يواجه الغرافة فريق الجزيرة الإماراتي بداية من السادسة والنصف مساء اليوم على ملعبه، في الجولة الخامسة من منافسات المجموعة الأولى لدوري أبطال آسيا 2018. المواجهة القطرية-الإماراتية ستكون من أجل فض الشراكة، نظراً لكون الغرافة يتساوى مع ضيفه الليلة برصيد 5 نقاط، يقتسمان من خلالها المركز الثاني وراء الأهلي السعودي المتصدر برصيد 8 نقاط، فيما يحتل فريق تراكتور سازي الإيراني المركز الأخير بنقطتين فقط. المباراة تكتسب أهمية بالغة للفريقين، لكون نتيجتها يمكن أن تحدد بنسبة كبيرة هوية المتأهلين للدور المقبل، خصوصاً بالنسبة للغرافة المطالب بالفوز للاقتراب من التأهل، لكونه سيواجه تراكتور سازي في الجولة الأخيرة، والأخير بات خارج حسابات التأهل، في حين أن الجزيرة سيواجه الأهلي السعودي المتصدر حالياً.الغرافة خسر في الجولة الأولى من الجزيرة الإماراتي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ثم فاز في الجولة الثانية بثلاثة أهداف دون رد على تراكتور سازي الإيراني في الدوحة، ثم تعادل مع الأهلي السعودي بهدف لكل منهما في الجولة الثالثة بالدوحة، وبالنتيجة ذاتها انتهت مواجهة الفريقين في الجولة الرابعة التي أقيمت في جدة. رغم أن مباراة الجولة الأولى أقيمت في ظروف مشحونة، نظراً لما عانته بعثة نادي الغرافة من عراقيل اشتكى منها الجميع بعد العودة من أبوظبي، فإن مباراة الليلة لن تكون مثل سابقتها، نظراً لكون فريق الجزيرة مرحّباً به في الدوحة، مثل باقي أندية دول مجلس التعاون الخليجي، بغض النظر عن الخلافات السياسية بين الطرفين منذ السنة الماضية. الغيابات والبدائل غياب مجموعة من اللاعبين يمكن أن يعيق فريق الغرافة في مباراة الليلة، لكن وجود بدائل في مختلف المراكز يمكن أن يخفف هذا الأمر، خصوصاً بوجود مجموعة من اللاعبين المميزين يتقدمهم الهولندي ويسلي سنايدر، الذي شكل دعامة كبيرة للفريق من الناحية الهجومية، إلى جانب المحترف الإيراني مهدي تريمي، فضلاً عن التحاق عاصم مادبو في الارتكاز، قادماً من نادي الدحيل، ليشكلوا إضافة قوية للفريق، ينتظر أن تنعكس على أدائه في مباراة الليلة. الغرافة خسر مباراة الجولة الأولى أمام الجزيرة بسذاجة، نتيجة أخطاء كلفته غالياً، لذلك يعول اليوم على تفادي ما حدث في أبوظبي، من خلال التركيز طيلة المباراة سعياً للخروج بالنقاط الثلاث، للاقتراب من تحقيق حلم التأهل للدور التالي من البطولة الآسيوية. النفس الطويل واحدة من المشاكل التي واجهها فريق الغرافة منذ تولي المدرب الجديد مهمة تدريب الفريق، تمثلت في الصعوبة الكبيرة التي ينهي بها مبارياته، إذ في كثير من الأحيان يفلت من الخسارة أو التعادل لتراجعه الواضح في الشوط الثاني، ويزداد الوضع سوءاً في الدقائق الأخيرة، كما تجلى ذلك في عدد من المواجهات، سواء في الدوري أم البطولة الآسيوية. مشكلة النفس يمكن تفسيرها بعاملين أساسيين، الأول يتعلق بخلل في التحضير البدني، وهو أمر يمكن التأكد منه من خلال الإصابات الكثيرة في صفوف الفريق في الآونة الأخيرة مقارنة بالقسم الأول، والثاني يتعلق بالجانب النفسي وغياب القدرة على التأثير في اللاعبين، وتحفيزهم معنوياً، فالتراجع المخيف للمجموعة في الشوط الثاني، وتكراره في عدد من المباريات، يطرح السؤال عن قدرة الجهاز الفني على تحضير اللاعبين والتعامل مع مختلف الأوضاع التي يواجهها في الملعب. الجزيرة كتاب مفتوح إذا كانت مباراة الذهاب قد شكلت البوابة الأولى للجهاز الفني للتعرف على البطولة الآسيوية، وشكل المنافسة مع فرق غرب آسيا، فإن الأمر بات مختلفاً اليوم بعدما خاض 4 مباريات، وبالرغم من ذلك فقد كان بإمكانه العودة بالنقاط الثلاث من أبوظبي لولا هفوات دفاعية قاتلة. الجزيرة بات كتاباً مفتوحاً بالنسبة للجهاز الفني، سواء من خلال قراءته لمباراة الفريقين في الجولة الأولى، أم باقي المعطيات الفنية التي جمعها من باقي مباريات الفريق الإماراتي، والتي أظهرت بشكل ملموس أنه فريقه في المتناول، إذ يكفي أن يحضر أوراقه جيداً، لكي يعطل مفاتيح اللعب عند الفريق المنافس، خصوصاً المحترفين مبارك بوصوفة ورومارينيو، اللذين يشكلان محور ثقل للفريق، فالأول يجمع بين دوره الدفاعي في خط الارتكاز، والانتقال بسرعة من وضعية الدفاع إلى الهجوم بمساندة المهاجمين، والثاني يملك المهارات الفردية التي تخول له قلب النتيجة في أية لحظة، كما حدث في المباراة الأولى، لذلك سيكون من المفروض على لاعبي الغرافة تكثيف الحضور في وسط الملعب، وتضييق المساحات والحفاظ على الهدوء والتركيز، تفادياً لارتباك الأخطاء في الثلث الأخير من الملعب. مدرب الجزيرة: قُوبلنا بترحاب كبير.. وعدت للمطعم المفضل لم ينسَ الهولندي هينك تين كات -مدرب الجزيرة الإماراتي- الذكريات التي قضاها في الملاعب القطرية حين كان مدرباً لفريق أم صلال في موسم 2010-2011، وقاد صقور برزان إلى نهائي كأس الأمير، قبل أن يخسر أمام الريان بهدف واحد، وحصل على لقب الوصيف. وأبدى تين كات إعجابه بفريق الغرافة الذي يواجهه اليوم في الجولة الخامسة من دوري أبطال آسيا، ونجمه الهولندي ويسلي سنايدر الذي سبق له العمل معه في فريق أياكس الهولندي، وقال هو مكسب مهم للمنافس. ولفت المدرب الهولندي، لـ «الجزيرة»، إلى أن حضوره إلى الدوحة قُوبل بترحاب كبير من قبل مسؤولي الغرافة، ولم يشعر بأي ضغوط. وقال: «جرى الترحيب بنا بشكل جيد. ومن اللافت عودتي لأحد المطاعم المفضلة بالنسبة لي في الدوحة، الموجود في مقر إقامة الفريق في (الريتز كارلتون)». تين كات: سيرضيني التعادل.. لكن الفوز غايتنا اعتبر الهولندي هينك تين كات، مدرب فريق الجزيرة الإماراتي، أن الحظوظ متساوية بين الفريقين في مواجهة الليلة، ولم يخف صعوبتها بالنظر إلى أهميتها قياساً لوضع الفريقين على سلم الترتيب في المجموعة. وقال تين كات، في تعليقه على اللقاء في المؤتمر الصحافي الخاص الذي أقيم ظهر أمس في قاعة المؤتمرات في نادي الغرافة: «المباراة بلا شك مهمة والكفة متساوية بين الفريقين، طبقاً لإمكانات الفريقين، ومن سيكون الأكثر جاهزية على كافة الأصعدة سيكون الأقرب لتحقيق النتيجة الإيجابية، وأؤكد أن ثقتنا كبيرة في هذه الفترة مع تعافي جميع اللاعبين وجاهزيتهم، فمنذ سبتمبر الماضي الفريق ستكتمل صفوفه بعد أن عاد جميع اللاعبين المصابين من الاستشفاء، وقد ارتفعت وتيرة التدريبات في الآونة الأخيرة، وشكل حافزاً إضافياً للفريق قبيل المباراة الهامة اليوم أمام فريق الغرافة. وأضاف مدرب الجزيرة: «الحضور الذهني والرغبة الكبيرة لدى لاعبي فريقي تجعلني أشعر بتفاؤل كبير، وهناك حرص كبير لتحقيق نتيجة إيجابية في لقاء اليوم». ولفت تين كات، إلى أنه يتوقع أن تكون المباراة قوية من الجانبين في ظل تساويهما في عدد النقاط، ولكن أنا أرى أن الغرافة يحتاج للفوز، فيما إذا حصلنا على نتيجة التعادل فسأكون راضياً عن النقطة التي سنظفر بها من الدوحة، ولكن هذا لا ينفي أن هدفنا تحقيق الفوز ولا بديل عنه. وأثنى تين كات على العناصر التي يمتلكها فريق الغرافة، ومن بينها مواطنه المخضرم ويسلي سنايدر الذي يعتبر إضافة مهمة للفريق، وقال: «علينا أن نضع في الحسبان خطورة سنايدر وقد سجل علينا في لقاء الذهاب». وعاد كات ليتحدث عن العناصر الحاضرة في فريقه والمجموعة المميزة على حد وصفه، والتي تستطيع قلب الموازين في أي لحظة، مشيراً إلى القوة الضاربة التي يمثلها البرازيلي رومارينيو. الفهود بالأبيض الكامل.. والجزيرة بالأحمر بحث الاجتماع الفني الخاص بمواجهة الغرافة والجزيرة جميع الأمور الفنية والتنظيمية والجوانب الانضباطية، بحضور طاقم التحكيم الأردني بقيادة أدهم مخادمة ومراقب المباراة ومقيم الحكام، فضلاً عن ممثلي الفريقين. وحدد الاجتماع الزي الخاص لكل فريق، حيث تقرر أن يخوض الفهود اللقاء بالزي الأبيض الكامل، فيما سيلعب الحارس بالأخضر الكامل، على أن يخوض الفريق الإماراتي المواجهة بالزي الأحمر الكامل، والحارس يرتدي الأزرق الكامل. وتحدّث طاقم التحكيم عن عدة نقاط توضيحية، تخص الأمور الفنية، وضرورة الانتباه إلى العدد المسموح به على مقاعد البدلاء. ووضّح مراقب المباراة الأماكن المخصصة للفريق الضيف، وجرى التشديد على التقيد بلوائح الاتحاد الآسيوي خلال المباراة. يوسف مفتاح: مصيرية.. وهدفنا واضح شدد يوسف مفتاح متوسط ميدان فريق الغرافة على أن لقاء اليوم يشكل مفترق طرق بالنسبة للفهود، وأضاف مفتاح: «مباراة مصيرية بالنسبة لنا، وهدفنا واضح، ويتمحور في الخصول على العلامة الكاملة من أجل بلوغ الدور ثمن النهائي، وعلى الرغم من النقص في الفريق إلا أن الغرافة قادر على تقديم الأداء ولديه العناصر القادرة على سد الفراغ وتحقيق النتيجة التي يتطلع لها الجميع في النادي». وأشار مفتاح إلى أنه تحت تصرف الجهاز الفني في أي مركز يختاره وهو الذي سبق له اللعب في عدة مراكز في الخطوط الخلفية. رومارينيو: هذه رسالتي إلى زملائي قال البرازيلي رومارينيو، هداف فريق الجزيرة الإماراتي، إن الظروف التي يمر بها فريقه تعتبر مثالية، مؤكداً حرص فريقه على تقديم العرض المطلوب. وأضاف رومارينيو: «لقد عملنا بشكل جيد طوال الأسبوع الماضي وتحضيراتنا جرت على مستوى عال، وأنا على ثقة كبيرة بزملائي في الفريق من أجل أن نظهر بالصورة المطلوبة، وقال رومارينيو إن الغرافة يمر في فترة مختلفة عن السنوات الماضية مقارنة مع الفريق الذي سبق لي مواجهته خلال وجودي مع فريق الجيش». وعن النصائح التي وجها رومارينيو لزملائه في الفريق عن فريق الغرافة، أضاف اللاعب البرازيلي: «نحن نعلم أنها مباراة صعبة، ولكن إن كانت هناك رسالة سيوجهها للاعبيه تكمن في الحفاظ على الثقة العالية التي يمر بها الفريق، وأعرف جيداً أن الملعب يحتاج إلى التعامل بذكاء واستغلال المساحات بصورة جيدة على اعتبار أن مساحته أكبر نسبياً عن بقية الملاعب.;
مشاركة :