تعدُّد الخيارات... لا يعني «منصة تتويج»

  • 4/2/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

«من النادر أن نقدم 100 في المئة مما لدينا في لقاء ودي. لقد قدّمنا أداءً ودياً في مباراة ودية».جاء هذا التصريح على لسان نجم منتخب المانيا في كرة القدم، توماس مولر، بعيد المباراة الودية الأخيرة التي جمعت أبطال العالم بالبرازيل في الملعب الأولمبي (برلين) وفاز بها «راقصو السامبا» بهدف غابريال خيسوس، في إطار استعدادات الطرفين لكأس العالم 2018 في روسيا.لا شك في أن ما جاء على لسان اللاعب الالماني يعكس واقعاً، ولا يدخل في إطار تبرير خسارة عابرة غاب عنها مولر نفسه، الى جانب زملائه النجوم مسعود أوزيل، سامي خضيرة، ماتس هاملز، يوناس هيكتور، ومانويل نوير، بالإضافة الى إجراء خمسة تبديلات خلال المباراة.في المقابل، سعت البرازيل الى تحقيق انتصار على المانيا، وإن كان ودياً، في عقر دارها بعد الكارثة التي عاشتها في 2014 عندما استضافت كأس العالم وخسرت امامها 1-7 في الدور نصف النهائي في واحدة من أكثر مفاجآت اللعبة على الإطلاق.بدت الأهداف من المواجهة متباينة بين الجانبين. وإذا كان مدرب الـ «ناسيونال مانشافت» يواكيم لوف يرنو الى الوقوف على مستوى عدد من لاعبيه من خلال مباراتيه الوديتين امام اسبانيا (1-1) والبرازيل، فإن مدرب الأخيرة «تيتي» عمل على تأكيد استقراره على التشكيلة النهائية التي سيخوض بها غمار «العرس العالمي» في اللقاءين الوديين امام روسيا التي تغلب عليها في عقر دارها بثلاثية نظيفة، وألمانيا.كما نجح في تجاوز «عقدة غياب نيمار» الذي فوّت المباراتين بسبب الإصابة، علماً أنه لم يخض أيضاً لقاء الـ 7-1 للسبب نفسه.وعلى الرغم من «المشكلة» التي يسوقها البعض لجهة الصعوبة التي تعتري اختيار لوف لـ «تشكيلته المونديالية» نتيجة تواجد أكثر من 50 لاعباً مرشحاً لحجز أحد المقاعد الـ 23 في القائمة النهائية، الا ان المدرب الذي تولّى دفة القيادة الفنية بعيد مونديال 2006، يبدو واثقاً من فريقه ومدركاً تماماً ما يبتغيه منه.وربما يكون الاستقرار على التشكيلة الأساسية نقطة تسجَّل في صالح «تيتي» على الرغم من أنه لا يمتلك دكة احتياط بجودة الدكة الألمانية، غير أن المدرب البرازيلي يعي بأن كأس العالم بطولة قصيرة زمنياً ولا تستدعي تجهيز «جيش» لخوضها. وهنا قد يكون مخطئاً، خصوصاً ان غياب نيمار عن الـ «سيليساو» في كأس العالم الماضية صنع فارقاً سلبياً دفع البرازيليون ثمنه غالياً جداً.وثمة ما يتوجب على «تيتي» أن يعيه ويتمثل في كون «الوديات» لا تشكل معياراً أو مقياساً، بل هي مجرد مناسبات للتجربة في أغلب الأحيان. وفي موازاة ظهور البرازيل بشكل مشجع امام المانيا، لم نجد أي تغيير على صعيد دورَي الظهيرين مارسيلو ودانيال ألفيس، إذ انهما لم يتخليا بتاتاً عن النزعة الهجومية التي من شأنها أن تكبد فريقهما الكثير امام خصم يمتلك جناحين سريعين.وبالنسبة الى لوف، فقد رأى بأم العين، سواء أمام اسبانيا او البرازيل، بأن الضغط المتقدم الذي يمارسه الخصم على لاعبي خط دفاعه، جعل الـ «مانشافت» يرتبك ويخسر الكرات وبالتالي تتأخر عملية استحواذه على الكرة وبنائه للهجمات. ونعلم هنا أن المنتخب الألماني يعتبر من الفرق التي تطلب دائماً الكرة للتعبير عن ذاتها، وعندما تواجه خصماً يحرمها منها، فإنها تصبح معرَّضة لمشاكل كثيرة.تنطلق قوة تشكيلة لوف من واقع انه يمتلك بدلاء أكفاء لكل مركز من جهة، ولاعبين «مختلفي الطبيعة» للمركز نفسه. بمعنى أنه إذا احتاج الى تسريع اللعب في مركز معيّن، فسيزج بلاعب معيّن لأداء هذا الدور. وإذا استلزم منه الأمر الاعتماد على لاعب في المركز نفسه لتهدئة اللعب، فإنه يمتلكه أيضاً.تعتبر خيارات منتخب المانيا الأوسع بين المنتخبات المشاركة في كأس العالم 2018، لذا يبقى المرشح الأبرز لانتزاع اللقب. لكن التاريخ لم يقل يوماً ان «الفريق الأكمل» هو من يلج منصة التتويج... في نهاية المطاف.

مشاركة :