علي جمعة: مناقشة فتوى «ماردين» لابن تيمية خطوة مهمة لمواجهة التكفيريين

  • 4/1/2018
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن مناقشة فتوى الفقيه الحنبلي ابن تيمية الحراني الشهيرة بفتوى ماردين، يُعد خطوة مهمة وضرورية نحو مواجهة جماعات العنف وتيارات الفكر التكفيري في العالم الإسلامي‏.‏ وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن هذه الفتوى قد استخدمتها كثير من الحركات المتطرفة في تبرير ما يقومون به من أعمال تخريب وتدمير وقتل للنفس الإنسانية الآمنة باسم الإسلام، ‏تم مناقشتها بمؤتمر عقد ببلدة ماردين التركية، منوهًا بأنه رغم عدم حضوره هذا المؤتمر، لكنه حرص على الوقوف على ما انتهى إليه ذلك المؤتمر نظرا لأهمية موضوعه‏،‏ خاصة وقد حضره نخبة من علماء الأمة الإسلامية من بلدان شتى‏،‏ من بينها المملكة العربية السعودية وتركيا والهند والسنغال والكويت وإيران والمغرب وإندونيسيا‏.‏وأضاف أنه قد تناول المؤتمر أربعة محاور أربعة‏،‏ اهتم المحور الأول بفتوى ماردين‏: الزمان والمكان والظروف والملابسات‏، والمحور الثاني‏:‏ مفهوم الموطن والمقر في الفقه التقليدي وفي ضوء العولمة والاتصالات الحديثة‏.، والمحور الثالث‏:‏ أهمية الفتوى في سياق التاريخ الإسلامي‏.‏ أما المحور الرابع فتناول‏:‏ فهم الجهاد‏:‏ ظروف القتال المسلح وقواعد الاشتباك‏،‏ كما تم تعريفها من قبل ابن تيمية وميثاق الأمم المتحدة‏.‏وأشار إلى أنه يرجع تاريخ فتوى ابن تيمية إلى ما قبل‏700‏ عام عندما سئل الفقيه ابن تيمية -رحمه الله- عن بلد ماردين هل هي بلد حرب أو بلد سلم؟ وهل يجب على المسلم المقيم بها الهجرة إلى بلاد الإسلام أم لا؟ وإذا وجبت عليه الهجرة ولم يهاجر‏،‏ وساعد أعداء المسلمين بنفسه أو ماله‏،‏ هل يأثم في ذلك؟ وهل يأثم من رماه بالنفاق وسبه به أم لا؟ فأجاب‏:‏ أحمد لله‏.‏ دماء المسلمين وأموالهم محرمة حيث كانوا في ‏[ماردين‏]‏ أو غيرها،.‏ وإعانة الخارجين عن شريعة دين الإسلام محرمة‏،‏ سواء كانوا أهل ‏[ماردين‏]‏ أو غيرهم‏، والمقيم بها إن كان عاجزا عن إقامة دينه وجبت الهجرة عليه‏.‏ وإلا استحبت ولم تجب‏.‏وتابع: "ومساعدتهم لعدو المسلمين بالأنفس والأموال محرمة عليهم‏،‏ ويجب عليهم الامتناع عن ذلك‏،‏ بأي طريق أمكنهم‏،‏ من تغيب‏،‏ أو تعريض‏،‏ أو مصانعة‏، فإذا لم يمكن إلا بالهجرة تعينت‏،‏ ولا يحل سبهم عموما ورميهم بالنفاق‏،‏ بل السلب والرمي بالنفاق يقع على الصفات المذكورة في الكتاب والسنة‏،‏ فيدخل فيها بعض أهل مايدين وغيرهم‏".ونبه على أنه بالنسبة لكونها دار حرب أو سلم‏،‏ فهي مركبة فيها المعنيان‏،‏ ليست بمنزلة دار السلم التي تجري عليها أحكام الإسلام‏،‏ لكون جندها مسلمين‏،‏ ولا بمنزلة دار الحرب التي أهلها كفار‏،‏ بل هي قسم ثالث يعامل المسلم فيها بما يستحقه‏،‏ ويقاتل ‏(الصحيح‏:‏ ويعامل‏)‏ الخارج عن شريعة الإسلام بما يستحقه (مجموع فتاوى ابن تيمية 28/241240)، لافتًا إلى أنه يعد مؤتمر ماردين تحولا نوعيا في التعامل مع الجماعات المتطرفة وأسانيدها‏،‏ فالمؤتمر لم يهدف إلى مصادرة الفتوى أو نفيها وإثبات عدم صحتها.

مشاركة :