أربيل: دلشاد عبد الله أقرت الكتائب الشيعية المسلحة المعروفة بقوات «الحشد الشعبي» بأنها منعت سكان قرى عربية, تم تحريرها أخيرا في منطقة طوزخورماتو التابعة لمحافظة صلاح الدين من سيطرة تنظيم «داعش», من العودة اليها. وقال «حجي جواد»، القائد الميداني لقوات بدر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» ردا على اتهامات كردية بمنع سكان نحو 40 قرية من العودة إليها: «نعم هذا صحيح نحن نمنع عودة أهالي هذه القرى إلى قراهم لأسباب كثيرة منها أن أكثر هذه المناطق لم تطهر لحد الآن من المتفجرات والعبوات الناسفة، وثانيا، هناك أنباء ومعلومات تفيد باحتمال عودة مسلحي (داعش) مرة أخرى إليها». وتابع: «هناك حالة من الحذر تستوجب عدم وجود السكان في هذه المناطق لأن هناك خلايا نائمة لـ«داعش» ستستفيد من عودة السكان». وأضاف جواد أن «الكتائب الشيعية تواصل تقدمها على الأرض في المنطقة واستطاعت حتى الآن استعادة السيطرة على مناطق واسعة من محافظة صلاح الدين، وتطهير كافة هذه المناطق من العبوات والمتفجرات التي زرعها تنظيم (داعش) قبل انسحابه منها»، نافيا مسؤولية الكتائب عن تدهور الوضع الأمني في طوزخورماتو. بدوره، قال الملا حسن كرمياني، العضو الكردي في مجلس محافظة صلاح الدين، لـ«الشرق الأوسط» إن سكان القرى المعنية «كانوا قد هجروها مع سيطرة (داعش) عليها في يونيو (حزيران) الماضي». وأضاف كرمياني: «مجلس المحافظة الآن يحاول حل هذا الموضوع واجتمع أعضاء المجلس ونواب محافظة صلاح الدين مع رئيس الوزراء الاتحادي حيدر العبادي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري وعدد آخر من المسؤولين المعنيين، لكن حتى الآن لم يتحقق أي تقدم باتجاه معالجة الوضع». وأشار كرمياني إلى أن هذه الكتائب والقوات العراقية الأخرى تتحجج بعدم استكمال تطهير هذه المناطق، مضيفا أن «هناك صعوبة في التعامل معها بسبب تعدد قياداتها والتقى وفد من المحافظة بالمراجع الشيعية لحل هذه القضية بأسرع وقت». من جهته، شكا محمد إسماعيل، مسؤول تنظيمات الحزب الديمقراطي الكردستاني في طوزخورماتو، من أن القضاء فقد استقراره الأمني مع دخول التنظيمات المسلحة إليه، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذه القوات دخلت إلى المنطقة في البداية بحجة فتح الطريق إلى آمرلي التي كانت محاصرة من قبل (داعش)، لكن اتضح لنا فيما بعد أن هذه القوات لها نيات أخرى تتمثل بترسيخ وجودها في هذه المنطقة». وتابع إسماعيل: «قبل مجيء هؤلاء إلى طوزخورماتو كانت الأوضاع أكثر أمنا واستقرارا، والمدينة كانت آمنة بالكامل، لكن هذه القوات بعد أن تمكنت من طرد مسلحي (داعش) من المنطقة، بدأت تفتح مقرات لها في المدينة. نحن أردنا أن تكون هذه القوات خارج المدينة أي في الجبهات، لكن يظهر أن هناك برنامجا مسبقا لتثبيتهم داخل المدينة، والآن بدأوا باستفزاز الناس وانتشرت عمليات الخطف والتفجيرات والاغتيالات، وظهر الصراع الطائفي بشكل واضح في المدينة».
مشاركة :