أعلنت الإمارات دعمها خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لليمن للعام 2018، بمبلغ 500 مليون دولار أميركي، وذلك خلال المؤتمر رفيع المستوى، لإعلان التعهدات الموجهة للأزمة الإنسانية في اليمن، أمس، في مقر الأمم المتحدة في جنيف. وتفصيلاً، أعلنت وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ريم بنت إبراهيم الهاشمي، دعم الإمارات خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لليمن للعام 2018، بمبلغ 500 مليون دولار أميركي. وقالت الهاشمي، في الكلمة التي ألقتها بهذه المناسبة، «نعلن وضمن دول التحالف، دعم دولة الإمارات لأي جهود تبذل لتخفيف معاناة الشعب اليمني، وبهذا الصدد يسرني وباسم بلادي، أن أعلن دعم خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لليمن للعام 2018 بمبلغ 500 مليون دولار أميركي». وأكدت الهاشمي أن دولة الإمارات ستستمر في تقديم مساعداتها المباشرة للمناطق اليمنية المحرّرة والآمنة، ودعم المشروعات التأهيلية، ومنها تخصيص مبلغ 100 مليون دولار أميركي لمشروعات في مجال الصحة والطاقة في حضرموت، وجاري العمل على تأهيل وتطوير ميناء المخاء. وشدّدت على دعم دولة الإمارات الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، لإرساء دعائم الأمن والسلام في اليمن، حيث تؤمن دولة الإمارات بأن حل الأزمة يعتمد على نجاح المسار السياسي المستند إلى المبادرة الخليجية وآلياتها، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، خصوصاً القرار 2216، لافتة إلى أن على المجتمع الدولي الإسهام مع دول التحالف في دعم جهود المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، الذي نأمل له التوفيق في هذه المهمة. وأكدت الهاشمي أن دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، تعمل في المجال الإنساني دون تمييز، وتسهّل عمل جميع المنظمات الإنسانية، من خلال فتح المعابر الحدودية والموانئ والمطارات لجميع المحافظات اليمنية المحررة أو الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين، فيما يمنع الحوثيون بالمقابل إيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، ويحولونها للمجهود الحربي، بهدف استغلال معاناة الشعب اليمني لإثارة الرأي العام العالمي ضد التحالف العربي، لتحقيق أهدافهم السياسية. وقالت «إن تردي الأوضاع الإنسانية في اليمن، لا يحتاج إلى تكثيف الجهود الإنسانية فقط، وإنما أيضاً إلى وقفة وإدانة جادة وصريحة لانتهاكات وممارسات الميليشيات الحوثية الإيرانية، التي تزيد الوضع الإنساني سوءاً، فلايزال الحوثيون يمارسون القتل والتشريد والتجويع، وزراعة الألغام وتجنيد الأطفال. واعتبرت الهاشمي أن الحوثي لم يرتدع عن القيام بممارسات تهدّد الأمن الداخلي وأمن المنطقة، فلايزال مستمراً في إطلاق الصواريخ البالستية على الأراضي السعودية، وتهديد أمن الحدود والملاحة البحرية الدولية، في الوقت الذي تعمل فيه دول التحالف على دعم الاستقرار، ومحاولة إيجاد تسوية سياسية عادلة. ونبهت إلى أن الوضع الإنساني في اليمن يعتبر أولوية قصوى بالنسبة للإمارات، وذلك إدراكاً للانعكاسات الخطرة على اليمن، وعلى محيطها الإقليمي والدولي. وأشارت إلى أن الإمارات قدمت منذ أبريل 2015 حتى تاريخنا هذا، مبلغ 2.9 مليار دولار أميركي على شكل مساعدات إنسانية وتنموية، وبرامج إعادة الاستقرار والتأهيل والإعمار، استهدفت القطاعات الأساسية المختلفة، كالبنية التحتية والصحة والإسكان، وتوفير الميزانيات التشغيلية في مختلف المحافظات اليمنية، التي استهدفت 13 مليون يمني، منهم خمسة ملايين طفل. فعلى سبيل المثال، قدمت الإمارات ما يزيد على 230 ألف طن من المواد الغذائية للشعب اليمني الشقيق، لمواجهة النقص الحاد في المواد الغذائية، وتم تطعيم 488 ألف طفل يمني ضد شلل الأطفال، ودعم القطاع الصحي، وتوفير الاحتياجات الصحية والغذائية للسكان المحليين في المحافظات اليمنية، مثل عدن وحضرموت وتعز والحديدة. كما دعمت القطاع التعليمي والطاقة، وفي مجال النقل تمت إعادة بناء وتأهيل مطار وميناء عدن، وأيضاً مطار الريان بحضرموت، وكذلك الميناء والمطار في سقطرى. كما نفذت دولة الإمارات مشروعات إنسانية عبر وكالات الأمم المتحدة المختلفة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، فيما أسهمت المساعدات الإماراتية المقدمة في مجال دعم الميزانيات والدعم والتنسيق اللوجستي، في توفير نفقات التشغيل والإدارة والأمن، ودعم القضاء والمحاكم، وبناء قدرات الشرطة اليمنية عبر تدريب أفراد الشرطة، وتأهيل مراكز الشرطة، والذي يعتبر أيضاً ضرورة قصوى لتمكين عمل المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية العاملة في مجال الإغاثة. كما تعمل الإمارات على محاربة التنظيمات الإرهابية في جميع المحافظات اليمنية، خصوصاً تحت سيطرة تنظيم القاعدة، كمحافظة أبين وشبوة، بالإضافة إلى محافظة حضرموت، لاسيما في مدينة المكلا، التي أعلنت إمارة إسلامية لتنظيم «القاعدة». وأشارت ريم الهاشمي في هذا السياق، إلى إعلان دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، إطلاق خطة العمليات الإنسانية الشاملة لليمن، والتي تستهدف تحسين وصول المساعدات، عبر تأهيل الطرق والمعابر والموانئ، وتوفير الوقود للمستشفيات والمدارس والمباني العامة، كذلك توفير التمويل، حيث قدمت دولة الإمارة والمملكة العربية السعودية أخيراً تعهدها للأمم المتحدة، البالغ مليار دولار أميركي، والذي يشكل أكثر من ثلث احتياجات الخطة الإنسانية للأمم المتحدة. وأعربت الهاشمي عن خالص الشكر والتقدير للأمم المتحدة، ممثلة في أمينها العام أنطونيو غوتيريس، ومنسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك، وإلى مملكة السويد والاتحاد السويسري، على رعايتها هذا الحدث الإنساني المهم، والهادف إلى تعزيز الاستجابة الإنسانية لليمن البلد الذي لايزال يعاني أوضاعاً إنسانية صعبة، وضعف مؤشرات التنمية، نتيجة انقلاب الحوثي على الشرعية، وعدم الالتزام بمخرجات الحوار الوطني، وعدم الامتثال لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
مشاركة :