حقق السد المطلوب، ونجح في ضمان تأهله إلى دور الستة عشر في دوري أبطال آسيا لكرة القدم قبل الجولة الأخيرة من صراع مجموعته الثالثة وذلك من خلال تكرار فوزه على الوصل الإماراتي بهدفين لهدف، وهي نفس النتيجة التي كان قد تغلب بها عليه ذهاباً هناك في الإمارات.. وتكمن أهمية الفوز في مباراة الفريقين هذه، والتي جمعت بينهما على ملعب البطولات استاد جاسم بن حمد في نادي السد أمس الأول، في كونها قد منحت السد فرصة التوجه إلى طهران لمواجهة بيروزي الإيراني في السادس عشر من هذا الشهر ومعه أكثر من احتمال يبقيه في الصدارة ليصعد إلى الدور الثاني بالبطاقة الأولى وليس الثانية.. فالفوز أو حتى التعادل يبقيه الأول ليواجه ثاني المجموعة الأولى بينما الخسارة ستجعله يصعد بالبطاقة الثانية ليواجه أول تلك المجموعة .. وفي تقديرنا أن الأهم في هذا الأمر هو أن السد سيخوض مباراته الأخيرة هذه في سادس الجولات بأعصاب أكثر هدوءًا على العكس من بيروزي الذي سيكون بحاجة إلى الفوز فقط لكي يتأهل بالبطاقة الأولى رغم أنه كان هو الآخر قد ضمن التأهل حتى الآن على اعتبار أن ناساف الأوزبكي، الثالث حالياً بسبع نقاط، قد فقد فرصته لأنه إذا ما رفع رصيده إلى عشر نقاط من خلال الفوز على الوصل في مباراته الأخيرة في دبي فإنه سيتساوى مع رصيد بيروزي في حالة خسارته أمام السد ليصار إلى الحسم بينهما من خلال المواجهات المباشرة التي ترجح كفة بيروزي.. وفي تقديرنا أن غياب حمرون يوغرطة بسبب الإصابة كان قد ترك أثراً واضحاً على الفريق إذ كان يمكن أن يشكل وجوده عاملاً فاعلاً وأكثر تأثيراً في الأمام خصوصاً وأن بديله أكرم عفيف لم نشهد منه هذه المرة الكثير مما يتفق مع حقيقة قدراته وإمكاناته الهجومية والتهديفية رغم أنه شارك بدور مهم جداً في صناعة الهدف الثاني.. غير أن القول هذا لا يقلل من حقيقة أرجحية الكفة الهجومية للسد في هذا اللقاء لا سيما وأن تشافي كان يتحرك بكثير من الحيوية في منطقته عند عمق الملعب مثلما هو الحال أيضاً مع حسن الهيدوس في الجانب الأيمن إضافة إلى النشاط الواضح للاعبي الارتكاز ياسر أبوبكر وسالم الهاجري وكلاهما لعبا دوراً محورياً في غاية الأهمية وخصوصاً في الشوط الأول.. أما في الشق الدفاعي الذي افتقد حضور المحترف الإيراني مرتضى كونجي، الذي شارك في الوقت بدل الضائع فقط عائداً من الإصابة، فقد كانت هناك بعض الملاحظات التي لابد من أن يتوقف عندها المدرب فيريرا وخصوصاً فيما يتعلق بالانسجام بين بيدرو وأحمد سهيل مع الإشارة هنا إلى بيدرو، وبرغم كل ما بذله من جهد واضح، إلا أنه ارتكب بعض الأخطاء المهمة لعل أخطرها ما حدث في الدقيقة السبعين بحيث كاد ذلك أن يتسبب بهدف لولا براعة ويقظة الحارس المتألق سعد الشيب الذي كان فعلاً أحد أبرز عناوين هذا اللقاء.. وإذا ما كنا نسجل هنا بعض الملاحظات على قلبي الدفاع وخصوصاً في الشوط الثاني، الذي تعرض فيه مرمى السد لأكثر من محاولة خطرة، فإننا في المقابل نسجل الكثير من الإشادة بالدور المهم الذي نهض به ظهيرا الفريق عبدالكريم حسن في اليسار وحامد إسماعيل في اليمين.. في كل الأحوال نقول إن السد حقق المطلوب فعلاً من هذا اللقاء رغم أنه أهدر خلاله العديد من الفرص على امتداد الشوطين لكن ذلك لم يكن ليخلو من بعض الأخطاء التي سيكون على الجهاز الفني التوقف عندها والعمل على معالجتها وبالتالي تجنب تكرارها في المباريات التالية ومنها مباراة بيروزي التي نأمل في أن نشاهد فيها السد وهو يخوضها بنفس الاندفاع والقوة بحثاً عن فوز خامس يليق باسم الفريق وتاريخه ويكرر من خلاله تفوقه على متصدر الدوري الإيراني بعد أن كان قد هزمه ذهاباً في الدوحة بثلاثة أهداف لهدف. هنا تكمن الخطورة السداوية لعب الظهيران عبدالكريم حسن وحامد إسماعيل دوراً مهماً جداً في ترجيح كفة السد خلال هذا اللقاء .. فإلى جانب نجاحهما في الشق الدفاعي وتحديداً في قطع الطريق أمام أي محاولات جانبية من جانب الوصل فإنهما أسهما بفاعلية أيضا بدور كبير في تعزيز الجهد الهجومي للفريق من خلال توغلاتهما الناجحة وتمريراتهما الدقيقة التي تسببت في الكثير من الأحيان بالكثير من الإرباك لدفاعات الوصل. كنت رائعاً كالعادة يا الشيب مرة أخرى يثبت سعد الشيب بأنه نصف الفريق فعلاً في السد .. فقد سجل حضوراً ملفتاً جداً في مباراة الفريق الأخيرة هذه أمس الأول عندما تصدى لأكثر من كرة صعبة ولا سيما في الشوط الثاني الذي شهد تحولاً مهماً للوصل مكنه من الاقتراب كثيراً من المرمى الأبيض.. الشيب كان رائعاً في أكثر من لقطة وأكد جدارته العالية وتمتعه باليقظة وسرعة رد الفعل وهو ما يجعله واحداً من أبرز حراس المرمى خلال دور المجموعات هذا من البطولة. صراع الصدارة في طهران تختتم منافسات المجموعة الثالثة هذه من خلال الجولة السادسة المقررة في السادس عشر من هذا الشهر ففي هذه الجولة سيكون قطبا المجموعة السد وبيروزي وجهاً لوجه في طهران لتحديد الأول والثاني فيها حيث يكفي السد التعادل فقط ليبقى هو الأول بينما يحتاج بيروزي إلى الفوز لكي يخطف البطاقة الأولى. أما المباراة الأخرى في المجموعة والتي تجمع بين الوصل وناساف في دبي في اليوم نفسه فإنها ستكون مجرد تحصيل حاصل. بونجاح .. بين الإبداع وإهدار الفرص ليس من المنطق أن نقلل من حقيقة الجهد الرائع الذي بذله نجم السد الكبير بغداد بونجاح خصوصاً وأنه هو من سجل هدفي الفوز في هذا اللقاء .. لكن الحرص هنا هو ما يدفعنا إلى الإشارة لذلك العدد الكبير من الفرص الأخرى التي ضاعت من بونجاح نفسه على مدى الشوطين.. لا ندعي بأن أي فرصة في كرة القدم يجب أن تتحول إلى هدف، فذلك أمر غير وارد أبداً في هذه اللعبة، لكننا نشير فقط إلى أن إهدار مثل هذه الفرص قد يتسبب بمشاكل عديدة للفريق إذا ما حدثت في مباراة أخرى أصعب مثل تلك المباريات التي تنتظر الفريق في القادم من منافسات دوري الأبطال.
مشاركة :