الفاتيكان - دعا البابا فرنسيس في عظته بمناسبة عيد الفصح الأحد إلى إنهاء "الابادة الجارية" في سوريا، مشجعا في الوقت ذاته الحوار الجاري في شبه الجزيرة الكورية. وطالب الحبر الأعظم بـ"ثمار السلام للعالم أجمع بدءا بسوريا الحبيبة والجريحة التي يعاني شعبها من حرب لا تلوح نهايتها في الأفق". وأوقع النزاع في سوريا أكثر من 350 ألف قتيل وهجر الملايين وتحول إلى حرب معقدة تشارك فيها أطراف سورية وأجنبية ومجموعات جهادية. ودعا البابا أمام حشد ضم 80 ألفا من المؤمنين في حين تابع الملايين عبر العالم خطابه الذي بث مباشرة، "كافة المسؤولين السياسيين والعسكريين إلى وضع حد فورا للإبادة الجارية واحترام الحق الانساني وتسهيل وصول المساعدات التي يكون اخواننا واخواتنا بأمس الحاجة إليها وفي الوقت نفسه تأمين الظروف المناسبة لعودة كل الذين هُجّروا" في إشارة واضحة إلى منطقة الغوطة الشرقية. وتأتي رسالته في حين توصل فصيل جيش الإسلام وروسيا إلى اتفاق نهائي لإجلاء المقاتلين والمدنيين الراغبين من مدينة دوما، آخر جيب تسيطر عليه الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، ما يمهد الطريق أمام الجيش السوري لاستعادة كامل المنطقة. كما تطرق رأس الكنيسة الكاثوليكية إلى النزاع في اليمن حيث قتل حوالى 10 آلاف شخص منذ مارس/اذار 2015. كما تحدث البابا عن "الجوع والنزاعات المزمنة والإرهاب" في افريقيا داعيا إلى الحوار والتفاهم المتبادل في جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان. ورفع البابا الصلوات "ليعم السلام في العالم أجمع"، مؤكدا أنه يشجع "الحوار" الجاري في شبه الجزيرة الكورية حيث يتسارع الانفراج الدبلوماسي بعد سنتين من التصعيد على خلفية تجارب بيونغيانغ النووية والصاروخية. وأضاف "آمل أن تفضي المفاوضات الجارية إلى تحقيق السلام في المنطقة". وأضاف "ليتحرك أولئك الذين يتحملون مسؤولية مباشرة بحكمة وتبصر لمصلحة الشعب الكوري ولبناء علاقات ثقة داخل الأسرة الدولية". وأفضت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في كوريا الجنوبية إلى تقارب سريع مع نظام بيونغيانغ الذي وافق على عقد قمة مع رئيس الجنوب مون جاي-ان في نهاية ابريل/نيسان على أن تعقد قمة بين كيم جونغ-اون والرئيس الاميركي دونالد ترامب في مايو/ايار. وكان البابا احيا قداس عيد الفصح في ساحة القديس بطرس وسط اجراءات أمنية مشددة. وانتظر المصلين والكهنة في طوابير طويلة لتفتيش الحقائب والمرور عبر جهاز كشف المعادن. وحذرت السلطات الايطالية من أن عيد الفصح ينطوي على مخاطر أمنية عالية تحدق بالعاصمة الايطالية. وقال فيديريكو كافييرو دي راهو المدعي المكلف ملف مكافحة الإرهاب القلق جدا من أن يعود إلى البلاد الايطاليون المتشددون الذين قاتلوا في سوريا والعراق، السبت إن "روما مركز الديانة الكاثوليكية ويقيم فيها البابا ويوجد فيها الفاتيكان"، مضيفا "للذين يؤمنون بالجهاد تمثل روما الكثير من الأمور معا". وهو قلق أعرب عنه أيضا وزير الداخلية ماركو مينيتي الذي صرح الأحد لأول مرة في مقابلة إن بعض المقاتلين الإيطاليين الـ120 الذين تم احصاؤهم يمكنهم العودة فرديا إلى البلاد عبر التسلل في صفوف المهاجرين. والأسبوع الماضي شهد البلاد موجة اعتقالات في اطار حملة مكافحة الإرهاب بعد أن حذر وزير الداخلية من مخاطر عالية من وقوع هجوم.
مشاركة :