تعهدت الكويت مع انطلاق مؤتمر دعم اليمن الذي عقد في جنيف امس بمنح 250 مليون دولار لتوفير الاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني، كما تقدمت المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية بنصف مليار دولار لكل منهما للمساهمة في تمويل الخطة الإنسانية في اليمن. وأكد نائب وزير الخارجية خالد الجارالله في كلمة امام مؤتمر «المانحين المخصص لتمويل الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2018» الذي دعت اليه الامم المتحدة تعهد الكويت بمنح مبلغ 250 مليون دولار عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية ومن خلال المنظمات الدولية المعنية بالشؤون الإنسانية لتوفير الاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني الشقيق خلال هذا العام. وقال الجارالله «ونحن نقف على بعد أسابيع من شهر رمضان المبارك تتضاعف المأساة وتزداد الحاجة إلى مساعدات عاجلة أمام ما يعانيه الأشقاء من نقص لكل مقومات الحياة أملا في أن يسهم هذا المبلغ في مسح دموع الأطفال اليتامى ومساعدة الأمهات الثكلى والتخفيف من آلام شعب شردته الحرب وحطمت بلاده». واضاف ان «مشاركة الكويت كمركز للعمل الإنساني اليوم في مؤتمر دعم اليمن هي بتوجيه كريم من قائد العمل الإنساني سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد». ولفت الى سعي الكويت الى انهاء ازمة اليمن ووضع حد لمعاناة الشعب اليمني الشقيق، حيث مارست دورا سياسيا وإنسانيا متلازما في هذا المسعى». وقال الجار الله ان «الكويت تعيد التأكيد امام المؤتمر مجددا على أن السبيل الوحيد لحل هذه الازمة هو سياسي يقوم على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية وفق المرجعيات الثلاث (المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والقرار 2216)». ودعا الجار الله ميليشيا الحوثي إلى تغليب مصلحة وطنهم وحقن دماء اشقائهم والحفاظ على وحدة وطنهم بالعودة الى مائدة المفاوضات والالتزام بقرارات الشرعية الدولية. أسوأ أزمة إنسانية وفي وقت سابق امس اطلق الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش نداء الى المانحين بجمع ثلاثة مليارات دولار تقريبا لاغاثة نحو 13 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدة في اليمن. وقال غوتيريش في افتتاح المؤتمر إن «اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم»، واصفا الوضع بأنه «كارثي». واضاف «لكن بدعم دولي يمكننا ويتعين علينا أن نحول دون أن تصبح هذه البلاد مأساة طويلة الامد». وبحسب الأمم المتحدة يواجه 8.4 ملايين شخص شبح المجاعة في اليمن، حيث تعد واردات الأغذية ضرورية لحياة المواطنين. وحثّ الأمين العام، أطراف النزاع في اليمن على التسوية السياسية، لإنهاء الحرب الدائرة في البلاد منذ ثلاثة أعوام والتعاون مع المبعوث الخاص الجديد مارتين غريفيث دون تأخير. وقال غوتيريش «لابد أن نرى نهاية لهذا النزاع، فلا يوجد حلول إنسانية للأزمات الإنسانية، الحل الوحيد (هو) التسوية السياسية عن طريق الحوار الشامل بين اليمنيين». ومن جانبه، أعلن الدكتور عبدالله الربيعة المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في كلمته له امام المؤتمر امس عن تبرع السعودية بمبلغ 500 مليون دولار، سلمت للأمم المتحدة لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية لدعم اليمن. وقالت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي في الإمارات ريم الهاشمي التي اعلنت تقديم ابوظبي 500 مليون دولار لليمن، إن الوضع الإنساني في اليمن يمثل أولوية قصوى لدولة الإمارات. دعوة إلى التفاوض وفي كلمة له امام المؤتمر أيد وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي الدعوة للعودة لطاولة التفاوض، وقال إن حكومته المعترف بها دوليا تعمل على فتح الموانئ والمطارات أمام المساعدات الإنسانية. وقال المخلافي إن هناك حاجة لإيجاد الحل المثالي وهو العودة إلى طاولة المحادثات ووضع نهاية للحرب والعودة إلى نظام مستدام يحظى بدعم الشعب اليمني. وأضاف أنه يجب الحفاظ على «وحدة اليمن وسلامة أراضيه». وقال يان إيجلاند أمين عام مجلس اللاجئين النرويجي لرويترز «إنها حرب يجب أن تنتهي ولهذا نحتاج لوقف إطلاق النار. نريد محادثات سلام.. نريد نهاية لغلق كثير من الموانئ اليمنية». ودعا مسؤولون كبار من بريطانيا والولايات المتحدة في مجال المساعدات أيضا إلى حل سياسي للصراع.(كونا، رويترز)
مشاركة :