قال مخرج برنامج «أنا مصور ناشيونال جيوغرافيك» سامر أرزوني، إن تصوير البرنامج في دولة الإمارات أضاف الكثير للعمل سواء على مستوى الموقع أو الموضوع أو تنوع الثقافات والخلفيات التي تحظى بها الإمارات، والتي أتاحت لفريق عمل البرنامج تطوير التحديات والمحتوى بطريقة مختلفة على نحو مثالي، مضيفاً أن البرنامج في المقابل قدم من خلال عدسات المتسابقين التنوع الثري لدولة الإمارات بشكل رائع. وأوضح أرزوني في حوار لـ«الإمارات اليوم»، أن اختيار دبي لتصوير الموسم الجديد من البرنامج الذي تقدمه قناة ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي بالشراكة مع أبوظبي للإعلام، وشركة «نيكون»، وهو الأول من نوعه في العالم العربي؛ يرجع إلى رغبة فريق العمل في إبراز التنوع الذي تحظى به الإمارات، والخروج من نطاق الأماكن الاعتيادية للتصوير في الإمارات، واكتشاف وجه جديد لدبي والإمارات لم تتطرق إليه العديد من الأعمال، «فمثلا عندما قررنا أن يكون التحدي الأول هو التقاط صورة بورتريه لم نتجه إلى استوديو مغلق أو لصحراء الإمارات كما هو شائع، بل اتجهنا إلى مسرح يؤدي عليه الممثلون أربعة أعمال مختلفة بمشاعر مختلفة، ليس فقط من أجل أن يلتقط المتسابقون صوراً للانفعالات والمشاعر، بل أيضاً لإبراز تقدم الفن المسرحي في الإمارات، الأمر نفسه بالنسبة لتحدي التصوير المعماري وتصوير الأزياء، لم نتجه إلى دبي القديمة أو إلى برج خليفة بل أردنا إظهار وجهة جديدة بعض الشيء في الإمارات، وأحد أهم المعالم التي تتجلى فيها عناصر الإبداع في منطقة الشرق الأوسط وهي حي دبي للتصميم». تحديات حول التحديات التي واجهت البرنامج؛ قال مخرج «أنا مصور ناشيونال جيوغرافيك» سامر أرزوني، إن أكبر تحدٍّ كان «إعطاء المتسابقين وقتهم في التحديات دون مقاطعة سواء من الكاميرات أو من عوامل خارجية، لأن المتسابق يحتاج في بعض التحديات لـ45 دقيقة للتصوير و45 دقيقة أخرى لتعديل صوره، واختيار الصورة الأمثل من وجهة نظره، قبل عرضها على لجنة التحكيم، ويحتاج أن يفعل ذلك دون أي مقاطعة للحفاظ على قوة التحدي وعنصر المفاجأة». وأضاف أرزوني أن «شرح وإيجاز كل حلقة قبل بدايتها لكل فرد من فريق العمل الذي يتكون من جنسيات مختلفة ــ كلٌّ بلغته ــ كان تحدياً آخر». كما واجه البرنامج، حسب مخرجه، تحدياً إبداعياً أثناء إخراجه هو «إدخال السرور والترفيه على المتابع، بالإضافة إلى تقديم محتوى تعليمي وإرشادي، وبعد الكثير من التفكير والبحث قمنا بدمج هذه العناصر لتقديم مزيج بين الترفيه والتعليم، ووحده الجمهور هو من يقرر إذا كنا نجحنا في تقديم هذا في نهاية المطاف أم لا»، مشيراً إلى أنه سبق أن أخرج العديد من الأعمال مع ناشيونال جيوغرافيك، وأكثر ما يحبه في العمل مع القناة هو أنها تتيح مساحة واسعة للإبداع، وترحب دائماً بتجربة أشياء جديدة دون أن تضع أي عقبات، إلى جانب الدقة المتناهية والالتزام المثالي في العمل. • البرنامج يحتوي على العديد من العناصر الجديدة شكلاً ومضموناً. • البرنامج لا يستبعد أحداً من المتسابقين لإعطائهم فرصة لإظهار موهبتهم. وأضاف في السياق ذاته، أنه «عندما جاء التحدي الثالث رياضياً لم نذهب إلى سباق الهجن أو رياضات الفروسية والصيد بالصقور، فهذه الرياضات التقليدية في الإمارات والجميع يعلم أن الإمارات تُخرج أبطالاً بشكل سنوي في هذه الرياضات، فتعمدنا أن يكون التحدي في (فنون القتال المختلطة)، وهي الرياضة التي نمت بشكل كبير في الإمارات أخبراً، وأخرجت الدولة العديد من الأبطال الإماراتيين في هذا النوع من الرياضة، مثل البطل محمد يحيى الذي كان ضيف هذا التحدي»، فضلاً عن أن «العمل في الإمارات بكُل ما تتمتع به من تنوع ثقافي وحضاري واحتضانها لجميع المواهب من جميع الجنسيات، يعني أنك تمكنت من تشكيل فريق متكامل صاحب خبرة دولية واسعة من جميع أنحاء العالم»، حسب أرزوني. أفكار مختلفة وحول الأفكار الجديدة التي يقدمها البرنامج للمرة الأولى بخلاف برامج الواقع الأخرى، أشار أرزوني وهو المؤسس والمنتج المنفذ في سبوت لايف فيلم، أن من أبرز هذه الأفكار عدم استبعاد المتسابقين، واستمرارهم للحلقة الأخيرة بهدف إعطائهم فرصة عادلة لإظهار موهبتهم خلال المراحل المختلفة للمسابقة، وفي جميع التحديات حتى يستفيد الجميع من الإرشاد والتدريب على يد خبراء التصوير، وهو قرار يتماشى مع استراتيجية ناشيونال جيوغرافيك في دعم المواهب الشابة، وتقديم كل الخبرات والإرشاد والأدوات اللازمة من أجل إبراز موهبتهم. وأضاف مخرج البرنامج أنه استخدم نظاماً مختلفاً لاحتساب النقاط بعد تطويره مع الحكام، يأخذ في الاعتبار عناصر مهمة لا يمكن إغفالها، مثل المهارات التقنية للمصور، والإبداع، والقابلية للتسويق التجاري والالتزام، كما اهتم فريق العمل بالبحث عن تحديات جديدة ومثيرة للاهتمام، حيث تم اختيار كل تحدٍّ بناء على الخبرات والمهارات المكتسبة من الحلقة السابقة، ما أعطى المتسابقين مساحة أكبر للإبداع. ولفت أرزوني إلى أن العمل يحتوي على العديد من العناصر الجديدة من حيث الشكل والمضمون، لتقديمها للجمهور خاصة في ما يتعلق بالتصميم المُعاصر للعرض واختيار استوديو بتصميمات تعكس روح البرنامج وشخصيته، كما تم استخدام أسلوب إبداعي في التصوير مدعوماً بكاميرا ذكية لجعل العرض مشوقاً بصرياً، حيث يمثل العرض عن التصوير الفوتوغرافي تحدياً مختلفاً، لذا توجب على الفريق التفكير خارج الصندوق بالنسبة للإعداد والتنفيذ، ونجح في تحقيق ذلك بالتعاون مع DoP، كما أن الموسيقى التصويرية للعرض هي موسيقى أصلية تم تأليفها بشكل خاص للبرنامج، ما يعطيه طابعاً خاصاً ويضيف قيمة كبيرة إلى الإنتاج. وأضاف مخرج «أنا مصور ناشيونال جيوغرافيك»: «أعتقد أننا نجحنا في البرنامج في أن نعكس الواقع إلى حد كبير، ليس فقط واقع أن التصوير ينمو نمواً هائلاً في الوطن العربي والشرق الأوسط، أو أن الشرق الأوسط يمتلك بالفعل مواهب تستحق الدعم والتعريف بها، بل أيضاً أن كل شخصية من شخصيات العرض تعكس خلفيتها والبيئة المُحيطة بها، وفي بعض الأحيان تعكس مدى تأثرها بهذه البيئة، فعلى سبيل المثال شاهدنا كيف فضلت أمينة استخدام الأبيض والأسود في تصوير المشهد الرومانسي في التحدي الأول، وهو ما يعكس تأثرها بالأفلام المصرية القديمة، الأمر نفسه مع عبيد، الإماراتي الذي يعيش في دبي ويتعامل يومياً مع جنسيات متعددة، وجد راحة وسهولة في التعامل مع الشخصيات التي يوجهها من أجل التصوير سواء كانوا ممثلين أو عارضات أزياء أو غيرهم»، مشيراً إلى أن «ناشيونال جيوغرافيك كانت لديها الرغبة في أن يكون هذا العرض مختلفاً تماماً عن أي من عروض تلفزيون الواقع، وفي الوقت نفسه أن يخرج ملائماً لقيمة ناشيونال جيوغرافيك، ما يعني عدم وجود دراما أو إثارة غير مبررة».
مشاركة :