الكويت: أحمد العيسى يجتمع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح مع الرئيس الأميركي باراك أوباما غدا، في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن. ومن المقرر أن يبحث الطرفان عدة مواضيع إقليمية، ضمنها الأوضاع في الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية بين البلدين والمواضيع ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها اتفاقيات التعاون في المجالات الاقتصادية والدفاعية وملف الكويتيين المعتقلين في قاعدة غوانتانامو. ورحب المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان رسمي بزيارة الشيخ صباح الأحمد، موضحا أن الولايات المتحدة والكويت تتمتعان بعلاقة قوية، ما يعكس مصالحهما الاستراتيجية المشتركة والشراكة الدفاعية الوطيدة وتقاسم الالتزام بتعزيز السلام والفرص الاقتصادية والاستقرار في جميع أنحاء العالم. وأضاف: «إن الزيارة ستبرز قوة دائمة للعلاقة بين الولايات المتحدة والكويت والصداقة بين الشعبين الأميركي والكويتي». وسبق لمجلس الوزراء الكويتي الإشارة في بيان له عقب جلسته منتصف الأسبوع الماضي إلى أهمية لقاء أمير الكويت مع الرئيس الأميركي، ولمح إلى توقيت اللقاء الذي يأتي كما وصفه مجلس الوزراء «في ظل الظروف الإقليمية والدولية السائدة، وسيتيح فرصا لتبادل وجهات النظر حول أوجه تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات والقضايا الأخرى موضع الاهتمام المشترك». وتوقعت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» أن يتناول اللقاء بين أمير الكويت والرئيس الأميركي ملفي سوريا في ظل التطورات الأخيرة، وتطورات عملية السلام التي تقودها الولايات المتحدة. وأضافت المصادر ذاتها «من المتوقع استكمال الملفات العالقة وعلى رأسها ملف الكويتيين المعتقلين في غوانتانامو»، وهو الملف ذاته الذي بحثته وزارة الخارجية الكويتية مع مسؤولين أميركيين خلال الأسبوع الحالي، إذ تلقى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الصباح رسالة خطية قبل يومين من نظيره الأميركي جون كيري تتعلق بسبل توطيد العلاقات بين البلدين، وتزامن ذلك مع بحث وكيل وزارة الخارجية الكويتي خالد الجار الله والسفير الأميركي لدى الكويت ماثيو تويلر آخر تحضيرات اللقاء المرتقب وما سيتضمنه من مباحثات حول القضايا التي تهم البلدين، لا سيما ما يتعلق بموضوع المعتقلين الكويتيين في غوانتانامو. يذكر أن لقاء أمير الكويت مع الرئيس الأميركي يعد الثاني من نوعه، إذ سبق للشيخ صباح أن التقى أوباما في أغسطس (آب) 2009، إذ عبر الرئيس الأميركي عن امتنانه لدولة الكويت لأنها كانت مضيفا بارزا للقوات المسلحة الأميركية خلال عملياتها في العراق، وأكد خلال ذلك اللقاء التزام الولايات المتحدة المستمر بأمن دولة الكويت، نظرا لما تتمتع به الدولتان من علاقات ثنائية قوية، حيث كانت الكويت طريقا رئيسا لخروج القوات الأميركية من العراق في فبراير (شباط) 2009، بينما عرف وقتها بخطة الرئيس أوباما لسحب القوات الأميركية من العراق. وتعود العلاقات الكويتية الأميركية إلى عام 1961 بعد استقلال الكويت من الحماية البريطانية، وهي العلاقة الأقدم بين واشنطن ودول الخليج العربي، ما مكن الكويت من أن تكون الشريك المحوري للولايات المتحدة الأميركية في الحروب الثلاث التي شهدتها المنطقة على مدى العقود الأربعة الأخيرة بداية من الحرب العراقية- الإيرانية ثم حرب تحرير الكويت، وعملية تحرير العراق. وتعمقت العلاقات الثنائية بين الكويت وواشنطن بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي عام 1991، حيث وقع البلدان اتفاقيات تعاون ثنائية، منها ما يشمل الدفاع والمساعدة العسكرية، وأصبحت الكويت عام 2004 حليفا رئيسيا خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى جانب تنسيق البلدين اليوم في ملفات إقليمية أبرزها مواجهة الإرهاب وتوفير الدعم اللوجيستي. وتبتعث الحكومة الكويتية قرابة 3500 طالب يتلقون تحصيلهم الأكاديمي في الجامعات الأميركية إضافة إلى المبتعثين العسكريين، كما بلغ معدل التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي إلى 2.6 مليار دولار تستوردها الكويت على شكل بضائع من الولايات المتحدة، ما يجعلها خامس أكبر مورد لها في منطقة الشرق الأوسط، وسط توقعات بأن يرتفع هذا الرقم إلى أربعة أضعاف ليصل إلى 10.38 مليار دولار بحلول عام 2016، بينما بلغ معدل واردات الولايات المتحدة من الكويت 7.8 مليار دولار أميركي قبل عامين، أغلبها ضمن قطاع النفط والغاز.
مشاركة :