طارق إمام: الكتابة تعبِّر عن الأشياء البسيطة اليومية

  • 4/2/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال الكاتب طارق إمام: "أنا حين بدأت الكتابة فى التسعينيات، وبالتحديد حين نشرت أول مجموعة قصصية لى بعنوان «طيور جديدة لا يفسدها الهواء» فى 1995 فى دار شرقيات للنشر، وكانت حينئذٍ إحدى الدور المعروفة بصيتها الذائع، ووجهت من التيار السائد وقتها باستجابة غريبة بعض الشيء، لأن السائد حينذاك كان أننا نكتب فقط عمّا نراه، ونعبِّر عن الأشياء البسيطة اليومية العابرة، فكان الواقع وحده هو ما يجدُر بنا أن نصفه ونصوِّره، و«طيور جديدة لا يفسدها الهواء» كانت مجموعة فانتازية بامتياز، وقد بدت أشبه بطفل يتيم فى تلك المرحلة المبكرة، وأنا منذ البداية، قبل حتى أن تصقلنى الثقافة والقراءات، كنت أرى العالم من بوابة الخيال، وأرى أن طريقتى الشخصية فى التعبير عن الواقع إنما تتغذّى عبر الابتعاد عنه لأمتار أو كيلومترات، فالمهم أن لا يعبَّر نصّى عن الواقع كما هو، وقد أعربت بكتابتى عن تلك الرغبة فى فترة تسود فيها الكتابة الواقعية، سواء فى قصيدة النثر، أو الرواية، أو القصة، وكانت المسافة بين الذات الواقعية والمُتخيَّلة فى كتابات تلك الفترة تكاد تكون معدومة، وهى صرعة أدبيّة أنتجت أشكالًا فائقة وجميلة من الكتابة بلا شك، لكننى كنت أكتب على هامش ذلك التيار بشكل واضح، وقد استمر معى هذا النزوع فيما بعد فى كل أعمالي". وأضاف الإمام لـ"البوابة نيوز": "الواقع أنني كنت أكتب القصة وأنشرها في مجلات أدبيّة منذ سن الرابعة عشر، غير أن ذلك النزوع، وتلك الرغبة، تبلورا لدىّ بنشر مجموعتى الأولى فى سن الثامنة عشر، لأن الكتاب فى النهاية هو ما يبرزك وليس القصص المتفرِّقة، ومن هنا فحكايتى مع الفانتازيا هى حكاية قديمة". وتابع: أمّا فيما يخص الهجوم على فكرة الكتابة الفانتازية، فأنا أوافقك أنها أصبحت أشبه بموضة أدبية، بل إن بعض الكتّاب الذين عُرفوا فى وقت ما بموقفهم السلبى من الفانتازيا، باتوا يعلنون مع اقتراب صدور كتبهم الجديدة أنها ستكون كتبا فانتازية، وكأن الفانتازيا باتت ضمانة للانتشار بشكل ما، وككل تيار فى العالم، هناك جانب أصيل، وجانب آخر يبحث عن مسايرة الموضة، ومن هنا قال بعض الكتّاب فى أنفسهم إذا كان بعض كتاب الفانتازيا قد حصلوا على جوائز كبرى، إذا فلنكتب الفانتازيا. علينا أن نقول إن البعض أصلاء، وتلك هى طريقتهم الخاصة فى رؤية الواقع وتصويره، وأنا أؤكِّد على كلمة الواقع، لأن الفانتازيا لا تتنكَّر للواقع وتدير ظهرها له بأى حال، إنما هى طريقة أُخرى فى رؤيته، فلم تكن السريالية بعيدة عن الواقع، وكذلك كانت الدادية، وتكعيبية بيكاسو، وغيرهم، فكل التيارات الأدبية فى النهاية تصب فى الواقع، ولكن السؤال هو كيف تتناول الواقع، هذا هو سؤال الفن الأساسي.

مشاركة :