ما بين شغف المتابعين لأحداث وشخصيات الجزء الأول من مسلسل «الأب الروحي» وبين انتظارهم بشغف أكبر لأحداث الجزء الثاني، تبدو الحقيقة التي أكدها المسلسل، وهي أن النجاح الأكبر لأي عمل فني هو عندما يكون العمل نفسه هو البطل للمؤلف هاني سرحان في ثاني تجاربه في عالم الدراما التلفزيونية عبر مسلسل «الأب الروحي» بجزئيه. «الحياة» التقت سرحان للحديث حول الموسم الثاني من العمل الذي بدأ عرضه عبر إحدى الفضائيات المصرية أخيراً وعن «أحلامه» في مجال الدراما سواء بالنسبة إلى مسلسل «6 شهور» أو مسلسله التاريخي الضخم «السيرة الهلالية»، والفيلم الذي يكتبه... في انتظار عرض سداسيته «عشق» وثلاثية «البديل» و «ليل» من مسلسل «مدرسة الحب» الذي شارك في بطولته بعضاً من نجوم الدراما التركية. وحول أسباب النجاح الكبير الذي حققه «الأب الروحي» يوضح سرحان»: «ثمة أسباب عدة أولها على رغم امتلاء المسلسل بكم كبير من النجوم الكبار، وبينهم محمود حميدة وأحمد بدير ومحمود الجندي وسون بدر وغيرهم، إلا أن بطل المسلسل الأول كان المسلسل نفسه وأحداثه والتطور في شخصيات أبطال العمل سواء من عائلة العطار أو غيرهم. ثانياً فكرة العائلة والتي افتقدها المشاهد في عدد من الأعمال الدرامية المعروضة وهذا ما وجده في عائلة العطار وكبيرها (زين العطار) وبقية أفرادها، إلى جانب أن الأحداث لم تقتصر على تناول عائلة زين العطار وأفرادها فقط، بل تشعبت داخل المجتمع المصري بكل طوائفه وطبقاته على اختلاف مستوياتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، فتناولت الحارة الشعبية وأفرادها ومشاكلها، والصعيد وعاداته، وأصبح المشاهد في حال توحد مع الشخصية التي وجدها تشبهه. كما أن أبطال المسلسل «من لحم ودم» فهم ليسوا ملائكة لكنهم على رغم كون بعضهم تجار سلاح وغير أسوياء لديهم جوانب خيرة تتجلى عبر الأحداث، وهذه هي طبيعة الحياة». وتطرق سرحان إلى دافعه لصناعة عمل ملحمي من 300 حلقة بقوله «هناك اتفاق جمعني مع مسؤولي الشركة المنتجة والمخرج بيتر ميمي مفاده بأن يكون هناك عمل درامي كبير يتكون من عدة أجزاء، ويضم عدداً من الوجوه الجديدة، ومن هنا جاءت فكرة العمل»، منوهاً بأن هذا هو العمل الأول الذي ينفرد بكتابته بعد المشاركة في كتابة مسلسل «نوايا بريئة»، كما كان هو العمل الدرامي الأول لبيتر ميمي. وحول تطورات الموسم الثاني يقول: «على المستوى الشكلي، تامر حمزة هو مخرج الجزء الثاني وكان المخرج المنفذ الجزء الأول، كما أن هناك عدداً من النجوم والوجوه الجديدة يتواجدون في الجزء الثاني ومنهم محمد رياض وسيمون وحسن حسني وهادي الجيار، والوجوه الجديدة غنوة محمد وغفران محمد ومحمود حجازي ومحمد جمعة وغيرهم، أما من حيث المضمون سيكون هناك تطور في طبيعة بعض أدوار العمل وبينهم شخصية دنيا عبدالعزيز التي جسدت دور عائشة البنت المستضعفة المغلوبة على أمرها، لكنها في الجزء الثاني ستتحول إلى شخصية قوية، كما أن المفاجآت في الجزء الثاني ستكون أكبر مما وجدها المشاهد في الجزء الأول، واعداً المشاهدين بأن الجزء الثاني سيكون أقوى من الجزء الأول. ولا يعتري هاني سرحان القلق حيال تغيير المخرج في الجزء الثاني من «الأب الروحي»، ولا يخشى أن يحقق المسلسل درجة النجاح نفسها التي حققها الأول، لافتاً إلى أن «تامر حمزة هو المخرج المنفذ للجزء الأول ويدرك كل تفاصيله، إضافة إلى امتلاكه خبرات واسعة عبر العمل كمخرج منفذ مع عدد من كبار مخرجي الدراما في مصر لسنوات طويلة». بعيداً من «الأب الروحي» ثمة تجارب كتابية أخرى لسرحان ومنها «عشق» و «البديل و «ليل»، والتي تحدث عنها قائلاً «بعد عرض الجزء الأول من مسلسل «الأب الروحي» تعرفت على المخرج السوري صفوان نعمو، الذي كان قد بدا مشروعه الدرامي «مدرسة الحب» ورشحت له وكتبت سداسية من العمل بعنوان «عشق»، وهو عمل لم يتم عرضه بعد، ويشارك في بطولته نخبة من نجوم الدراما العرب والأتراك ومنهم جومانا مراد والتركي مراد يلدريم، بطل مسلسل عاصي الشهير، وهناك قصة حب بين جومانا ومراد أشبه بقصة روميو وجولييت وسط أحداث عن رجال أعمال ذوي نفوذ وتجار سلاح». ويضيف «عملت كذلك مع صفوان ثلاثية بعنوان «البديل» ويقوم ببطولتها عدد من نجوم الدراما المصرية واللبنانية، منهم أمير كرارة ومحمد لطفي، وهناك ثلاثية «ليل» أيضاً. وأنتظر بفارغ الصبر عرض هذه الأعمال، خصوصاً أنها ستعرض في الوطن العربي وفي تركيا باللغة التركية. أكشن نسائي وفي شأن مشروعاته المستقبلية كشف هاني سرحان أنه تعاقد مع شركة الإنتاج «فنون مصر» على عمل درامي بعنوان «6 شهور»، وهو عمل أكشن نسائي من بطولة نسائية يعتمد على الحركة والتشويق، ولكن لم يتحدد بعد البطلات أو مخرج العمل وسيكون من 30 حلقة. ولم يتحدد بعد موعد البدء في التصوير، لافتاً إلى أن هناك عملاً درامياً يعتبره حلماً من أحلامه في الكتابة الدرامية، وهو مسلسل «السيرة الهلالية» وسيكون مسلسلاً ضخماً وذا كلفة مادية كبيرة، ويشارك فيه عدد كبير من النجوم وسيتولى إنتاجه سيف عريبي والإخراج لبيتر ميمي، ويعد ثاني تعاون لي مع بيتر بعد الجزء الأول من «الأب الروحي»، كما أنه ثالث تعاون لبيتر مع سيف عريبي بعد فيلم «القرد بيتكلم» وفيلم «الهرم الرابع». سينمائياً، نوه المؤلف الشاب بأنه يعكف على كتابة أحداث أحد الأفلام والتي تدور في إطار من الرومانسية الاجتماعية، سيعلن عن تفاصيله لاحقاً بمجرد التعاقد مع الشركة المنتجة».