دعا المنتدى الدولي للاتصال الحكومي بالشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى ضرورة تكثيف برامج نشر الوعي والمعرفة لدى أفراد المجتمع خصوصًا بين الأطفال والشباب واستحداث البرامج والآليات التي تساهم في تحصينهم من العبث التقني والاستخدام الأمثل للثورة التقنية بما يعود بالنفع على المجتمعات.وأوصى المنتدى باستحداث وزارات للتسويق الإعلامي لبناء السمعة ونشر القيم بما يسهل التواصل مع الأفراد والمجتمع، إضافة إلى العمل على إشراك الجمهور في صناعة القرارات الوطنية من خلال الوسائل الرقمية، وإنشاء قنوات تواصل اجتماعي وبرامج تطبيقية خاصة بالأطفال لتوجيههم ونشر الوعي بالسلبيات والإيجابيات للوسائل الرقيمة ودعم مهارات التواصل البناء.جاء ذلك في ختام أعمال الدورة السابعة من المنتدى التي عقدت تحت رعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، في مركز (إكسبو الشارقة) على مدى يومين تحت شعار "الألفية الرقمية.. إلى أين"، وبمشاركة 40 متحدثًا من 16 دولة، ناقشوا عددًا من القضايا التي تدور حول "مستقبل الاتصال الحكومي في عصر المجتمع الرقمي"، ضمن جلسات حوارية وتفاعلية والعديد من الفعاليات المصاحبة.وأكد المنتدى ضرورة إطلاق (أسبوع الاتصال الحكومي والإعلام) لدعم المهارات الشابة ونشر الوعي بقطاع الاتصال الحكومي وكيفية استخدام التقنية الحديثة وتوجيهها لخدمة الصالح العام، والعمل على إصدار رخصة امتهان الاتصال الحكومي عن جهات رسمية متخصصة في هذا المجال وبالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية، إضافة إلى استحداث أنظمة حكومية توفر الحماية لأفراد المجتمع ضد أية محاولات للوصول إلى البيانات أو قنوات الاتصال لأغراض غير مشروعة.وشدد المنتدى على أهمية دعم البحث العلمي وإعداد وتنفيذ أبحاث تركز على تقنيات المستقبل الخاصة بعمليات التواصل بالتخاطر والمتمثل بإرسال محتوى من دماغ إلى آخر من دون تدخل الآلة ، إلى جانب أهمية ترسيخ وتعزيز مكانة ودور الشباب في العمل المتواصل من أجل تحقيق قفزات نوعية في الاتصال الرقمي والحكومي والذكاء الاصطناعي.ودعا المنتدى إلى ضرورة تعزيز التعاون بين المؤسسات الحكومية، وتطوير الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص والمؤسسات الأكاديمية، لإعداد الكفاءات وتأهيلها لسوق العمل في الاتصال الحكومي وتوفير فرص وظيفية، والعمل على استخدام البيانات المفتوحة ونشرها بما يعزّز أداء الحكومات ومستوى الخدمات ورفاهية المواطنين، ويسهم في دعم التحولات الاقتصادية وتعزيز المقومات التنافسية للدول، إلى جانب إشراك الجمهور في صناعة القرارات الوطنية، من خلال الوسائل التقنية والرقمية، ومن بينها استحداث منصات تفاعلية للتواصل مع الجمهور، تتيح الاستماع إلى رأيهم والإجابة عن تساؤلاتهم.وطالب المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، بالعمل على تدريس منهج التسويق الإعلامي لطلبة المدارس والجامعات، وإدراجه ضمن متطلبات التخرج حتى يصبح الفرد قادرًا على التواصل مع الحكومات والأفراد بطريقة مهنية مدروسة، واستغلال هذه المهارة لخدمة الفرد والمجتمع في مختلف المواقع والاختصاصات. ودعا المنتدى إلى ضرورة تطوير الدبلوماسية الرقمية، نظرًا لأهميتها في التواصل المباشر مع الجمهور، ورصد الرأي العام وردود أفعاله، وذلك من خلال إعداد وتنفيذ دراسات متنوعة تعنى بالدبلوماسية الرقمية وإنشاء هيئات وجمعيات مهنية، وتنظيم مؤتمرات وحلقات بحث ودراسة، وبما يسهم في تحفيز الإبداع والابتكار، والعمل على إيجاد برامج محو الأمية الإلكترونية تسهل على الأفراد والمجتمعات الوصول إلى المواقع الإلكترونية في أي مكان وزمان. وأكد المنتدى أهمية إنشاء منصة إلكترونية تجمع أهل الخبرة والمبتكرين الشباب وتكون في الوقت ذاته صديقة لذوي الإعاقة.وطالب المنتدى بإدراج التعليم الذكي والذكاء الاصطناعي ضمن المناهج المدرسية والجامعية، وبعقد شراكات مع الجهات القائمة على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل استحداث منصات خاصة بالاتصال الحكومي، ووضع برامج تدريبية متخصصة للعاملين في القطاعات الحكومية على كيفية الاستخدام الأمثل لتلك الوسائل بما يخدم الرسائل المتبادلة.وأسهم المنتدى الدولي للاتصال الحكومي منذ انطلاقته في العام 2012، في إبراز أهمية الاتصال، باعتباره ضرورة إنسانية لتحقيق تواصل أمثل بين الحكومة والجمهور، وبين الجهات الحكومية وأفراد المجتمع، وفق قواعد مهنية، ومعايير واضحة وشفافة، وبأساليب ووسائل متطورة توافق روح العصر، وهو ما أسهم في تحقيق العديد من المنجزات والمخرجات التي عززت منظومة الاتصال الحكومي بدولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة.
مشاركة :