الجيش السوري يسيطر على الغوطة في ضربة قاصمة للمعارضة

  • 4/1/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

دمشق - أعلن الجيش السوري السبت السيطرة على معظم الغوطة الشرقية باستثناء جيب صغير في دوما سيكون حسب دمشق الهدف التالي. وقال الجيش السوري إنه يعتزم فور انتهاء عمليات الاجلاء من جنوب الغوطة الشرقية، مواصلته القتال لاستعادة مدينة دوما الجيب الأخير تحت سيطرة الفصائل المعارضة، بينما لا يزال مصيرها معلقا بانتظار نتائج مفاوضات مع روسيا. وبعد اجلاء أكثر من 41 ألف مقاتل ومدني من جنوب الغوطة الشرقية على مدى ثمانية أيام، باتت القوات الحكومية تسيطر على 95 بالمئة من مساحة المدينة، اثر هجوم عنيف بدأته في 18 فبراير/شباط، تسبب بمقتل أكثر من 1600 مدني وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. وتشكل خسارة الفصائل المعارضة للغوطة الشرقية التي شكلت معقلها الأبرز قرب دمشق منذ العام 2012 ضربة قاصمة تعد الأكبر بعد خسارة مدينة حلب في نهاية العام 2016. وقالت قيادة الجيش في بيان السبت "أنجزت تشكيلات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة عمليتها العسكرية واستعادت السيطرة على جميع مدن وبلدات الغوطة الشرقية في وقت تواصل وحدات أخرى أعمالها القتالية في محيط مدينة دوما لتخليصها من الإرهاب". وجاء هذا الاعلان اثر خروج الدفعة الأخيرة من المقاتلين والمدنيين من بلدات عربين وزملكا وعين ترما بالإضافة إلى حي جوبر الدمشقي باتجاه محافظة ادلب (شمال غرب)، ليرتفع عدد الذين تم اجلاؤهم من هذا الجيب منذ السبت الماضي، بموجب اتفاق بين فيلق الرحمن وروسيا، إلى أكثر من 41 ألف شخص. وبموجب اتفاق مماثل بين روسيا وحركة أحرار الشام، تم اجلاء أكثر من 4600 شخص من مدينة حرستا الأسبوع الماضي. وفور انتهاء عمليات الاجلاء السبت، أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) جنوب الغوطة الشرقية منطقة "خالية من الارهاب". وقال ضابط برتبة لواء في تصريحات بثها التلفزيون السوري الرسمي مباشرة من ممر عربين بينما يحيط به ضباط وجنود "نعلن انتصارا مدويا على مشروع الإرهاب"، واصفا ما تحقق بأنه "نقطة تحول" في مسار الحرب في سوريا. وأضاف "ما بعد الغوطة غير ما قبلها ويؤسس للنصر الكبير على كامل الأراضي السورية"، مؤكدا أن "هناك قرارا قطعيا لا رجعة عنه بتطهير كل شبر من أراضي سوريا تتواجد عليه تنظيمات إرهابية". القلب النابض للفصائل ولطالما حظيت الغوطة الشرقية بأهمية رمزية منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في العام 2011، التي سرعان ما تحولت إلى نزاع مدمر بدأ عامه الثامن وتسبب بمقتل أكثر من 350 ألف شخص. ويرى الباحث في المعهد الأميركي للأمن نيك هاريس أن الغوطة الشرقية لطالما شكلت "القلب النابض للفصائل" قرب دمشق، مضيفا "حين يوقف الأسد (الرئيس السوري) ذلك القلب عن الخفقان فهو يقضي على أكبر تهديد لحكمه في دمشق". ومنذ بدء هجومها على الغوطة الشرقية، ضيّقت القوات الحكومية تدريجا الخناق على الفصائل المعارضة وقسمت الغوطة إلى ثلاثة جيوب. وبعدما ازداد الضغط عليها، دخلت كل من الفصائل منفردة في مفاوضات مباشرة مع موسكو، انتهت بإجلاء جيبي حرستا وجنوب الغوطة، فيما لا يزال مصير دوما معلقا. ويشكل تقدم الجيش في معظم أجزاء الغوطة الشرقية عامل ضغط اضافيا على فصيل جيش الاسلام في دوما الذي لطالما كرر قياديوه منذ بدء المفاوضات مع روسيا، رفضهم أي حل يتضمن اجلاءهم إلى أي منطقة أخرى. وقال الناطق العسكري باسم جيش الاسلام حمزة بيرقدار الجمعة إن "المفاوضات جارية للبقاء في المنطقة ولم نصل لاتفاق بعد". وأضاف "نرفض الخروج والتهجير جملة وتفصيلا"، موضحا أن "هذا مطلب أساسي في المفاوضات". وتشهد المدينة حيث يقيم نحو 200 ألف شخص وفق تقديرات سابقة للمجلس المحلي، تدفق نازحين منها بشكل يومي عبر معبر الوافدين إلى مناطق سيطرة القوات الحكومية التي تنقلهم إلى مراكز ايواء في ريف دمشق. ويتوقع محللون ألا يكون مصير دوما مختلفا عن بقية بلدات الغوطة الشرقية. ويقول هاريس في هذا الصدد "دوما هي المكان حيث تجذر جيش الاسلام ضد قوات الأسد، والأخير عازم على اقتلاعه سواء عبر اتفاق اجلاء أو عبر القصف". حماية دمشق ولطالما شكلت الغوطة الشرقية هدفا لقوات النظام كونها تعد احدى بوابات دمشق وشكّل وجود الفصائل المعارضة فيها تهديدا للعاصمة التي تعرضت خلال السنوات الماضية لسقوط قذائف أوقع مئات الضحايا. وفي زيارة في 18 مارس/آذار للغوطة الشرقية، قال الرئيس السوري بشار الأسد للجنود المرابطين هناك إن "أهالي دمشق سيتذكرون كيف أنقذتم مدينة دمشق". وفي بيانها السبت، اعتبرت قيادة الجيش أن من شأن السيطرة على الغوطة الشرقية تحقيق "إعادة الأمن والاستقرار بشكل كامل إلى مدينة دمشق ومحيطها بعد أن عانى السكان المدنيون فيها من جرائم الإرهابيين على مدى عدة سنوات". وخلال سنوات النزاع، شهدت عدة مناطق سورية بينها مدن وبلدات قرب دمشق عمليات إجلاء لآلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع القوات الحكومية إثر حصار وهجوم عنيف، أبرزها مدينة حلب في نهاية العام 2016.

مشاركة :