطقة.  وأشاد المتحدثون في الجلسة بتعامل دولة قطر مع الأزمة وعدم ردها على دول الحصار بفرض حصار مضاد، منوهين بأسلوب تعاملها مع تلقي الصدمة الأولى التي أرادت بها دول الحصار إخضاعها، الأمر الذي مكن الحكومة من توفير السلع الأساسية وخاصة الغذائية بسرعة كبيرة، إضافة إلى دعمها المستثمرين القطريين لإنتاج هذه السلع محليا وتقديمها تسهيلات كبرى في العديد من الصناعات "الدواء والألبان والدواجن ومختلف الصناعات الغذائية". وعبر المتحدثون عن امتنانهم لزيادة الوعي السياسي والشعبي القطري والتفافهم حول قيادتهم وإيمانهم بأن الأزمة الحاصلة هي مشكلة داخل مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ولا تؤثر على المستقبل الخليجي المشترك، وإدراكهم لضرورة الفصل بين منظومة مجلس التعاون والأزمة الحالية. وكشف المتحدثون في الجلسة عن أن دول الحصار أنشأت قبل الأزمة آلاف الحسابات الوهمية أو ما يعرف بـ "الذباب الإلكتروني" على وسائل التواصل الاجتماعي لاستخدامها في وضع تغريدات وإعادة تغريدها لخلق شعور مزيف موال لهم حيث استخدمت هذه الحسابات وسوما على منصات التواصل الاجتماعي (هشتاجات) ضد قطر . وأكد المتحدثون في تناولهم لمستقبل الوساطة الكويتية، أن استمرار مجلس التعاون يعد أولوية استراتيجية مهمة لدى الكويت باعتباره مصدر أمن جماعي للخليج، وثمنوا النشاط الملحوظ للوسيط الكويتي وزياراته المكوكية لأطراف الأزمة لرأب الصدع بين الأشقاء الخليجيين في ظل العوائق التي تشهدها المنطقة، مشيرين في هذا الإطار إلى دورها الكبير في تقريب وجهات النظر . وندد المتحدثون بالحملات الإعلامية التي تقودها دول الحصار ضد قطر بهدف زرع الشقاق والاتهامات المتبادلة بين أطراف الأزمة والترويج لشخصيات هامشية على أنها معارضة قطرية حقيقية واستغلال مراكز الدراسات الغربية في الأزمة، مشددين على أن دول الخليج وشعوبها ليس لهم أدنى رغبة في انهيار المجلس لأن بقاءه في صالح الجميع. يذكر أن الجلسة الثانية التي جاءت تحت عنوان "الاصطفافات الجديدة في الشرق الأوسط" ناقشت التنافس على الموانئ والمنافذ وانعكاساتها على أزمات الشرق الأوسط وكذلك خريطة التحالفات على الساحة السورية وتدخلاتها الإقليمية والدولية وصراعات النفوذ الدولية في منطقة القرن الإفريقي. كما ناقشت الجلسة الثالثة التي جاءت تحت عنوان "التحديات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط" مستقبل الجيوش النظامية وتحدياتها والجماعات الإرهابية ومرحلة ما بعد داعش والمهددات الأمنية في ظل النزاعات المسلحة.;

مشاركة :