بعبارات وكلمات واضحة حاسمة لخص ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الموقف السعودي الشعبي والرسمي من عدة ملفات وقضايا تشغل الرأي العام المحلي والعالمي معتمدا كعادته على الطرح الذكي الجريء بعيدا عن المناورة والجمل المقتضبة والكلمات العائمة، هكذا أمسك سموه بكل الخيوط متحدثا عن اليمن وقطر وإيران وفلسطين والمرأة السعودية والوهابية، كل ذلك وأكثر كان في حواره مع الصحفي جيفري غولدبيرغ لمجلة “ذا أتلانتيك” الأمريكية . تحدث ولي العهد عن مثلث الشر (إيران، الإخوان المسلمون، الجماعات الإرهابية)، وقال ” يسعون للترويج لفكرة أن واجبنا كمسلمين هو إعادة تأسيس مفهومهم الخاص للخلافة، ويدّعون أن واجب المسلمين هو بناء إمبراطورية بالقوة وفقًا لفهمهم وأطماعهم. وتابع: ” السعودية ومصر والأردن والبحرين وعمان والكويت والإمارات واليمن – كل هذه البلدان تدافع عن فكرة أن الدول المستقلة يجب أن تركز على مصالحها وبناء علاقات جيدة على أساس مبادئ الأمم المتحدة، ومثلث الشر لا يريد القيام بذلك “. وأضاف في ملف آخر “ليس هُناك ما يسمى بالوهابية! نحن لا نؤمن بأن لدينا وهابية. ولكن لدينا في السعودية مسلمون سُنّة وكذلك لدينا مسلمون شِيعة. وزاد سموه ” أتحدى أي شخص يُمكنه جلب دليل على تمويل الحكومة السعودية للجماعات المتطرفة. نعم، ثمة أشخاص من السعودية ممن مولوا الجماعات الإرهابية. وذلك ضد القانون السعودي. وحول عودة العلاقات مع قطر قال الأمير الشاب “نأمل أن يتعلموا في قطر بسرعة. فتلك المسألة تعتمد عليهم”. وحول إيران والملالي قال سموه : المرشد الأعلى الإيراني يجعل من هتلر يبدو شخصًا جيدًا هتلر لم يقم بما يُحاول المرشد الأعلى القيام به. هتلر حاول احتلال أوروبا. هذا سيء ولكن المرشد الأعلى يُحاول أن يحتل العالم. وتطرق في حواره إلى ملف اليمن قائلا : لم يبدأ انهيار اليمن في عام 2015م، بل كان ذلك في العام 2014م، وذلك بناءً على تقارير الأمم المتحدة، بدأ انهيارها قبل عامٍ على بدء الحملة. حدث انقلاب ضد الحكومة الشرعية وتركز حملتنا على مساعدة الحكومة الشرعية وتحقيق الاستقرار. وتحاول المملكة العربية السعودية مساعدة شعب اليمن. إن أكبر مانح لليمن هو المملكة العربية السعودية. وحول حقوق المراة أضاف سموه : أنا أدعم المملكة العربية السعودية، ونِصف المملكة من النساء. لذا أنا أدعم النساء وفي ديننا لا يوجد فرق بين الرجال والنساء. هناك واجبات على الرجال وهناك واجبات على النساء. لكن هناك أشكال مختلفة من فهمنا للمساواة في السعودية. وفي إجابات واضحة صريحة حول الهوية السعودية قال الأمير محمد بن سلمان: السعوديون لا يريدون أن يفقدوا هويتهم، صحيح أننا نريد أن نكون جزءاً من الثقافة العالمية. ولكننا نريد دمج ثقافتنا مع الهوية العالمية (بما لا يؤثر فيها) نحن لا نشارككم نفس القيم. ولكنني أعتقد أيضًا أن مختلف الولايات في الولايات المتحدة لا تتشارك نفس القيم تماماً. إذن، كيف تريد منا مشاركة قيمكم بنسبة 100٪؟. وعن القضية الفلسطينية قال : أعتقد عمومًا أن كل شعب، في أي مكان، له الحق في العيش في بلده المسالم. أعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين لهم الحق في امتلاك أرضهم الخاصة. لكن يجب أن يكون لدينا اتفاق سلام عادل ومُنصف لضمان الاستقرار للجميع ولإقامة علاقات طبيعية بين الشعوب ولدينا مخاوف دينية حول مصير المسجد الأقصى في القدس وحول حقوق الشعب الفلسطيني. هذا ما لدينا وبلدنا ليس لديه مشكلة مع اليهود. نبينا محمد تزوج امرأة يهودية. لم يملك صديقاً من اليهود فحسب – بل تزوج من اليهود. وجيرانه كانوا يهودا. وتابع يقول : في السعودية يمكنك القيام بأي شيء تريده والعمل على تطوير أي مشروع بالطريقة التي تريدها في المجال التجاري. هناك معيار مختلف فيما يتعلق بحرية التعبير. فلدينا في السعودية ثلاثة خطوط لا يمكنك اجتيازها، الخط الأول هو الإسلام، فلا يمكنك تشويه سمعة الإسلام أو التجاوز عليه. والخط الثاني التجاوزات الشخصية، والخط الثالث هو الأمن القومي.
مشاركة :