يستضيف المعهد الفرنسي في الكويت معرض صور منحوتات رائد فن النحت التجريدي الحديث الذي يُعد واحدا من أبرز النحاتين العالميين على مرِّ العصور، الفرنسي الجنسية الروماني الأصل كونستانتين برنكوش، الذي وُلد في 19 فبراير 1876، وتوفي في 16 مارس 1957. وتميَّزت أعمال برنكوش، الذي وُصف في موسوعات الفنون التشكيلية بأنه واحد من أكثر النحاتين تأثيرا في القرن العشرين، وأُطلق عليه لقب "بطريرك النحت الحديث"، بالدقة المتناهية في تجسيد التفاصيل بتماثيله المجرَّدة من الرؤوس البيضاوية والطيور أثناء الطيران، بالبرونز والرخام، من خلال استخدام أنيق ومقيَّد للشكل والتشطيب الرائع، وأنتج العديد من المنحوتات الخشبية ذات النكهة الشعبية. وتجاوزت أعمال برنكوش عند وفاته 1200 صورة و215 منحوتة، وترك جزءا من مجموعته للدولة الفرنسية، بعد أن رفضته الحكومة الرومانية الشيوعية. أحب برنكوش نحت نفسه الذي كان يتطلب، وفق قوله، "مواجهة دون رحمة بين الفنان ومواده". كان غالبا ما ينحت ذاته من خشب البلوط، أو في أجسام الكستناء، التي كان يعالجها فيما بعد بالبرونز أو الرخام، وقد بيعت إحدى منحوتاته في عام 2009 بـ 37.2 مليون دولار، مسجلا رقما قياسيا. وكان برنكوش يهتم جدا في منحوتاته بالصفات "البدائية" للفنون الإفريقية، وظهر هذا واضحا وجليا في أول تمثال له بخشب البلوط المنحوت بقسوة مع السمات الملموسة للإنسان في عام 1914 سماه" الابن الضال"، كان قريبا جدا من التجريد، واتبعه بسلسلة كاملة من المنحوتات الخشبية التي تعد من أغرب أعماله.