قال مسؤولو شركات عاملة في تجارة الذهب والمجوهرات إن توطين القطاع يواجه تحديات عدة تعيق التوسع بدخول المواطنين إلى أسواق الذهب، موضحين أن أبرز هذه التحديات يتمثل في زيادة حدة المنافسة مع تجار من جنسيات دول آسيوية، إضافة إلى الحاجة إلى تأهيل الكوادر المواطنة حتى تتمكن من الاندماج، سواء في تجارة الذهب أو في عملية تصنيع المشغولات. وأضافوا لـ«الإمارات اليوم» أن هناك تحديات أخرى تشمل تفضيل بعض المواطنين اختيار الطرق السهلة للدخول إلى القطاع، فقط عبر نظام الكفالة للشركات العاملة، بدلاً من ممارسة الأعمال في الأسواق، خصوصاً مع احتياج صناعة الذهب إلى رؤوس أموال كبيرة واستثمارات ذات عوائد على المدى الطويل. وأكدوا وجود عدد من الفرص الواعدة للمواطنين في أسواق الذهب، كونها من الأسواق التي تتسم بالاستدامة الاستثمارية. المنافسة وتفصيلاً، قال المدير التنفيذي لشركة «جوهرة» لتجارة الذهب والمجوهرات، تمجيد عبدالله، إن «هناك تحديات عدة تعيق دخول واندماج الكوادر المواطنة بشكل موسع في أسواق الذهب والمجوهرات»، مبيناً أن «من أبرز تلك التحديات، زيادة حدة المنافسة في الأسواق مع تجار من جنسيات دول آسيوية، إضافة إلى استسهال بعض المواطنين الدخول إلى القطاع فقط عبر نظام الكفالة للشركات العاملة، من دون الاندماج الفعلي لممارسة النشاط في الأسواق، وبناء شركات تسجل نمواً في المجال». الشركات الإماراتية اعتبر الخبير الاقتصادي، الدكتور جمال الفخري، أن «أسواق الذهب والمجوهرات في الدولة، تتوافر فيها فرص واعدة للكوادر المواطنة والشركات الإماراتية وذلك مع كون الأسواق تتسم بالاستدامة الاستثمارية»، لافتاً إلى «استمرار القطاع في تحقيق معدلات نمو مستمرة». وأضاف الفخري أن «هناك شركات دخلت القطاع منذ أعوام طويلة باستثمارات محدودة، وسجلت معدلات توسع وتطور كبيرة لاحقاً»، مشيراً إلى أن «ازدياد فرص دخول المواطنين إلى القطاع خلال الفترة المقبلة مع رواج النشاط السياحي والسكاني، وازدهار قطاعات الأعمال بالدولة، فضلاً عن اقتراب موعد إقامة معرض (إكسبو 2020 دبي)، حيث من المتوقع أن تكون له انعكاسات إيجابية على القطاع». وأوضح أن «عوامل النجاح للكوادر المواطنة تستند إلى دراسة الأسواق والحصول على الخبرات الكافية قبل ممارسة الأعمال، كما أن ارتفاع المنافسة يعد من الأمور الطبيعية، كون الأسواق مفتوحة ويجب التعامل معها وفقاً لمعطياتها». وأضاف عبدالله أن «من ضمن التحديات أيضاً التي تواجه التوسع بإدماج المواطنين في قطاع تجارة الذهب والمجوهرات، تتمثل في احتياج القطاع لخبرات ومهارات سوقية معينة، حيث لا توجد معاهد أو مؤسسات تدريبية توفر بشكل منتظم التأهيل اللازم للكوادر المواطنة، حتى تستطيع الاندماج لممارسة النشاط سواء في التجارة أو التصنيع». رؤوس أموال من جهته، قال رئيس قسم التسويق في شركة «داماس» للمجوهرات، جهاد الحويك، إن «ارتفاع حدة المنافسة في أسواق الذهب، لاسيما مع تجار من جنسيات دول آسيوية معينة، يعد من أهم التحديات التي تواجه دخول مواطنين بشكل موسع في أسواق الذهب والمجوهرات»، مبيناً أن «التحديات تشمل إضافة إلى ذلك احتياج المواطنين، الراغبين في دخول القطاع، إلى رؤوس أموال كبيرة للاستثمار في التجارة أو التصنيع، فضلاً عن احتياجهم إلى الخبرات الاحترافية المناسبة لدخول الأسواق والاستمرار فيها، خصوصاً مع زيادة المنافسة». وذكر الحويك أن «هناك حلولاً لتلك التحديات يمكن العمل بها»، مشيراً إلى أن «شركته اتخذت من جانبها خطوات في هذا الإطار، عبر توفير دورات وبرامج تدريبية للراغبين في دخول الأسواق، لاسيما في مجال التصميمات». وأضاف أن «الشركة تستقبل أيضاً أفكار الكوادر المواطنة في تصميم المشغولات والمجوهرات بشكل مبتكر»، لافتاً إلى أنه «يتم العمل مع صاحب فكرة التصميم لتطوير الفكرة بشكل عملي بالتعاون مع خبراء مختصين، وإتاحة منافذ الشركة كمنصة لعرض تلك المشغولات، مع الاحتفاظ بحقوق صاحب الفكرة ومنحه حصة من قيمة مبيعاتها». وأفاد الحويك بأن «توفير التأهيل للكوادر المواطنة في قطاع الذهب والمجوهرات، سيسهم، خلال الفترة المقبلة، في إتاحة المجال لعدد من المواطنين لدخول الأسواق عبر مجالات مختلفة في القطاع»، مشيراً إلى أن «هناك مواهب متعددة للكوادر المواطنة في تصميم المشغولات والمجوهرات، وهو ما يعد من المجالات ذات القيمة المضافة، وذلك كون المنافسة حالياً تعتمد بشكل أكبر على كيفية طرح منتجات مبتكرة جديدة لاجتذاب المتعاملين». خبرات معينة بدوره، بين المدير في شركة «مجوهرات التاج»، هشام سرميني، أن «قلة دخول الكوادر المواطنة إلى قطاع الذهب والمجوهرات، ترجع إلى الاعتماد بشكل كبير على خبرات معينة، وضخ استثمارات برؤوس أموال كبيرة تظهر عوائدها بشكل مجدٍ على المدى الطويل، فيما يفضل عدد من المواطنين المشروعات ذات العائد السريع». واعتبر سرميني أن «ارتفاع المنافسة مع تجار من جنسيات دول آسيوية، يستأثرون بحصص كبيرة في أسواق الذهب، يعد من التحديات الكبيرة في القطاع».
مشاركة :