بدأ مقاتلي «فيلق الرحمن» اليوم (الأحد) بمغادرة مدينة دوما، آخر معقل لهم في الغوطة الشرقية، إلى إدلب، بالتوازي مع معلومات عن التوصل إلى اتفاق يقضي بإخراج «جيش الإسلام» إلى جرابلس، وفق ما ذكرت وكالة الانباء السورية (سانا). وأشارت الوكالة إلى أنه تم تجهيز عدداً من الحافلات وسيارات تابعة لـ «الهلال الاحمر» على طرف الممر الآمن، تمهيداً للدخول إلى دوما وتجهيزها ببدء خروح «فيلق الرحمن» إلى إدلب. وأفادت «سانا» بالتوصل إلى اتفاق يقضي بخروج «جيش الإسلام» من دوما في الغوطة الشرقية إلى جرابلس، وتسوية أوضاع المتبقين وعودة كل مؤسسات الدولة بالكامل إلى دوما. وأوضحت أن الاتفاق يتضمن «تسليم جميع المختطفين المدنيين والعسكريين، إضافة إلى جثامين الشهداء وتسليم الإرهابيين أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة إلى الدولة». ولم يتضح ما إذا كان الاتفاق جزءاً من اتفاق أكبر يتعلق بانسحاب المقاتلين، بيد أن التلفزيون الحكومي أشار إلى أن لديه معلومات تفيد بالتوصل إلى اتفاق. ولم يعلق «جيش الإسلام» على الاتفاق. ونقل موقع «عنب بلدي» عن اللجنة المدنية لدوما قولها إنها «عقدت جولة جديدة من المفاوضات، وتم الاتفاق خلالها على إخراج الحالات الإنسانية إلى الشمال السوري مع استمرار وقف إطلاق النار». ونفى الفصيل العسكري في الأيام الماضية الموافقة على الخروج من دوما. وقال الناطق الرسمي باسم هيئة أركانه حمزة بيرقدار، في وقت سابق، إن «المفاوضات لا تزال جارية، من دون الوصول إلى اتفاق نهائي حتى هذه اللحظة»، معتبرًا «محاولة الإصرار على التهجير ستكون كارثية». من جهته، أكد الجانب الروسي أن المفاوضات مستمرة لخروج «جيش الإسلام» من دوما، ما سيتيح لقوات الأسد استكمال سيطرتها على الغوطة. وكانت اللجنة المدنية المشاركة في المفاوضات مع روسيا أعلنت مساء أمس اتفاق لـ «إخراج الحالات الإنسانية إلى الشمال السوري»، من دون أن توضح ما هي تلك الحالات، وموعد بدء تنفيذ الإجلاء. وكانت قيادة الجيش السوري تعهدت أمس، مواصلة القتال لاستعادة مدينة دوما. وأوردت قيادة الجيش في بيان بثه الاعلام الرسمي «أنجزت تشكيلات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة عمليتها العسكرية، واستعادت السيطرة على جميع مدن وبلدات الغوطة الشرقية، في الوقت الذي تواصل فيه وحدات أخرى أعمالها القتالية في محيط مدينة دوما، لتخليصها من الإرهاب». وخرجت أمس الدفعة الأخيرة من المقاتلين والمدنيين من جنوب الغوطة الشرقية، بموجب اتفاق اجلاء مع روسيا، تم نقل أكثر من 41 ألف شخص، ليعلن الاعلام الرسمي السوري ان المنطقة باتت «خالية» من الفصائل المعارضة. وأوردت الوكالة «إخراج الدفعة الأخيرة من الإرهابيين وعائلاتهم من بلدات جوبر، وزملكا، وعين ترما في الغوطة الشرقية إلى إدلب»، لتعلن اثر ذلك هذه البلدات «خالية من الارهاب». ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن ضابط برتبة لواء عند ممر عربين فور خروج الحافلات قوله، إن «معركة الغوطة انتهت». وأضاف «نعلن انتصاراً مدوياً على مشروع الارهاب»، مشيرا الى «انتصار استراتيجي ونقطة تحول في مسار الحرب في سورية» وتابع «ما بعد الغوطة غير ما قبلها، ويؤسس للنصر الكبير على كامل الاراضي السورية»، مؤكداً ان «هناك قرارا قطعيا لا رجعة عنه بتطهير كل شبر من أراضي سورية تتواجد عليه تنظيمات ارهابية او مجموعات غازية». ومع اخلاء بلدات عربين وزملكا وعين ترما من مقاتلي «فيلق الرحمن»، أصبح الجيش السوري يسيطر على 95 في المئة من مساحة الغوطة الشرقية، منذ بدئه هجوماً عنيفاً عليها في 18 شباط (فبراير) الماضي، تسبب بمقتل أكثر من 1600 مدني، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
مشاركة :