ستكون الأنظار شاخصة اليوم نحو ملعب "اليانز ستاديوم" في تورينو الذي يحتضن الفصل الأول من المواجهة الساخنة بين العملاقين يوفنتوس الإيطالي الوصيف وريال مدريد الإسباني حامل اللقب في ذهاب الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، في حين يحل بايرن ميونيخ ضيفاً ثقيلاً على إشبيلية الإسباني. ويعتبر الثلاثي يوفنتوس وريال مدريد وبايرن ميونيخ بين أبرز الفرق المرشحة لنيل لقب هذا الموسم إلى جانب مانشستر سيتي الإنكليزي وبرشلونة الإسباني، اللذين يلاقيان ليفربول الإنكليزي وروما الإيطالي غدا. وكان نهائي العام الماضي جمع ريال مدريد مع يوفنتوس في كارديف، وفاز الأول بقيادة مدربه الفرنسي زين الدين زيدان 4-1 بينها ثلاثية في الشوط الثاني، وثأر لخروجه من الدور نصف النهائي للمسابقة موسم 2014-2015 عندما جرده يوفنتوس من اللقب بالفوز عليه 2-1 في تورينو وتعادلهما 1-1 في مدريد، وكانت المرة الأخيرة يخسر فيها النادي الملكي في المسابقة القارية، التي يحمل لقبها في العامين الأخيرين والرقم القياسي في عدد الألقاب "12". العودة إلى تورينو وسيعود زيدان اليوم للمرة الأولى كمدرب إلى المدينة، التي شهدت تألقه وحصده باكورة ألقابه كلاعب بتتويجه بلقبين في الدوري الإيطالي (1997 و1998) والكأس السوبر الإيطالية (1997) والكأس السوبر الأوروبية (1996) والكأس القارية "إنتركونتيننتال" (1996) بالإضافة إلى الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم (1998) قبل انتقاله عام 2001 إلى ريال مدريد، الذي وصفه بـ "نادي حياته". ويقول زيدان "أصبحت رجلاً في تورينو، وسأبقى دائماً ممتنا ليوفنتوس"، مضيفاً "قلبي إسباني وريال مدريد هو نادي حياتي". وأكد زيدان: "كنت أتمنى تفادي مواجهة يوفنتوس، لأسباب عدة"، مشيراً إلى أن العودة إلى تورينو ومواجهة البيانكونيري "ستكون استثنائية بالتأكيد". وشاءت الأقدار أن تضع زيدان في مواجهة فريقه السابق في وقت هو في أمس الحاجة إلى مواصلة مشواره القاري، فالنادي الملكي لم يتبق أمامه سوى دوري الأبطال لإنقاذ موسمه، إذ يحتل المركز الثالث في الدوري المحلي بفارق 13 نقطة عن غريمه برشلونة، وخرج من مسابقة كأس الملك. في المقابل، لا يزال يوفنتوس ينافس على الثلاثية التاريخية، ففضلاً عن المسابقة القارية، التي خسر مباراتها النهائية مرتين في الأعوام الثلاثة الأخيرة، يتصدر الدوري بفارق 4 نقاط عن مطارده المباشر نابولي قبل 8 مراحل من نهاية الموسم، وبلغ المباراة النهائية لمسابقة الكأس المحلية حيث سيلاقي غريمه التقليدي ميلان في 9 مايو المقبل. إراحة النجوم وأراح زيدان نجمه رونالدو في المباراة الأخيرة في الدوري ضد مضيفه لاس بالماس (3-صفر) لاذخار جهوده حتى يكون في قمة مستواه في تورينو، في حين تألق الويلزي غاريث بايل بتسجيله ثنائية. وفي حين يخوض زيدان المباراة بكامل نجومه، فإن ماسيميليانو أليغري واقع في حيرة نظراً إلى غياب ركيزتين أساسيتين في الدفاع والوسط بسبب الإيقاف هما المغربي المهدي بنعطية والبوسني ميراليم بيانتيش، بالإضافة إلى الشكوك، التي تحوم حول مشاركة البرازيلي أليكس ساندرو والمهاجمين فيديريكو برنارديسكي والكرواتي ماريو ماندزوكيتش بسبب الإصابة. ويعول أليغري على مهاجميه الأرجنتينيين غونزالو هيغواين وباولو ديبالا والبرازيلي دوغلاس كوستا لتحقيق نتيجة إيجابية تقرب الفريق من دور الأربعة خلافاً لمواجهته توتنهام الإنكليزي في ثمن النهائي عندما سقط في فخ التعادل على أرضه (2-2) قبل أن ينتزع فوزاً قاتلاً إياباً في لندن. زيدان يعود لمواجهة الذكريات أعرب زين الدين زيدان، الأسبوع الماضي، عن رغبته في البقاء مدرباً لنادي ريال مدريد الإسباني، إلا أن تحويل هذه الرغبة الى واقع يرتبط على الأرجح بما سيحققه عندما يقود ناديه الحالي في مواجهة ناديه السابق يوفنتوس. ويعود زيدان الى تورينو، حيث أمضى خمسة أعوام (1996-2001) مع فريق "السيدة العجوز" الذي أتاح له البروز عالميا، ولاسيما عندما قاد منتخب بلاده الى أول لقب له في كأس العالم 1998. وأتت تصريحات زيدان عن رغبته في البقاء من موضع قوة، فعلى رغم ان الفريق لن يحقق ألقابا عدة هذا الموسم، الا ان الفرنسي البالغ من العمر 45 عاما يمكنه أن يحاجج وبقوة، انه قدم لريال منذ مطلع عام 2016، سلسلة من الألقاب التي يحلم بها أي مدرب أو ناد: دوري الأبطال مرتين، كأس العالم للأندية مرتين، الدوري الاسباني مرة... وغيرها. الا ان ريال لا يرحم، وأي تعثر في تورينو أو ربما الخروج من ربع نهائي دوري الأبطال، قد يدفع بإدارة ريال ومشجعيه الى نسيان كل السجل "الذهبي" للنجم الفرنسي السابق مع الفريق، والبدء في البحث عن بدائل. زيارة زيدان الأخيرة الى تورينو كانت سلبية: في مارس 2005، خسر ريال أمام يوفنتوس صفر-2، بعد التمديد في إياب الدور ثمن النهائي لدوري الأبطال، وأقصي من هذه المرحلة بعدما كان قد فاز ذهابا على أرضه 1-صفر. وقال المدرب الفرنسي بعد المباراة المحلية، ان لقاء يوفنتوس "سيكون مباراة أخرى، مسابقة أخرى، نعرف ان علينا ان نذهب الى يوفنتوس مع الطموح، وعلينا ان نذهب الى هناك (تورينو) ونسجل". بوفون: علينا أن نُظهر أفضل مميزاتنا يعود الحارس الإيطالي المخضرم جيانوليجي بوفون، نجم يوفنتوس، إلى مواجهة ريال مدريد الإسباني مرة أخرى، بعد 300 يوم من نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا في العاصمة الويلزية (كارديف). وقال بوفون في تصريحات نقلتها صحيفة ماركا الإسبانية: "أعرف هذا، وأعلم أيضا أنني أبلغ من العمر 40 عاما. لم أتغير كثيرا. نأمل أن يكون كل شيء مختلفا، وأن يكون حان وقت اختلاف المصير بشكل مغاير لما حدث في كارديف". وكشف بوفون أنه كان يفكر كثيرا فيما حدث بالمباراتين النهائيتين لدوري أبطال أوروبا، اللتين خسرهما يوفنتوس عامي 2015 و2017 أمام برشلونة وريال مدريد على الترتيب. وأضاف: "بالطبع نعم، رغم أن هذا لن يفيد في تغيير أي شيء، لقد فاز الفريق الأقوى على أرضية الملعب. الآن ما علينا أن نفعله هو إظهار قدراتنا، وفرض أسلوب لعبنا، من أجل تحقيق التوازن". وتحدث الحارس الإيطالي عن أسباب خسارة يوفتنتوس لنهائي دوري الأبطال الأخير بنتيجة كبيرة أمام ريال مدريد، حيث قال: "فاز الفريق الأفضل، لكننا لم نكن سيئين إلى هذا الحد لكي نستقبل هذا العدد من الأهداف. هناك مباريات لا يبتسم فيها لك الحظ". وأوضح بوفون الأسباب التي يمكن أن تقود فريقه لتحقيق الفوز على ريال مدريد خلال مباراتي دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا، وقال: "علينا أن نظهر أفضل مميزاتنا على أرضية الملعب".
مشاركة :