تحتفل مملكة البحرين مع كافة دول العالم في الثاني من شهر إبريل باليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد، وذلك بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 139/62 للعام 2007، وقد اتخذ الاحتفال لهذا العام شعار "تمكين النساء والفتيات المصابات بالتوحد"، وذلك للتركيز على أهمية إشراك النساء والفتيات المصابات بالتوحد والمنظمات التي تمثلهن في صنع السياسات واتخاذ القرارات للتصدي للتحديات التي تواجههن كمصابات بالتوحد، وإثبات مساهمتهن ودورهن في المجتمع. وبهذه المناسبة، أكد سعادة وزير العمل والتنمية الاجتماعية، السيد جميل بن محمد علي حميدان، أن اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي صادقت عليها مملكة البحرين في العام 2011، أكدت على الأهلية القانونية لمرضى التوحد، مشيراً إلى أن القانون كفل لهم المساواة والحق في الحصول على الحماية وكافة الخدمات كبقية أفراد المجتمع، والتمتع بالعدالة والمساواة الحقيقية فيه.وقال حميدان إنه تنفيذاً لسياسات القيادة الحكيمة في تذليل كافة الصعاب أمام الأشخاص ذوي الإعاقة (ذوي العزيمة)، والفئات غير القادرة على الاندماج الكامل في المجتمع، تحرص وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وبالتعاون مع الجهات الرسمية والأهلية المعنية بالتوحد، على تطوير طرق التشخيص بهدف الكشف المبكر عن حالات الإصابة بالتوحد، بالإضافة إلى رفع مستوى الخدمات التأهيلية والتعليمية المقدمة عبر المراكز التابعة للوزارة والمتخصصة بفئة المصابين باضطرابات التوحد. وأكد حميدان بهذه المناسبة أهمية رفع الوعي بمرض التوحد، وبإمكانات المصابين به، حيث إنهم أكثر إبداعاً في بعض مجالات الحياة، وهناك العديد من قصص النجاح المشرفة لهم على المستوى المحلي والعالمي، ما يتطلب بذل مزيد من الجهود الحكومية والأسرية والمجتمعية للاهتمام بهم واستكشاف إمكاناتهم، بالإضافة إلى الاستمرار في تطوير واعتماد البرامج والخطط المتخصصة والمتكاملة لعلاجهم وتأهيلهم ودمجهم في المجتمع. وانطلاقاً من حرص الوزارة على توفير كافة الخدمات لذوي الإعاقة (ذوي العزيمة)، وبما ينسجم ويتوافق مع تنفيذ توجيهات الحكومة الرشيدة، وفقاً للقرار الوزاري رقم (24) لسنة 2008، بشأن معايير استحقاق مخصص الأشخاص ذوي الإعاقة، فإن المستفيدين من مخصص الإعاقة لمرضى التوحد بلغ 528 شخصاً، وذلك حتى مارس 2018. كما إن الوزارة تعمل على تقديم الدعم الفني والمالي للمراكز التأهيلية المختصة باضطرابات التوحد من خلال تخصيص ميزانية لتغطية 84% من التكلفة التشغيلية لأربعة مراكز تأهيلية، وهي: مركز عالية للتدخل المبكر، ومركز الوفاء للإعاقة الذهنية والتوحد، ومركز الرشاد للتوحد، ومركز الخدمات التربوية (تفاؤل)، وذلك بهدف توفير البيئة المناسبة لإعادة تأهيل المصابين باضطرابات التوحد وتسهيل دمجهم في المجتمع، حيث بلغ عدد المستفيدين من هذه المراكز 457 شخصاً من مرضى التوحد. وفي سعيها إلى توفير المزيد من الخدمات للمصابين باضطرابات التوحد، تعمل وزارة العمل والتنمية الاجتماعية حالياً على استكمال بناء مجمع الإعاقة الشامل في منطقة عالي، حيث أمر جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، بتخصيص أرض للمجمع على مساحة قدرها ثلاثة هكتارات في منطقة عالي، وتم تخصيص جزء من الأرض لمركز عبدالله بن علي كانو لتشخيص وتقييم الإعاقة، بالإضافة إلى 9 مبانٍ لتقديم خدمات تأهيلية ورعائية للأشخاص ذوي الإعاقة انطلاقا من اهتمام الوزارة بتطوير الخدمات المقدمة لهذه الفئة بشكل عام. وتتمثل هذه المراكز في: مركز مصادر التعلم والتدريب، مركز رعاية وتأهيل متلازمة داون، مركز رعاية وتأهيل الشلل الدماغي، مدرسة التوحد، المبنى الإداري، النادي الصحي، مركز التوحد للتدخل المبكر، مركز رعاية وتأهيل ذوي الإعاقة المتعددة الذهنية والسمعية، ومعرض منتوجات ذوي الإعاقة. جدير بالذكر أن مجمع الإعاقة الشامل يهدف إلى توفير الرعاية التأهيلية المتكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة، وتقديم العناية الصحية والنفسية والعلاج الطبيعي لهم، فضلاً عن تقديم الإرشاد والتوجيه الأسري والاجتماعي لهذه الفئة، بالإضافة إلى عرض وتسويق منتجات الأشخاص ذوي الإعاقة بما يبرز قدراتهم ومهاراتهم المختلفة، وبهدف تعزيز جهود دمجهم بصورة أكثر إيجابية في المجتمع.
مشاركة :