إن المعنى الحقيقي للوطنية والذي يجب أن يكون من أهم الصفات التي يتصف بها كل إنسان شريف نبيل يعيش في وطنه يَشتَمُ رائحة ترابها، فالوطنية لا تقتصر على كتابة إسم الوطن في الهوية الوطنية، أو استفادة المواطن من خيرات الوطن، بل تمتد إلى أفعال وأحاسيس أسمى من ذلك، فهي الانتماء والولاء للوطن والدفاع عنه بكل ما نملك سواء بالقوة أو بالقلم . ولتحقيق الوطنية الصحيحة والإحساس بها يجب أن يحب الإنسان وطنه دون دولة أخرى، ومن كان حبه لغير وطنه أو أكثر من حبه لوطنه فهو إنسان غير نبيل عديم الإحساس والمشاعر، مضطرب العقل ومهزوز الحب لوطنه، ويتغير بتغير الظروف التي تلائم رغباته الدينية أو الدنيوية فهو مؤتمن خائن وهي صفة المنافقين الذين يخونون الأمانة؛ ولا يستحق حب الوطن له فما عرف عبر التاريخ أن الحب من طرف واحد يفشل فشلاً ذريعاً، بل يقود أحيانا الى اتخاذ السلوك الخاطئ. وهذا ما أنبت النبتة السيئة التي سميت بالإرهاب، كما هو الحال في حب الوطن إن كان من طرف واحد فالوطن يعشق كل المواطنين ولكن يجب أن يعشق كل المواطنين وطنهم بكل أمانة وقوة وأن لا يتركوا لغير الوطن مكان في قلوبهم . ويجب أن يعي المواطن بأنه كما أن له حقوق على وطنه كتلقي تعليمه والاستفادة من الخدمات الصحية كالعلاج وغيره من الخدمات التي يقدمها الوطن، والعيش على ترابه الغالي والتنعم بما في وطنه من خيرات؛ ففي المقابل يجب أن يشعر المواطن بمسؤولياته تجاه وطنه، ويأتي في مقدمتها الحب والإخلاص للوطن دون غيره والدفاع عنه والمحافظة على ممتلكاته ومرافقه العامة؛ فلا يقوم بتخريبها ولا يسمح بذلك، إضافة إلى الاستفادة من موارد الوطن دون الإسراف فيها. وبما أن تحقق الأمن والاستقرار حق للمواطن فهذا يحتم عليه المساعدة بتحقيق ذلك يداً بيد مع ولاة أمرنا وطاعتهم بعد الله سبحانه تعالى والتقيد بالأنظمة التي يضعوها بل والمساعدة على نشرها بين افراد المجتمع. كما لا يغيب عنا أن نبين أن وطننا هو بلاد الحرمين الشريفين الذي ولد فيه أشرف الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها بدأ دعوته إلى الإسلام والسلام ، وأن النبي أظهر حبه وانتمائه لوطنه حينما أمره الله تعالى بالهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة فنظر إلى مكة قائلاً “والله إنك أحب البلاد إلى الله تعالى و أحب البلاد إلى نفسي ولولا أن قومك أخرجوني منكِ ما خرجت أبداً” فبين صلى الله عليه وسلم أنه على الإنسان حب وطنه والانتماء إليه مهما كانت الظروف أقوى منه سواء في السراء أو الضراء، وأن الولاء للوطن إنما هو جزء من شرف الإنسان ونبله. ومن هذا المقال أوجه ندائي إلى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسيدي ولي العهد الأمير الشاب الطموح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله وإلى معالي وزير التعليم سعادة الدكتور أحمد العيسى، بالموافقة على مقترحي الذي يقضي بالاستفادة من طابور المدرسة الصباحي في المدارس ويتم بث الأغنية الوطنية الخالدة ” بلادي منار الهدى ” بعد الانتهاء من تدريبات الطابور الصباحي يومياً وفي اليوم الوطني كأحد وسائل غرس حب الوطن في نفوس الأبناء ليكون صداها في مسامع الجميع مما له أثر على الطلاب والمعلمين والشارع عامة بالانتماء للوطن وإحساسهم بعظمته والاستفادة من الكلمات التي تصف وطننا الغالي بكل شموخ مذكرةً بمجد وطننا بطريقة تثير فيهم حب الوطن والانتماء له والتحلي بالوطنية والاعتزاز بها ونبذ الطائفية والعنصرية ليكون الجميع في وطننا مواطنين آمنين يفدونه بأرواحهم ويدافعوا عنه بالقلم والقيم والسلاح والأرواح . كلمات ” بلادي منار الهدى ” بلادي بلادي منار الهدى … ومهد البطولة عبر المدى عليها ومنها السلام ابتدا … وفيها تألق فجر الندى حياتي لمجدِ بلادي فدِا بلادي بلاد الإبا والشمم … ومغنى المروءة منذ القدم يعانق فيها السماح الهمم … وفيها تصون العهود الذمم ستبقى بلادي منار الأمم … لتمنع عنها دياجي الظلم باسم المهيمن حامي العلم … وعزم السيوف وهدي القلم وعزم السيوف وهدي القلم بمكةَ صرح الهدى عمرا … ليبقى المزار المنيع الذرى أعز به الله ام القرى … وطيبةَ حيث يضم الثرى رسول السلام لكل الورى … يرى كل شيءٍ بها أخضرا ونجد العرين أسود الشرى … ستبقى لمجد العلا منبرا ستبقى لمجد العلا منبرا يميناً بخالقنا الأوحد … علينا ونحن رجال الغدِ عهود الحفاظ على السؤددِ … بصدق الرعاية للمهتدي وصدق الرماية للمعتدي … يمينا بلاد الهدى نفتدي علاك ببذلٍ سخي اليد … وعمر يطول بمستشهدِ وعمر يطول بمستشهدِ
مشاركة :