دشن مكتب منارات العطاء أمس الثلاثاء بفندق قصر الظهران «مشروع تطوع التنموي» والذي يأتي امتدادا لجهود مكتب منارات العطاء في غرس وتعزيز القيم وما يمثله التطوع من قيمة العطاء وروح المبادرة في التنمية المجتمعية لتكتمل بهذا المشروع منظومة التطوع في استراتيجية المنارات. وقال المدير التنفيذي لمنارت العطاء الحسن المشيخي ان المشروع يهدف لتقديم منظومة تطوعية مستدامة عبر حزمة من الخدمات والاليات للجهات الطالبة للخدمة حيث تبين عبر الدراسة ان هناك حاجة كبيرة لمثل هذه المشاريع لرفع جودة العمل التطوعي المؤسسي وبناء مراكز وإدارات تطوعية متخصصة ذات منهجية ومعايير وطنية محكمة، ويقدم المشروع دراسات وتقييم عمل إدارات التطوع في الجهات الخيرية والخاصة ويزودهم بالتوصيات والاستشارات التي من شأنها رفع الأداء لمزيد من الاحترافية والمهنية ضمن منظومة متكاملة للتطوع المستدام، والذي سيساهم في دعم الموارد البشرية في الجمعيات الخيرية وبرامج المسؤولية الاجتماعية وسد النقص الحاصل في الكوادر البشرية والذي يعيق أنشطة تلك الجهات. وأضاف المشيخي: تسعى «تطوع» من خلال وضع اللوائح والنظم الإدارية لضمان حقوق الجهات التي تتيح الفرص التطوعية وكذلك الأفراد القائمون بالتطوع, كما تقوم «تطوع» بالتنسيق مع الجهات طالبة الخدمة بخدمة إنضاج الفعاليات وتصميم الفرص التطوعية. وأردف المشيخي: قمنا باستطلاع تجربة التطوع في عدد من الدول على العالم العربي والإسلامي والمعايير الدولية للتطوع, ورصدنا الإيجابيات والسلبيات فيها ومن ثم قمنا ببناء النموذج الخاص المتوافق مع تعاليم ديننا الحنيف وخصوصية مجتمعنا الذي يراعي في أسسه أن عملية التطوع عملية عبادية إنسانية مهمة، ونفخر أن المشروع أعدته كوادر سعودية من شبابنا المتطوع والمتميز في مختلف المجالات، مؤكدا أن «تطوع» تهدف إلى اتمتة العمل التطوعي وذلك عبر منصتها الإلكترونية التي تقدم مزايا متنوعة للجهات وللمتطوعين عبر توفير فرص تطوعية وتوفير متطوعين, وبدأنا بالاتمتة من داخل مكاتب المشروع حيث يدار المشروع بشكل إلكتروني مقللين الاعتماد على الورق إلى حدٍ كبير. وعن كيفية عمل المنصة التطوعية أوضح المشيخي ان المنصة صممت بأحدث التقنيات وعلى أساس دراسة وافية لخدمات الموقع والحاجات التطوعية وتقدم المنصة التطوعية امتيازات متعدد للجهات الخيرية كإمكانية استقطاب شريحة كبيرة من المتطوعين للجهات المشاركة وسهولة عملية إدارة التطوع عن بعد مما يسر عملية المتابعة والتقييم والذي وضع حسب معايير تقييم عالية لضمان كفاءة العمل. وأوضح مسؤول التسويق والإعلام بالمشروع أنس السويدان أن الصفحة التسويقية ستوفر فرصا لتسويق أنشطة الجهات المستفيدة وتعزيز صورتها الذهنية في بيئة العمل التطوعي المحيطة كما ستكون اداة استطلاع لتعرف المنظمات على توجهات الشباب في العمل التطوعي، لافتا الى أنه سبق للمنارات عقد ورشة عمل عن إدارة التطوع بحضور 20 جهة دعوية على مستوى المملكة والتي نتج عنها وضع ادلة ومؤشرات خاصة بمفهوم التطوع، والتي تضعها المنارات في خطتها الاستراتيجية لتأهيل شباب الوطن للاضطلاع بدورهم التنموية وحمايتهم من الأفكار المنحرفة، مشددا على ان مفهوم التطوع اصبح يحتل مكانة بارزة في عالمنا العربي والإسلامي حيث بلغ عدد المتطوعين في عام 2012م 7 ملايين مقارنة بما قبل عام 2012م، ونحن ما زلنا في أولى خطواتنا في تطوع وما حدث في هذه الأمسية هو البداية بإذن الله لتطوير العمل التطوعي وجعله واجهة مشرقة لأبناء هذا البلد. مضيفاً: نحن في «تطوع» نسعى للمزيد والمزيد من عملية تنظيم العمل التطوعي وتطويره, وما بدأناه سيكون محفزاً لمزيد من المشاريع المماثلة. وأشاد المهندس عادل الاحمدي المدير التنفيذي للمركز السعودي للعمل التطوعي بمشروع تطوع التنموي معتبرا انه لبنة جديدة في بناء منظومة وطنية لتطوير العمل التطوعي التكاملي، وقائلا: نحن فخورون بالشراكة والتعاون لما يتميز به المشروع من مواءمة للبئية المحلية وواقعية التنفيذ وسد عجز موجود في زيادة الطلب على الجهات المتخصصة في العمل التطوعي حيث نشهد على مستوى المملكة العربية السعودية وعلى مستوى الوطن العربي توجها رسميا ومجتمعيا لدمج التطوع في نواحي التنمية المختلفة، وكما أقر في مؤتمر الشراكة والابداع في التطوع الذي اطلقه برنامج متطوعي الأمم المتحدة مؤخرا الخطة العشرية لدمج التطوع حيث تضمنت الخطة دمج التطوع في الخطط الاستراتيجية للتنمية العالمية. من جانبه قال رئيس لجنة المنح بوقف سعد وعبدالعزيز الموسى الداعم للمشروع عبدالرحمن الموسى ان الدعم جاء انطلاقا من رؤية وقف سعد وعبدالعزيز الموسى المتمثلة في المساهمة في بناء قطاع خيري متطور ومشارك في تحقيق التنمية، وجاءت الشراكة في مشروع «تطوع» التنموي والذي حظي بقناعة عالية لما يتضمنه من تأثير مجتمعي وتكامل بين القطاعات المختلفة، مؤكدا ان هذا يتقاطع تماما مع رسالة الوقف والتي تنص في مضمونها على أن الشراكات الفاعلة مع القطاعات الأخرى هي جزء من معادلة النجاح المجتمعية، كما أن شمول المشروع لمنصة إلكترونية، وأدلة تطبيقية وإجرائية سيكون ميزة يلمسها المستفيدون من المشروع، وبإذن الله سيمتد هذا المشروع ليصل إلى مناطق أخرى من المملكة. واضاف الموسى: سعدنا في هذا المشروع بشريك ناضج ومجرب وخبير في بابه، وهو مكتب منارات العطاء التعاوني، وهو بذاته قيمة مضافة لما يملكه من قدرات وكوادر تعزز النجاحات وترفع سقف التوقعات. مشيرا إلى ان وقف الموسى أسهم وما زال يساهم في محاولة صناعة الفارق في البحث عن المشاريع النوعية وخصوصا لفئة الشباب وفي مجالات التطوع المختلفة، حيث سبق هذا المشروع مشروعات مقاربة مع جامعة الملك سعود بالرياض، ومع الكلية التقنية بالدمام، ومع مؤسسة أولاد الرياض مؤكدا استمرارية العطاء في بلد الخير والرخاء. وقد بدأت الأمسية بالقرآن الكريم ثم مقدمة الحفل التي اشتملت على ترحيب بالحضور من ممثلي الجهات الخيرية وغير الربحية والجهات المانحة بالإضافة إلى عدد من الفرق التطوعية والمهتمين بالتطوع. ومن ثم قدم المدير التنفيذي الحسن المشيخي برفقة مسؤول التسويق والإعلام أنس نجيب السويدان عرضاً تعريفياً بمشروع تطوع التنموي من التأسيس وحتى إطلاق المنصة الإلكترونية, كما تم تقديم تعريف بالمنصة الإلكترونية ومزاياها للجهات المانحة والجهات المستفيدة من المشروع. وتبعه بعد ذلك عرضان من فريق مساندة التطوعي وفريق السلامة المرورية شرحا فيه تجربتهما مع العمل التطوعي والمزايا التي تقدمها منصة «تطوع» لهم. وشهدت الأمسية توقيع الشراكات مع «منارات العطاء» و«جمعية تحفيظ القرآن بالجبيل» و«جمعية وئام» و«جمعية العمل التطوعي» وتوقيع عدد من مذكرات التفاهم مع عدد من الجهات.
مشاركة :