قال السّيد آسر طوسون المُمثّل المُقيم لصندوق الأمم المُتّحدة للسكّان مكتب دول مجلس التعاون الخليجيّ: إن هذه الورشة تعدّ انعكاساً لما توليه حكومة دولة قطر الرشيدة بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، من اهتمامٍ كبيرٍ من قطر بقضايا الهجرة والسكّان الوطنية، حيث تقوم بتنفيذ سلسلة من البرامج التنموية التي تهدف إلى بناء بنية تحتية حديثة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي بما يضمن الرقي المستمر لنوعية حياة السكان عامة من مواطنين ومقيمين، كما أنها تعكس رؤية قطر الطموحة لعام 2030 فيما يخصّ الإستراتيجية الوطنية للهجرة والسكان والتي أكّدت على إطلاق خريطة التنمية المستدامة المتسقة مع نوعية وحجم العمالة الوافدة. وأضاف: إن قطر تشهد معدلات عالية من النمو السكانيّ ناجمة عن المشروعات التنموية؛ ومن ثمّ، فقد شهدت البلاد ارتفاعات ملحوظة في عدد الوافدين ومن هنا تبرز أهمية اجتماعنا اليوم الذي يركز على إمكانية الاستفادة من تلك الزيادة السكانية في دعم عملية التنمية الاجتماعية، كما تتفق أهداف حلقة العمل مع المؤتمر الدولي للسكان والتنمية والذي يعدّ بمثابة ميثاق عمل لصندوق الأمم المتحدة للسكان، والمؤتمر الذي تلاه لمتابعة برنامج العمل الأوّل في العام 2014، والذي أكّد في توصياته على أن ظاهرة الهجرة العالمية أضحت سمة من سمات العولمة الناجمة عن التفاوتات على الصعد الاجتماعية والاقتصادية والديمغرافية في مختلف أنحاء العالم، حيث إن هناك ما يربو على 230 مليون شخص، أي ما يمثل 3% من سكّان العالم يعيشون حالياً خارج أوطانهم. وأوضح طوسون أن الهجرة العالمية تعد جزءاً لا يتجزأ من العملية التنموية الشاملة، حيث تعتبر الأمم المتحدة أن الهجرة قد تكون قوة تنموية فعالة في حال تقنينها ودعمها عبر سياسات وطنية مناسبة، وهذا ما تقوم به الحكومة، حيث ظهر ذلك في رؤية 2030 وفي سياساتها السكانية الحالية التي شارك صندوق الأمم المتحدة للسكان في المساهمة في دعمها والتي تضمنت محفزات خاصة فيما يتعلق بمعالجة إخلالات التركيبة السكانية وإدخال تغييرات جوهرية بما يحقق التعادل بين النمو السكاني ومتطلبات التنمية المستدامة، ما يساهم في رفع مستوى المشاركة المجتمعية في تحقيق التوازن في حجم القوى العاملة بين المُواطنين والوافدين. وأكد طوسون أن الإنجازات التي حققتها قطر في مجال السكان انبثقت عن رؤية طموحة للحكومة واللجنة الدائمة للسكان بما ساهم في رسم خريطة طريق لرؤية قطر الوطنية للتنمية البشرية والتي تسعى إلى تحويلها بحلول 2030 إلى دولة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة وتأمين استمرار العيش الكريم لشعبها.