الفلسطينيون يستعدون لجمعة «الكاوتشوك»

  • 4/3/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

القدس ــ احمد عبدالفتاح| دخلت مصر أمس على خط الأزمة الناشبة بين قطاع غزة وإسرائيل، حيث استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في رام الله، رئيس جهاز المخابرات المصرية عباس كامل، والوفد المرافق له، حاملاً رسالة تحذير من مغبة تداعيات التصعيد الحالية، إثر الصدامات التي وقعت يوم الجمعة الماضية، وأدت إلى سقوط مئات الضحايا برصاص جيش الاحتلال. ووفق بيان صدر عن الرئاسة الفلسطينية، فقد حمل كامل رسالة مهمة من الرئيس عبدالفتاح السيسي للرئيس عباس. وقالت مصادر الرئاسة الفلسطينية لـ القبس إن كامل أبلغ الرئيس عباس قلق الرئيس السيسي البالغ من التصعيد في قطاع غزة، وخشيته من انفجار الوضع، وهو ما يستدعي التدخل لاحتوائه وعودة الامور الى ما كانت عليه قبل يوم الجمعة الماضية. واضافت المصادر ان الرسالة المصرية تضمنت الطلب من الرئيس عباس العودة الى مسار المصالحة مع حركة حماس، لتفريغ حالة الاحتقان في غزة، التي تجمع كل التقديرات على ان الوضع فيها أصبح لا يحتمل. يذكر ان اتفاق المصالحة المتعثر بين السلطة الفلسطينية و«حماس» تعرض لهزة عنيفة، إثر تعرض رئيس حكومة الوفاق رامي الحمد الله لمحاولة اغتيال في 13 من الشهر الماضي، شمال قطاع غزة، بانفجار عبوة ناسفة. وعلى الرغم من إعلان «حماس» عن قتل واعتقال أفراد الخلية، التي تتهمها بالمسؤولية عن الانفجار، وأنها تنتمي الى الجماعات السلفية المتشددة، فإن السلطة الفلسطينية ما زالت تحمل «حماس» المسؤولية عنها. وقد أعلن الحمد الله أول أمس أن حكومته علقت زيارتها وعملها في قطاع غزة، مشترطاً تسليم حكومته جميع المهمات والملفات، بما في ذلك الامن، قبل استئناف تنفيذ اتفاق المصالحة. وكان الرئيس السيسي أجرى قبل عدة ايام اتصالاً هاتفياً بالرئيس عباس، حمل ذات المضمون، حيث اعرب عن خشيته من انفجار الوضع في غزة باتجاه مصر أو إسرائيل، الامر الذي ستكون له تداعيات بعيدة المدى وخطيرة. توسع المواجهات في الغضون، جدد وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان، خلال زيارة تفقدية امس لاستعدادات الجيش، تهديداته بإطلاق النار على كل من يقترب من السياج. في حين اعربت مصادر عسكرية اسرائيلية عن اعتقادها أن يوم الجمعة المقبل سيشهد توسع نطاق المواجهات مع الفلسطينيين، بالقياس مع الجمعة الماضي، وان الجيش يستعد لكل السيناريوهات. واضافت المصادر ان ضمن الاستعدادات الجارية توسيع حيز إطلاق النار، وحفر قنوات، وإقامة سواتر ترابية، ووضع أسلاك شائكة، لعرقلة من يتمكن من المتظاهرين من عبور السياج الحدودي. ونقل موقع «واللا» الاسرائيلي عن مصادر في جيش الاحتلال قولها: «إن تقديرات الجيش تشير إلى أنه سيشارك مسلحون في مسيرة العودة المرتقبة، يوم الجمعة المقبل، وان رد جيش الاحتلال حدد خطاً أحمر بما يتصل بالمنطقة الفاصلة الممنوع تجاوزها قرب السياج الفاصل، حيث سيتم استهداف كل مسلح يتجاوز مسافة 300 متر عن السياج الحدودي، و100 متر لغير المسلحين. وقالت تقارير صحافية اسرائيلية أن المستوى السياسي في تل ابيب اتخذ قراراً مهماً، يتعلق بتغيير أسلوب العمل المتبع في التعامل مع المتظاهرين الفلسطينيين على مقربة من السياج الأمني، بحيث ينتقل زمام المبادرة من يد حركة «حماس» إلى الجيش الإسرائيلي، رافضة شرح هذه الخطة، ولكنها أكدت أن «لدى الجيش القدرة على العمل بتكتيك آخر تماماً، على خلاف ما قام به الجيش يوم الجمعة الماضي». وبحسب موقع «ديبكا» الاستخباراتي الإسرائيلي، فقد قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأفيغدور ليبرمان ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي غادي أيزنكوت، تغيير خطط العمل لمواجهة احتمالات التصعيد، عقب تقديرات تتحدث عن احتمال انتقال زخم الاحتجاجات إلى الضفة الغربية وساحات أخرى، من بينها فلسطينو مناطق الـ48، أو جنوب لبنان. جمعة الكاوتشوك بالمقابل، يخطط الغزيون المشاركون في مسيرة العودة على الشريط الحدودي لقطاع غزة التغلب على عوامل الطبيعة السهلية للقطاع، والخالية من الجبال والمرتفعات، مما سهّل على جنود الاحتلال تفريق وقتل وإصابة المئات من المتظاهرين. وفي مواجهة هذه العوامل، يجري تجميع مئات دواليب «الكاوتشوك» لإشعالها يوم الجمعة المقبلة، كي تشكل نوعاً من السواتر الدخانية، لحجب رؤية القناصة الاسرائيليين، وحمل مرايا ضخمة عاكسة لأشعة الشمس، لتشويش قدرتهم على الرؤية والرصد. بالاضافة الى استخدام «الدلاء/ جرادل» لتغطية قنابل الغاز والقنابل المسيلة للدموع، التي تلقى على المتظاهرين، بينما سيعمل عدد من الشبان على إصدار أصوات الإنذار والضجيج عبر مكبرات الصوت لإرباك جنود الاحتلال. وأطلق ناشطون وسم «جمعة الكاوتشوك» على مسيرات الجمعة المقبلة، الأمر الذي لاقى تفاعلاً كبيراً من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

مشاركة :