خلال تدشين كتاب «العدوان القطري على الديبل».. د. عبدالله بن أحمد:

  • 4/4/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

دشن مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» أمس كتابه الجديد «العدوان القطري على الديبل عام 1986». وأكد الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز «دراسات» أن الكتاب هو وثيقة تاريخية وشهادة أمينة، يتناول من خلال السرد والوثائق والصور تفاصيل أحداث العدوان القطري المسلح على ضحال الديبل في اعتداء سافر ومؤلم على سيادة دولة جارة مسالمة، لم يراع أي اعتبارات لما يربط بين الشعبين من مقومات مشتركة، ويتنافى كذلك مع الأخلاق العربية، والقيم الإنسانية، والأعراف الدولية. وأشار إلى استمرار التورط القطري في شؤون مملكة البحرين بطرق ووسائل عديدة من اعتداءات مرفوضة على السيادة، ومحاولة التأثير على النسيج الوطني، ودعم جماعات الإرهاب بالقرائن المؤكدة. وفي المقابل تؤكد مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد يوما بعد آخر نجاحها الداخلي بإصلاحات شاملة ومكتسبات نوعية، وحضورها الدولي كدولة مسؤولة محبة للسلام، ووضعت قاعدة مفادها أن مكانة الدول لا تتحدد بناء على ثروات طبيعية أو إعلام موجه، وإنما رسخت المملكة مكانتها المتقدمة بين الأمم الحرة بمواقف ثابتة وحكيمة، وإنجازات متواصلة، ومبادرات كبيرة. «دراسات» يوثق «العدوان القطري على الديبل عام 1986» كشف الممارسات القطرية ضد البحرين وتجاوزاتها على أمن الخليج د. عبدالله بن أحمد: التاريخ يعيد نفسه.. والاعتداءات القطرية على سيادة جيرانها متواصلة من خلال دعم الجماعات الإرهابية واستهداف النسيج الوطني للدول دشن مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» أمس كتابه الجديد «العدوان القطري على الديبل عام 1986»، وذلك بحضور نخبة فكرية وبحثية وإعلامية متميزة، وعدد من أعضاء وباحثي المركز، حيث يوثق الكتاب الاعتداء القطري الغاشم على الديبل. ورحب الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز «دراسات» بالحضور، معربا عن سعادته بأن يكون حفل التدشين الأول للكتاب من مملكة البحرين، موطن الثقافة، وموئل المعرفة، والتي قدمت ومازالت تضحيات كثيرة وغالية، في مقدمتها الشهداء الأبرار، وفاءً للمبادئ السامية والقيم النبيلة. وأوضح الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة أن الكتاب هو وثيقة تاريخية وشهادة أمينة، يتناول من خلال السرد والوثائق والصور تفاصيل أحداث العدوان القطري المسلح على ضحال الديبل في اعتداء سافر ومؤلم على سيادة دولة جارة ومسالمة، لم يراع أي اعتبارات لما يربط بين الشعبين من مقومات مشتركة، ويتنافى كذلك مع الأخلاق العربية، والقيم الإنسانية، والأعراف الدولية. وأشار رئيس مجلس الأمناء إلى أن الكتاب يتضمن أيضًا تاريخ السيادة البحرينية على الديبل، وكيف اختارت حكومة البحرين اتباع الحكمة وموقف ضبط النفس، ودور وساطة المملكة العربية السعودية الشقيقة لإنهاء العدوان، بالإضافة إلى تسليط الضوء على المراوغة القطرية، والإصرار على وضع العراقيل، ما تسبب في إطالة أمد الأزمة. وقال الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة: إنه خلال الشهر الجاري تمر الذكرى الثانية والثلاثين للعدوان القطري الغاشم على الديبل، وهذا الكتاب يهدف إلى توثيق هذا الاعتداء كجزء من سلسلة متصلة الحلقات من الممارسات غير المسؤولة للنظام القطري، وتجاوزاته غير المقبولة بحق جيرانه، وأمن الخليج، وثوابت الأمة. وأضاف: استمر التورط القطري في شؤون مملكة البحرين بطرق ووسائل عديدة من اعتداءات مرفوضة على السيادة، ومحاولة التأثير على النسيج الوطني، ودعم جماعات الإرهاب بالقرائن المؤكدة. وفي المقابل تؤكد مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، يوما بعد آخر، نجاحها الداخلي بإصلاحات شاملة ومكتسبات نوعية، وحضورها الدولي كدولة مسؤولة محبة للسلام، ووضعت قاعدة مفادها أن مكانة الدول لا تتحدد بناء على ثروات طبيعية أو إعلام موجه، وإنما رسخت المملكة مكانتها المتقدمة بين الأمم الحرة، بمواقف ثابتة وحكيمة، وإنجازات متواصلة، ومبادرات كبيرة. وأكد رئيس مجلس الأمناء أن ما تنعم به مملكة البحرين من حريات وانفتاح في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، وبدعم ومساندة من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الموقر، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، انعكس على تطوير آفاق النشاط البحثي والأكاديمي، وتهيئة كل السبل للارتقاء بدوره في عملية صنع القرار. وشدد الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة على أن مركز «دراسات» لن يتوانى في أداء رسالته التي يقع من ضمن أهدافها تعزيز الحوار والاستقرار الإقليمي، وأن يمضي قدمًا في تقديم الإضافات والإصدارات البحثية الرصينة، لتنمية الوعي المستنير، وتعزيز جهود التنمية المستدامة، والشراكة المجتمعية، وصناعة المستقبل. معربا في هذا الصدد عن اعتزازه بأن يتمكن المركز في وقت قياسي من بدء عملية التطوير، من أن يأتي ضمن أفضل خمسة مراكز للبحوث والدراسات على المستوى العربي لعام 2017 بحسب تصنيف أكاديمي رفيع المستوى. وتوجه الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز «دراسات» بالشكر والتحية لكل جهد أسهم في صدور هذا الكتاب القيم، ليكون مرجعا لجزء من تاريخ البحرين المعاصر والمنطقة، من منطلق أهمية توثيق هذا الحدث، باعتبار أن مجرياته وتداعياته، تعد محركا أساسيا، لفهم سير وطبيعة التفاعلات التي تشكل واقع اليوم وملامح الغد. من جانبه قدم د. محمد أحمد عبدالله مدير مركز دراسات البحرين بجامعة البحرين قراءة موجزة عن الكتاب، موضحًا أن الاعتداء القطري على الديبل شكل انتهاكا لقرارات مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد 5 سنوات من انشائه، لافتا إلى أنه في يوم 26 أبريل 1986 شنت قطر عدوانا عسكريا على الديبل في انتهاك ميثاق وقرارات مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أي بعد خمس سنوات من إنشائه في عام 1981م. وأضاف أنه في مثل هذا الشهر من عام 1986م، وتحديدًا في يوم السبت 26 أبريل، شنت قطر عدوانًا عسكريًا على (ضحضاح) فشت الديبل، في انتهاك لسيادة البحرين على أراضيها، وقامت بتخريب منصات قررت اللجنة العسكرية بمجلس التعاون لدول الخليج العربية إقامتها كنقاط مراقبة متقدمة في الجزر التابعة لها، لرصد حركة عبور السفن في الخليج العربي، وتحذيرها مقدمًا من أي هجمات طيران محتملة عليها، ضمن نظام إنذار مبكر لهذه الدول بسبب الاعتداءات الإيرانية على السفن المبحرة في الخليج العربي، وقد أوكل أمر إنشاء محطة لتسهيل الاتصالات في (ضحضاح) فشت الديبل لشركة بالاست نيدام الهولندية، بموافقة قطر التي ساهمت أيضًا في تمويل مشروع إقامة هذه المحطة التي قامت بتدميرها واتلاف معدات الشركة الهولندية واعتقال عمالها من الجنسيتين الهولندية والفلبينية خلال عدوانها العسكري. وأشار د. محمد أحمد عبدالله إلى أنه رغم أن قطر لم تبدأ في سحب قواتها من (ضحضاح) فشت الديبل إلا يوم الجمعة 13 يونيو 1986م أي بعد نحو 50 يومًا من شن عدوانها العسكري، وبعد جهود حثيثة للوساطة السعودية مع شقيقاتها الخليجيات في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي بدأت منذ يوم الأحد 27 أبريل حتى يوم الثلاثاء 10 يونيو 1986م، إلا أن قطر تلكأت في تنفيذ هذا الاتفاق الذي توصلت إليه الوساطة السعودية، بعد طلبها إزالة الرمال في قطعة جرادة ما يعني تغييرًا في طبيعتها الجغرافية كي لا تكون جزيرة وهي الأقرب إلى الساحل البحريني، مقابل إيقاف قطر عملية الدفن لممر أكملت منه مسافة 200 متر يصل الساحل القطري بحد الذيبة وهو الطرف الجنوبي من جزيرة حوار، وقد قامت البحرين بالموافقة على هذا الطلب تقديرًا للقيادة السعودية وكتعبير عن حسن النوايا. ولفت إلى أن الكتاب يستعرض وقائع ذلك العدوان الذي بدأ منذ الانزال العسكري القطري يوم السبت 26 أبريل حتى يوم الجمعة 13 يونيو عام 1986م حين بدأت قطر في سحب قواتها من (ضحضاح) فشت الديبل، كما احتوى على أربع خرائط لجزر البحرين و(ضحضاح) فشت الديبل، وخمس وثمانين صورة، شملت المباحث: «الموقع الجغرافي للديبل، وتاريخ السيادة البحرينية على الديبل، والعدوان القطري على الديبل، واختيار حكومة البحرين سياسة ضبط النفس، وتقديم هولندا احتجاجا رسميا ضد قطر، وإطلاق سراح العمال المخطوفين بعد 16 يومًا، وإقرار البحرين وقطر خطة لتسوية الخلاف، ووضع قطر العراقيل أمان تنفيذ الاتفاقية، والتخريب القطري حتى الرمق الأخير». وأوضح د. محمد أحمد عبدالله أن ما يعرضه هذا الكتاب من وقائع العدوان العسكري القطري على (ضحضاح) فشت الديبل في عام 1986م، ما يُعين على قراءة ممارسات قطر الحالية من التدخل في الشؤون الداخلية للبحرين، في تأكيد لتكرار نفس الممارسات ضد البحرين عبر التاريخ. وما أشبه الليلة بالبارحة، ففي الأول من يوليو عام 1937م، قامت قطر باعتداء عسكري على رعايا البحرين في إقليم الزبارة في شبه جزيرة قطر، ما أجبرهم على الهجرة من ديارهم. وقبل ذلك التاريخ قامت أيضًا عبر قبائلها المتمردة على السلطة الشرعية لآل خليفة في شبه جزيرة قطر بشن هجوم عسكري بحري على البحرين في عام 1867م، انتهى باندحارها في معركة دامسة البحرية. وأكد أن الكتاب يشكل إضافة قيمة ونوعية للمكتبة العربية من خلال توثيق العدوان العسكري على (ضحضاح) فشت الديبل في عام 1986م وانتهاك سيادة البحرين في إطار كشف حقيقة الممارسات القطرية ضد البحرين عبر التاريخ وتجاوزاتها على أمن منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وتطرق مدير مركز دراسات البحرين بجامعة البحرين إلى أن الكتاب جاء بعد مرور اثنين وثلاثين عامًا على العدوان العسكري القطري وسبعة عشر عامًا على صدور قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي بشأن دعوى المطالبة القطرية بإقليم الزبارة وجزر حوار و(ضحضاح) فشت الديبل وقطعة جرادة. وربما يكون المبرر لذلك هو أن مرور هذه الفترة الزمنية يجعل الحدث يدخل في دائرة مجال البحث التاريخي، بدل أن يكون مقتصرًا على التناول السياسي. كما لا يخفى على ذي لب مدى ما تمسكت به القيادة السياسية في البحرين من ضبط النفس طوال فترة أحداث العدوان العسكري القطري ومحنة المطالبة القطرية، فضلاً عن حلم القيادة السياسية للبحرين عبر العهود المختلفة تجاه قطر وممارساتها والذي فاق في كثير من محطاته حلم الأحنف بن قيس، ما أدى إلى تأخر إصدار مثل هذا الكتاب. وأكد الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز «دراسات» في تصريحات صحفية على هامش حفل التدشين أنه بعد العدوان القطري على الديبل فإن هناك العديد من التساؤلات بشأن هل التاريخ يعيد نفسه؟ وما كان الدافع من وراء هذا العدوان القطري على الديبل؟ وهل كان تحالفا قطريا إيرانيا مبطنا؟ أم هل قطر بإرادتها منفردة قامت بهذا العدوان أم كان بإيعاز إيراني؟ وكيف أثر هذا العدوان على ترسيم الحدود البحرية؟ مشيرًا إلى أن هذه التساؤلات أثيرت بعد تدشين هذا الكتاب. وقال: ما أشبه الليلة بالبارحة والتاريخ يعيد نفسه، الاعتداءات القطرية على سيادة جيرانها ليست بجديدة، وتختلف من استهداف سيادة الدول واستهداف النسيج الوطني ومساندة الجماعات الإرهابية والإعلام الموجه، وهذه أمور ليست بجديدة. وأضاف أن الكتاب يوثق هذه الحادثة بطريقة علمية مهنية عالية لتعريف المهتمين والمؤرخين والباحثين على شواهد الماضي وممارسات الحاضر، مشددا على أن الكتاب ليس وسيلة للاعتراض على الحكم الصادر من محكمة العدل في لاهاي، والبحرين رحبت به، ولكن إذا ما نظرنا إلى هذا العدوان والدوافع وراءه والطلب بإزالة الديبل وقطعة جرادة تعسفيا بهذه الطريقة فلا بد أنه كان هناك مطامع مستقبلية على الرغم من أن النزاع كان قائما، ولم يتم ترسيم الحدود آنذاك. وأشار الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة إلى أن هناك عددا من الأحداث التاريخية التي لم تأخذ حقها في التوثيق في التاريخ البحريني المعاصر، وهذه إحدى مبادرات المركز التي نسعى من خلالها لتوثيق عدد من أحداث البحرين المعاصرة.

مشاركة :