أبوظبي/ أحمد سليمان/ الأناضول نجحت البورصات العربية في تحقيق أداء إيجابي منذ مطلع العام الجاري، مع تحسن معنويات المستثمرين بالتزامن مع المكاسب القوية في أسواق النفط العالمية. ووفق مسح أجرته "الأناضول"، أظهر تلون 7 أسواق بالأخضر في مقدمتها مصر والسعودية والأردن وأبوظبي والكويت وقطر، بينما تراجعت 3 أسواق يقودها دبي ومسقط والبحرين. محللون وخبراء، قالوا في أحاديث متفرقة مع "الأناضول"، إن الأسواق العربية استفادت كثيراً في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، من التحسن والتعافي السريع في أسعار النفط بالتزامن مع الإعلانات الإيجابية لأرباح الشركات السنوية. حسابات "الأناضول" تظهر، ارتفاع خام برنت القياسي تسليم مايو/ أيار فصلياً بنسبة 6.3 بالمائة إلى 70.27 دولارا للبرميل، بينما زادت عقود الخام الأمريكي بنحو 7.7 بالمائة إلى 69.94 دولارا للبرميل. ويتوقع المحللون والخبراء، أن تتعرض بعض الأسواق إلى عمليات جني أرباح مستحقة في الأشهر القادمة، خصوصا الأسهم المصرية بعد تحقيقها أعلى مستوياتها على الإطلاق، وسط مكاسب قياسية لم تشهدها منذ سنوات. وبحسب المسح، أغلق مؤشر مصر الرئيس "إيجي أكس 30"، الذي يقيس أداء أنشط ثلاثين شركة، رابحاً نحو 16.19 بالمائة ليصل إلى 17450 نقطة. ** نشاط استثنائي مدير إدارة البحوث الفنية لدى "أرباح" السعودية لإدارة الأصول، محمد الجندي قال: كان هناك نشاط استثنائي في بورصة مصر خلال الربع الأول من 2018، وأيضا أسواق أخرى مثل السعودية التي شهدت زخما كبيرا مع ترقب المستثمرين الترقية على مؤشر "فوتسي" للأسواق الناشئة. وارتفعت بورصة السعودية، الأكبر في العالم العربي، مع صعود مؤشرها الرئيسي "تأسي" بنسبة 8.9 بالمائة مع ارتفاع قطاعات البنوك والمواد الأساسية بنحو 13.3 بالمائة و11.9 بالمائة على التوالي. كانت مجموعة "فوتسي راسل"، المزود العالمي للمؤشرات، أعلنت الأسبوع الماضي انضمام البورصة السعودية إلى مؤشرها العالمي للأسواق الناشئة، فيما تقترب البورصة من الانضمام لمؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة "MSCI" خلال يونيو/حزيران المقبل، "الجندي" قال في حديثه مع "الأناضول" إن هدوء حدة التوترات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، عززت أيضا من مكاسب البورصات العربية. ويرى أن استمرار منظمة "أوبك" في العمل باتفاق خفض الإنتاج النفطي، سيعطي مزيداً من الثقة لمعنويات المستثمرين في المنطقة، وهو ما سيعطي مزيداً من الدفع للأسهم الإقليمية خلال الفترة القادمة. ومطلع 2017، شرع الأعضاء في "أوبك"، ومنتجون مستقلون بقيادة روسيا، في خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا؛ فيما ينتهي الاتفاق في ديسمبر/ كانون أول 2018. ويتوقع الجندي أن يتواصل الأداء الإيجابي للأسواق العربية في الأشهر القادمة لكن سيتخلله بعض عمليات جني الأرباح، مع سعي المستثمرين لجني المكاسب في أسواق مثل مصر والسعودية. ** توترات جيوسياسية المحلل والخبير الاقتصادي، محمد العون، قال إن أداء الأسواق الإقليمية في الربع الأول كان جيداً في العموم, بعدما تضررت بشدة في العام المنصرم في ظل التوترات الجيوسياسية المتلاحقة التي تشهدها المنطقة العربية. وتشهد منطقة الخليج العربي أزمة حادة بعدما قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في 5 يونيو/ حزيران الماضي، علاقاتها مع قطر، بدعوى دعمها للإرهاب. "العون" أضاف في حديثه مع "الأناضول" أن تراجع بعض الأسواق، مثل دبي ومسقط والبحرين لا يستند إلى أي وقائع، ولكن على ما يبدو أن هناك تراجع في شهية المستثمرين في تلك البورصات. ويعتقد العون أن أسواق دبي وقطر والكويت ينتظرها صعود قوي في الأسابيع القادمة، بينما قد تنال بعض عمليات جني الأرباح من أسواق مثل "السعودية" و"مصر" بعد مكاسبهما القوية في الفترة الماضية. ** مصر والسعودية بالصدارة ووفق مسح "الأناضول"، جاءت سوق الأردن في المرتبة الثالثة في قائمة الرابحين مع صعودها بنسبة 5.01 بالمائة مدعومة بمكاسب الأسهم الكبرى في قطاعات الصناعة والخدمات المالية، فيما ارتفع مؤشر بورصة قطر بنسبة 0.59 بالمائة مع صعود 4 قطاعات يقودها "البنوك". وارتفعت مؤشرات الكويت الرئيسية في الربع الأول وزاد مؤشرها السعري بنسبة 3.52 بالمائة إلى 6633 نقطة، فيما ارتفع المؤشر الوزني بنحو 3.58 بالمائة وزاد مؤشر "كويت 15"، للأسهم القيادية، رابحاً 6.14 بالمائة. في الإمارات، ارتفع مؤشر بورصة العاصمة أبوظبي بنسبة 4.25 بالمائة إلى 4585 نقطة وربح رأس المال السوقي للأسهم نحو 15.2 مليار درهم (4.2 مليار دولار) بدعم مكاسب أسهم "الطاقة" و"البوك". بينما تراجع مؤشر بورصة دبي المجاورة بنحو 7.76 بالمائة إلى 3108 نقطة، مع انخفاض أسهم قطاع الاستثمار يقودها "دبي للاستثمار" بنسبة 13.3 بالمائة والبنوك يتصدرها "دبي الإسلامي" بانخفاض 14.22 بالمائة والعقارات بضغط تراجع "إعمار" بنسبة 16.2 بالمائة. ونزلت بورصة مسقط بنسبة 6.39 بالمائة إلى 4773 نقطة، مع تراجع أسهم القطاع المالي والصناعي والخدمي بنحو 4.72 بالمائة و3.51، بالمائة و1.43 بالمائة على التوالي. وهبط مؤشر بورصة البحرين هامشياً بنسبة 0.1 بالمائة ليبلغ 1318 نقطة مع تراجع أسهم الاستثمار بقيادة "جي اف اتش" مع انخفاضه 13 بالمائة. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :