مدارس الفن التشكيلي الخاصة... نهضة أم تدمير؟

  • 4/4/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الاهتمام بالفن التشكيلي في مصر والعالم العربي، بات ملموسا في الفترة الأخيرة، وهو ما نجده في زيادة عدد قاعات العرض واتيليهات الفنون. ولكن اللافت جدا في الفترة الأخيرة، ظهور «مدارس تعليم الفن الخاصة»، في اشارة إلى ان الكليات الفنية لم تعد كافية، خصوصا في مصر، التي شهدت تحركات ملموسا، تجاه «المدارس الفنية الخاصة»، وهي ليست مدارس بمعنى الفصول، ولكنها «مجموعات تعليمية» متخصصة.وكان اخر تلك المدارس، مدرسة تم افتتاحها بالتعاون بين الفنان الكويتي عبدالعزيز التميمي، والفنان خالد السماحي، وهو ما يجعلنا نطرح تساؤلات حول دور هذه المدارس، وهل يمكن ان تحل محل كليات الفنون الجميلة وتساعد في نهضة الفن أم تدمره! السماحي قال: «بدانا فعليا مشروع مدرسة للفن التشكيلي في مصر و الهدف منها ان هناك الكثير من الموهوبين الذين لم يستطيعوا الالتحاق بكلية الفنون الجميلة بسبب مجموعها العالي الذي وصل الي تسعين بالمئة و بالتالي لم يستطيعوا الحصول على التعليم الأكاديمي وسنوفر لهم ذلك بأجر رمزي ليستمر المشروع في تقديم خدماته ويستكمل مشواره».وأضاف لـ «الراي»، «الهدف من المشروع ان يكون هناك في مصر حركة فنية جيدة وسيقوم بالتدريس اساتذة متميزون منهم الفنان الكويتي عبد العزيز التميمي في اللاندسكيب وسيأتي خصيصا من الكويت، ويتم أيضا تدريس الطبيعة الصامتة والموديل وتكوين اللوحات ويكون ذلك من خلال مستويات تدريجية، وعلوم التشريح والضوء والظل وعلم المنظور ومجموعة العلوم الخاصة بصناعة فنان».واستطرد: «لدينا مستوى المبتدئ ثم المستوى المتوسط و المستوى العالي وبعد مستويات عدة لن يقل مستوى الدارس عن مستوى اي دارس للفنون خارج مصر لان أساس التدريس للفنون هو الاستاذ وليس الموضوع او المبني آو المؤسسة والاستاذ الفاهم ينقل المعلومة للاجيال الآخري بشكل صحيح». وقال الاستاذ في كلية الفنون الجميلة في جامعة المنيا الدكتور محمد عبدالمنعم، «ان مدارس الهواة وورش الفن فرصة كبيرة للتعليم ليتعرفوا على بعض الاتجاهات و الأساليب والفرق للاحتكاك المباشر».و أكد لـ «الراي» انها موجودة في أوروبا والطالب او الموهوب يحصل على كورسات قبل الالتحاق بالأكاديمية الفنية ليكون مؤهلا، بجانب زيارته للمتاحف ثم يختار أستاذ له يضعه على الطريق الصحيح وذلك يكون مرتبطا بمدى وعي الاستاذ في المرسم الأكاديمي الخاص به واتجاهه، ويعرف اتجاه الطالب لديه اذا كان يناسب اتجاهه الفني ام يتماشى مع دكتور اخر و ذلك بناء على الاعمال التي يعرضها الطالب على الدكتور فيعطيه موافقة على الالتحاق بمرسمه داخل الأكاديمية.وقالت الفنانة التشكيلية المصرية مني زيدان: «المدارس الخاصة الموازية للتعليم الأكاديمي خطوة مهمة لان هناك خريجي كليات غير فنية وموهوبين ويحتاجون لدراسة الفن من خلال الدراسات الحرة. لكن لابد ان يكون القائمون عليها متخصصين فيخرج الفنان من مدرسته وقد تعلم على أسس صحيحة، ولن يُنافسوا كلية الفنون الجميلة لكن من الممكن ان تؤهل البعض قبل الالتحاق بالكلية». واشارت لـ «الراي»، إلى «اننا نحتاج لمدارس فنية كثيرة لنشر الفن والارتقاء بالذوق العام و ترجمة الأحاسيس ويكون ذلك من خلال المراحل العمرية المختلفة». وقال نقيب التشكيليين المصريين الدكتور حمدي ابو المعاطي لـ «الراي»، ان «المدارس الفنية الخاصة لا بد ان تحصل على ترخيص من النقابة من خلال اجراء رسمي لانهم يحصلون على مقابل مادي من الطلبة».

مشاركة :