كشفت مصادر سياسية في صنعاء عن وجود مخطط لتحويل محافظة مأرب اليمنية إلى مستنقع للمتمردين الحوثيين، كما هو الحال في منطقة رداع بمحافظة البيضاء، وذلك في إطار العلاقة التحالفية التي تربط قبائل مأرب بالرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، إذ يراد الزج بالقبائل للاقتتال مع ألوية الجيش المرابطة في مأرب التي كانت جزءا من الفرقة الأولى مدرع سابقا والتابعة لعلي محسن الأحمر. وجددت قبائل مأرب رفضها التام لأي محاولات لوجود المتمردين الحوثيين في مأرب، واتهمت أطرافا متحالفة مع الحوثيين بتحريك عناصر تخريبية من أبناء المحافظة للاعتداء على أنبوب النفط وشبكة الكهرباء في محاولة لخلط الذرائع من أجل الاعتداء على قبائل المحافظة. وحذرت من أن مصادر الطاقة الحيوية في المحافظة ستكون في خطر في حال فكر الحوثيون بالدخول إلى مأرب أو الاعتداء على قبائلها. وتشهد مأرب تحركات احتجاجية وقبلية مسلحة، تحسبا لأي محاولة من المتمردين الحوثيين للتسلل إليها ومحاولة فرض سيطرتهم عليها. وفي هذا السياق، خرج محتجون في مدينة مأرب حاملين لافتات منددة بالاعتداءات على المنشآت النفطية وشبكة خطوط نقل الطاقة الكهربائية، كما عبرت اللافتات عن رفض المحتجين لأي تدخل حوثي في المحافظة. ومن جهة ثانية، واصلت قبائل مراد وعبيدة نشر قواتها ومسلحيها في أنحاء مختلفة من المحافظة، والاحتشاد في مناطق نخلا والسحيل في الجهة الشمالية من المحافظة. وأظهرت القبائل كميات من الأسلحة والعتاد الحربي من مختلف الأنواع، في "استعراض" عسكري لإظهار قوتها. وفي الأثناء نفسها، ما يزال أعداد من المسلحين الحوثيين يحتشدون في منطقة المحجزة بمديرية صرواح غرب محافظة مأرب بقيادة مبارك المشن. على صعيد آخر، أعلن مسؤول أمني أن القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي، صادق منصور، قتل أمس في هجوم في تعز بجنوب غرب صنعاء. وأوضح المصدر نفسه أن منصور قتل بعبوة ناسفة وضعها مجهولون في سيارته الشخصية. وفتحت الشرطة تحقيقا لمعرفة المسؤولين عن هذا الاعتداء الموجه إلى مسؤول في حزب يعدّ العدو اللدود لجماعة التمرد الحوثي. وقد سيطرت الجماعة على الكثير من البلدات في غرب ووسط اليمن بعد سيطرتها على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر، لكنها لم تدخل إلى مدينة تعز التي تبعد 250 كلم عن صنعاء، بموجب اتفاق مع السلطات المحلية. من جهته، أعرب رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح عن تقديره العالي لمواقف الولايات المتحدة الأميركية الداعمة لأمن واستقرار اليمن، وللجهود الرامية إلى تجاوز التحديات الراهنة التي تواجه الشعب اليمني. وعبر بحاح خلال لقائه أمس في صنعاء السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر، عن ثقته في استمرار دعم الولايات المتحدة لجهودها المساندة لليمن ومواصلة حشد الجهد الدولي المؤازر لمسيرة التنمية وعملية الاستقرار في البلاد. وبحث الجانبان خلال اللقاء الجوانب المتصلة بتعزيز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين وأولوياتها الراهنة.
مشاركة :